أحمد الزبيري - الكيان الصهيوني يرفض ملاحظات المقاومة الفلسطينية على ورقة باريس والتي صاغها الأمريكي أو بالأصح المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) والموساد، وربما جهات استخباراتية آخرى وسلّمت للقطري والمصري باعتبارهما وسطاء وسلموها لحركة المقاومة الإسلامية حماس التي ناقشتها ودرستها مع بقية حركات المقاومة وخرجت بملاحظات تعبّر عن الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني لوَقْف هذا العدوان وإنْ كان بمراحل وتبادل الأسرى بعد الحصول على ضمانات بعدم استمرار وتكرار العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة..
المقاومة الفلسطينية في ملاحظاتها كانت الضفة الغربية والقدس حاضرة، ولكن نتيجة للوضع الكارثي ولحرب الإبادة في غزة كان التركيز على هذه القضية، وحصلت على إشادات عدة وأبرزها من الأب الداعم والشريك لإسرائيل "أمريكا" في حرب الإبادة على أبناء غزة، لكنْ بقيتْ هذه الإشادات في إطار توزيع الأدوار وإعطاء صورة الوسيط الأمريكي للرأي العام في الداخل وعلى المستوى الدولي خاصةً وأن شعوب العالم اليوم تُدرك حقيقة مظلومية الشعب الفلسطيني.
نتنياهو رَدَّ بالرفض وأعلن نقل حرب الإبادة الإجرامية إلى محافظة رَفَح على الحدود المصرية والتي نزح إليها ما يقارب المليون والنصف من أبناء غزة وفي مساحة لا تتجاوز الستين كيلو متراً مربعاً والهدف واضح، إبادة ما يمكن إبادته من أبناء غزة، وما تبقَّى تهجيرهم إلى صحراء سيناء، وهذا لن يكون بوجود المقاومة الفلسطينية، لكنه لا يغلق الباب على الاحتمالات خاصةً في ظل التواطؤ الرسمي العربي والموقف المصري الذي لن يرقى حتى الآن إلى مستوى مَنْع هذه الكارثة، ليس فقط انتصاراً للحق الفلسطيني ولأبناء غزة بل وللأمن القومي المصري..
تحقيق الأهداف الأمريكية والصهيونية من حرب الإبادة الجماعية لأبناء فلسطين في هذه المساحة الضيقة مرهون بما يعوّل عليه أبناء فلسطين والشعوب العربية والإسلامية والمتمثلة في المقاومة الفلسطينية وكل الأطراف المساندة لها في المحور..
ما تخشاه أمريكا من التوحش الإسرائيلي أن تقود المجازر في منطقة رَفَح وما يسمى صهيونياً بممر فيلادلفيا، إلى اتساع المعركة وحصول ما كانت تتجنبه خلال الأشهر الأربعة الماضية حمايةً للكيان الصهيوني وتنفيذاً لمخطط ما عُرف في زمن ترامب بصفقة القرن والذي حظي بدعم من الأنظمة العربية حديثة التطبيع وربما القديمة..
عموماً نتنياهو ومعه المتطرفون في الحكومة الصهيونية يريدون ذلك، شريطة أن تتورط أمريكا ومعها حلف الناتو في حرب واسعة، يعتقد الصهاينة أنها ستحقق أهدافهم، في حين أن أمريكا والغرب يريدون تحقيق هذه الأهداف بالتدريج وعلينا في اليمن والعراق وسوريا ولبنان إذا أُخذنا بالتجزئة أسوأ مما يهددون به في توسيع الحرب..
مطلب المقاومة الفلسطينية والمحور المساند لها وقف العدوان على غزة وإطلاق الأسرى وإعادة الإعمار ومنع استمرار الإبادة وحصول نكبة جديدة، وفي حالة وصول الأمور إلى ما يريده الكيان الصهيوني فإن الحرب ستتوسع، وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته هو من سيحدد المسار رغم أن الألم فوق طاقة البشر والوجع أكبر مما يتحمله البشر، ولكن تعميق هزيمة هذا الكيان إنقاذ لنا كعرب وكمسلمين بما في ذلك الأنظمة العربية المتواطئة والمتحالفة مع الكيان الصهيوني. |