طه العامري - منذ نصف قرن ونحن نتحدث عن الفساد والفاسدين؛ ووقَّعنا اتفاقيات مع منظمات دولية مع المانحين بهدف مكافحة الفساد..؟
لكن شيئاً من هذا لم يحدث، فلا الفساد تقلص أو تقنن ولا تمكنا من تقديم فاسد واحد للمحاكمة..؟!
تأملنا وتعشمنا خيراً بالعهد الجديد الذي كان دافعه الأول ومحركه للثورة هو الفساد وأهمية القضاء عليه وعلى رموزه من الفاسدين.. ولكن للأسف مَرَّ الآخرون بذات طريق اسلافهم وكأنك يا بو زيد ما غزيت..؟!
فباسم التصدي للمعارضة والمرجفين كان الأسلاف يبررون استمرار الفساد؟
وعلى طريقهم يسير الخلف ولكن باسم مواجهة العدوان..؟!
َمع أن الفساد في أي قبيلة من قبائل الأدغال الأفريقية إذا حدث من قِبل أي عضو في القبيلة اثناء خلافها مع قبيلة أخرى فإن زعيم القبيلة يأمر بإعدام الفاسد في قبيلته فوراً أياً كان وكانت مكانته لأنه يشكل خطراً على وحدة القبيلة وتماسكها، والفاسدون في زمن الحرب والعدوان على البلاد عقوبتهم مضاعفة، فإذا كان الفاسد في زمان السلم يقدم للمحكمة فإن الفاسد في زمان الحرب والعدوان تطبق عليه الأحكام العسكرية ويعدم رمياً بالرصاص، لأن هناك من يقدمون حياتهم فداء للوطن، وهناك من يستثمر دماءهم لتحقيق مكاسب مادية.. وللأسف أن عندنا يحدث العكس أفسد وأنت مدير عام يرقونك وزيراً..؟!
ومن يكافحون الفساد ويشهرون بالفاسدين ويتصدون لممارساتهم يصبحون هدفاً لأقلام الطفيليين الذين ينعتون مناهضي الفساد والفاسدين بكل الألفاظ وتصل لدرجة التخوين وأنهم طابور خامس وسادس.. وعملاء لأمريكا وبريطانيا ودول العدوان وموظفون لدى الصهاينة..؟!
وليس أقبح من أن يأتي أحدهم ويقول لك المتسولون هؤلاء طابور خامس وعملاء لدول العدوان؟!
ببساطة لأنه شبعان ولأنه لم يكن يوماً يحلم أن يصل للمنصب الذي يشغله، وبالتالي حالة الارتباك تدفعه لأن يتجاهل معاناة الناس ويسخر حتى من جوع الجياع.. وتحدث بطريقة ملكة فرنسا (ماري أنطوانيت) حين أطلت من شرفة قصرها الإمبراطوري وهي تشاهد الشعب ثائراً بالشوارع فتساءلت لماذا يتظاهرون؟ فأبلغوها أنهم يريدون الخبر.. ردت وبكثير من الجدية، طيب إذا انعدم الخبر اعطوهم بسكويت..؟!
فانتهت بساطور المقصلة بسبب هذه العبارة ومن يدري ماذا في علم الله وتدبيره لنا.. سبحانه وهو القاهر فوق عباده.. والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.
|