ياسر مرزوق - هذا الكتاب يجمع بين تاريخ شخصية وتاريخ وطن، والوطن هو اليمن البلد العربي الذي دفع أكبر الأكلاف جرَّاء تجاذبات الملكية والناصرية ثم الشيوعية، وأمراء الخليج وأمراء القبائل ..
يقدم محسن العيني رئيس الوزراء الأسبق، لكتابه بعنوان "قصتي كما أراها" وهو في هذه المقدمة يرى أن ما كتبه ليست "قصة الحركة الوطنية اليمنية، ولا قصة الثورة والجمهورية، ولا قصة الوحدة، ولا قصة القديم والجديد في اليمن، ولا قصة العلاقات بين جنوب اليمن وشماله.. إنها قصة نصف قرن من حياة مواطن، في عهد الإمامة والثورة، والحرب الأهلية والمصالحة، والانقلابات العسكرية والأحداث في العواصم العربية التي كانت ملتهبة..
الكتاب يحكي قصة نصف قرن من حياة مواطن، في عهد الإمامة والثورة، والحرب الأهلية والمصالحة، والانقلابات العسكرية، والأحداث في العواصم العربية التي كانت ملتهبة.. إنها قصة من لا يزعم أنه مناضل أو زعيم.. سياسي أو دبلوماسي، قصة مواطن عادي، وجد نفسه في قلب أحداث، لا خيار له في خوضها، أو البُعد عنها وتجنّبها، مواطن وجد نفسه في مواقع مختلفة فحاول أن يكون صادقاً، وأن يقدم خير ما في نفسه، وقد أكرمه الله فحماه من الاعتقال والسجن والتعذيب والامتهان، وكتب قصته، كما هي، منطلقاً من الشعور بالواجب نحو أبناء أمته، وذلك لتعريفهم على بعض جوانب ما جرى في نصف القرن الماضي..
وقال محسن العيني في المقدمة «لقد اخترت من كل ما أذيع ونشر ما تصورته موضحاً ومكملاً، اخترت شاهداً على العصر، والكتاب خير جليس وبعض ما نشرته الصحافة اليمنية والعربية.. متمنياً أن يحقق الكتاب بعض الإسهام في التعريف والتوضيح والتنوير للأسباب والظروف الموضوعية التي أملت الشعب اليمني حتميات التغيير والوثوب إلى العصر عبر خيار الثورة والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان».
الكتاب يتحدث عن حياة محسن العيني والأحداث التي طرأت منذ كان سفيراً في عهد الملكية كمنحة دراسية إلى فرنسا والأحداث التي حدثت عربياً وما آلت إليه، وعن تحالف الإمام مع جمال عبد الناصر إبَّان أو أثناء وحدة مصر وسوريا ثم الخلافات التي طرأت بعد ذلك ودعم جمال عبدالناصر لمعارضيه..
ويجمع ما بين الذكريات والسيرة الذاتية، والرواية الذاتية، وهو ما يميزه أدبياً وأسلوبياً..
يقدم محسن العيني صورة شديدة السلبية عن عبدالناصر، فهو في كتابه شديد المغامرة، بل وأكبر مغامر، مستندا بذلك إلى مذكرات "صلاح نصر"ورغم أن الذين سجنوا في مصر لأكثر من عام، سواء النعمان أو العمري، أو يحيى المتوكل، أو حسن مكي.. الخ، هؤلاء ظلت مشاعرهم تجاه مصر، وتجاه عبد الناصر فيها الكثير من التقدير، رغم محنة السجن التي تعرضوا لها..
|