- إلى وقت قريب كان السؤال الذي يؤرق بعض الجماهير التي تتعاطى مع كثير من الأمور بحسن نية هو: "في أي سرب تغرد أحزاب اللقاء المشترك"؟
أما اليوم فإن السؤال الذي كبر واتسع في أذهان الغالبية العظمى من أبناء الوطن هو: "لمصلحة من تركب هذه الأحزاب موجة الفوضى والعنف والتدمير..؟؟"..
بالأمس كانت هذه الأحزاب تحاول أن تمسك العصا من منتصفها وكان تواجدها في ما تشهده بعض المحافظات من أعمال تخريبية وتحريضية يكاد يكون مختفيا أو غير ظاهر للعامة..
وربما في بعض المواقف كانت تكتفي بدور المحرض ابتداء، ودور المحلل والباحث عن المبررات لتلك الأعمال الخارجة عن القانون ختاماً..
بل وفي بعض الأحاديث لم تكن تتردد عن أي تحمل الحزب الحاكم مسؤولية ما يحدث وتلقي باللائمة على أجهزة السلطة لأنها لم تؤد واجبها ومسؤولياتها وفي الغالب كانت هذه الأحزاب تستهدف أول ما تستهدف أجهزة الأمن والقضاء.
• أما اليوم فالمسألة مختلفة وحضور أحزاب المشترك في معترك الفوضى والتخريب لم يعد من وراء حجاب.
إذ انتقلت من العمل خلف الكواليس إلى صدارة المشهد.. وحينما بادرت أجهزة الأمن والقضاء إلى أداء مهامها الدستورية وضبطت بعضا ممن تورطوا في أحداث الشغب والعنف متلبسين بآثامهم في مسرح الفوضى.. عجزت هذه الأحزاب عن مدارة سوأتها المثبتة بوجود عناصرها وقياداتها في صدارة المتورطين بالجريمة التي يقفون بها اليوم أمام أجهزة القضاء.. وبدلا من أن تتخذ موقفا يحفظ لها ماء الوجه أمام الجماهير التي خرجت تدين العنف وتستنكر الهمجية والتخريب، هاهي أحزاب المشترك وقياداتها تضيف على جرم تورطها جرما جديدا، وتأتي على قمصان البسطاء الذين طالتهم أعمال الفوضى والتخريب بدم كذب تبرر به خزيها وإثمها في الوقت الذي تعلم – كما نعلم – أن فضيحتها أكبر من أن تدارى وجريمتها أسوأ وأبشع وأكبر من أن تستحق غفران البسطاء وتسامح الجماهير وعفو ذوي الصدور الواسعة وقبل كل ذلك مبدأ درء الحدود بالشبهات، لأن ما حدث لم يعد بمثابة الشبهة بل بمستوى الجريمة المنظمة القائمة أركانها المثبتة أدلتها وشواهدها..
*افتتاحية صحيفة تعز