أحمد الزبيري - الشعب اليمني يواصل دعمه وإسناده لغزة بالمسيرات المليونية التي لا تقتصر على ميدان السبعين في العاصمة صنعاء بل تمتد إلى كل المحافظات والمديريات والمدن والقرى؛ وبالنار في منع وصول السفن التي تمد الكيان الصهيوني بعَصَب الحياة لاستمرار عدوانه على الشعب الفلسطيني، وضرب ومنع كذلك السفن الأمريكية والبريطانية بعد أن اعتدوا على اليمن حمايةً لهذا الكيان ومنع اليمن من استخدام موقعه الاستراتيجي البحري لنصرة إخوانه في فلسطين وغزة، كما أن ضرباته بالصواريخ والمُسيَّرات إلى ميناء أم الرشراش "إيلات" ومناطق أخرى في فلسطين المحتلة..
هذه المسانَدة والدعم لن يتوقفا بل سوف يتصاعدان مع إصرار الأمريكي والبريطاني والصهيوني على إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه واستباحة مقدسات الأمة وكرامتها في القدس والمسجد الأقصى الذي تحريره من رجس الصهاينة بالنسبة للشعب اليمني قضية إيمانية ومهمة مقدسة تضع الأنظمة الرسمية العربية والإسلامية والأمة كلها أمام مسؤولياتها وواجباتها بعد أن اتضح أن أمريكا والصهاينة والغرب الاستعماري لا يمكنهم أن يمنعوا الموقف الصحيح والصائب إذا ما توفرت الإرادة والجدية في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن العرب والمسلمين بدماء أطفاله ونسائه ومقاوميه الصامدين والذين يسطّرون ملاحم بطولية عجزت عنها جيوشٌ وأنظمة ليس بسبب عدم قدرتها ولكن بسبب خيانتها لدينها وأمتها والخضوع للأمريكي والصهيوني، اعتقاداً منها أنها تحمي بقاءها من شعوبها لما تقدمه من فروض الطاعة والولاء لهذه القوى الإجرامية التي يمكن هزيمتها.. وكل ما قِيل عن الكيان الصهيوني وأمريكا في الماضي أثبتت المقاومة الفلسطينية والجيش اليمني وكل المقاومة في المنطقة أنهم ليسوا قَدَراً.. وبقليلٍ من الأوراق التي تمتلكها دول النفط يمكن وقف العدوان على غزة وتحرير الأرض..
أمريكا وبريطانيا والغرب يشاركون في قتل الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول في هذه الحرب العدوانية الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على شعب محاصَر، ولم يتوقف العدوان عليه منذ عقود وخاصةً غزة.. ولم يكن طوفان الأقصى إلا عملية استباقية لمنع تنفيذ ما سُمّيت بصفقة القرن بالحديد والنار وبالإبادة وإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم المحتلة لإقامة الدولة اليهودية الكاملة، ولن تكون غزة في هذا المخطط إلا بدايةً تشمل كل أرض فلسطين وهذا سوف يؤدي في النهاية إلى هيمنة الصهاينة على المنطقة وإخضاع كل أبنائها لإرادة الغرب الاستعماري وقاعدتهم المتقدمة في فلسطين كيان الصهاينة..
منذ تقسيم المنطقة إلى دول لم تستقر أيٌّ من هذه الدول عدا تلك الأنظمة الوظيفية الخاضعة لهذه المخططات وتحديداً دول الخليج مع بعض الاستثناءات، وكانت سنوات العقود الماضية وتحديداً من مطلع التسعينيات حتى الآن تشهد حروباً مباشرة تقودها أمريكا وثورات ملوَّنة يقف خلفها الغرب وفتن طائفية ومذهبية وعِرقية ذهب ضحيتها ملايين العرب والمسلمين، وكل هذا من أجل تأمين إسرائيل وهيمنتها على الجميع بما فيها تلك الأنظمة الوظيفية التي تعتقد أن خضوعها بالتطبيع والوقوف إلى جانب المشاريع الأمريكية سينجيها من أطماع الغرب والصهاينة، غير مدركةٍ أنها هي الهدف السهل، ومن مصلحتها الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته لأن ذلك هو في الحقيقة خط الدفاع الأول لبقائها، وأي حسابات أخرى سيتضح خطؤها بعد أن تكون الكارثة قد حلَّتْ.. هذه المعركة خطوة حقيقية على طريق القدس، وسوف تفتح بشكل غير متوقَّع الطريق لتحرير فلسطين والقدس وإعادة هذه الأرض المباركة لتكون قلب الأمة العربية والإسلامية، وهذا ما يرعب كيان الصهاينة والغرب الاستعماري المتوحش والجَشِع والمُنْحَط.
|