طاهر الشلفي* - يستعد ما يـزيد عن نصف مليون طالب وطالبة في عموم المحافظات لخوض الاختبارات الوزارية للشهادتين الأساسية والثانوية العامة، والتي تبدأ بتاريخ 27/ أبريل الجاري..
الاختبارات تأتي بالنظام المحوسَب الذي ساهم في حل الكثير من الاشكالات والاختلالات والظواهر السلبية التي كانت ترافق سير عملية الاختبارات وتسبب ضغوطات كبيرة للكثير من الطلاب داخل قاعات الاختبارات، كما لاقى ارتياحاً كبيراً من كافة الطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمهتمين والمتابعين للعملية التعليمية في بلادنا..
ونود هنا الإشارة إلى ضرورة أن تنظر وزارة التربية والتعليم لكافة الاختلالات الفنية والعلمية والميدانية التي رافقت سير عملية الاختبارات في الأعوام السابقة وأخذها بعين الاعتبار والعمل بكل جدية على معالجتها بشكل جذري، بالإضافة إلى التركيز والاهتمام بعملية اختيار وتعيين رؤساء المراكز الاختبارية وكافة العاملين في اللجان الاختبارية من القيادات التربوية ومن ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة والسلوك الحسن..
كما نرجو من القائمين على سير عملية الاختبارات أن يتعاملوا بقدر من المسؤولية والعمل بما يتلاءم مع مهنتهم التربوية المقدسة، وفصل ظروفهم وأوضاعهم الحياتية عن التعليم، وأن يتمكنوا من تعديل ضغوطات الحياة عليهم وألا يسمحوا باصطحابها معهم داخل الحرم الاختباري، وأن يتعاملوا مع أبنائهم الطلبة بأسلوب هادئ ومسؤول يتناسب وضغوطات الاختبارات على أبنائنا الطلبة..
وما نرجوه كذلك من اللجنة العليا للاختبارات بكامل طواقمها واللجان المنبثقة عنها -وأهمها لجنة العمليات والاتصال التي تُعد حلقة الوصل ميدانياً باللجنة العليا للاختبارات وفروعها بالمحافظات- العمل على معالجة أبسط الاختلالات التي قد تطرأ هنا وهناك وبالسرعة القياسية..
ونأمل من اللجنة العليا للاختبارات تنفيذ مبدأ الثواب والعقاب المشمول في اللائحة العامة للاختبارات وبشكل علني لما له من أهمية في الحد من عملية الاختلالات المفتعَلة، ونشيد هنا بقرارات اللجنة العليا للاختبارات للعام الماضي بتعميمها للسلطات المحلية الالتزام باقتصار الزيارة للمراكز الاختبارية على الشخصيات التربوية الإشرافية وكذا مسؤولي السلطات المحلية بدون أي مرافقين مهما كان نوعهم، وبما يتناسب وأهمية خلق أجواء هادئة ولطيفة تتناسب وعملية اختبارات طلبة المدارس..
ولا ننسى كذلك جهودها بتكليف موجهي كل مادة اختبارية بالتواجد على مستوى كل مركز اختباري بعموم المحافظات لما له من أثر مهم في تذليل أي صعوبات علمية قد تطرأ في مضمون أسئلة الاختبارات علمياً وفنياً، لينزاح هَمٌّ كبير قد يؤثر على معنويات أبنائنا الطلبة داخل قاعات الاختبارات..
كما ندعو الجهات ذات العلاقة إلى التحلي بالمسؤولية ومبادرتها الذاتية للقيام بمؤازرة تنفيذ العملية الاختبارية وأهمها تلافي القصور الظاهر في التوعية الإعلامية المسبَقة في كافة الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمكتوبة وذلك لأهميتها في خلق بيئة إيجابية تساعد أبناءنا الطلبة بشكل كبير على استقبال عملية الاختبارات بمعنويات عالية واثقة ومطمئنة ومهيئة لتجاوز عملية الاختبارات بسلاسة..
وعلى السلطات المحلية في المحافظات والمديريات العمل البنُّاء وخلق توعية إيجابية لدى المجتمع وأولياء الأمور وكذا الطلبة حول ماهية الاختبارات وأهمية تجاوزها بكل هدوء وإنجاحها، بالإضافة إلى التوعية المسبَقة بتجريم كل من يحاول الاقتراب من المراكز الاختبارية لتعكير سير أجواء اختبارات أبنائنا الطلبة سواءً بقصد أو بدون قصد..
ولا ننسى هنا أن نوجّه رسالة إلى أبنائنا الطلاب المتقدمين للاختبارات باستغلال الوقت المتبقي للامتحانات في المذاكرة ومراجعة المنهج الدراسي، والاطلاع على نماذج سابقة والإجابة عنها بالتعاون مع «معلّميهم» لقياس مدى تمكنهم من تجاوزها، وفهم مايلزم فهمه عبر الدروس التعليمية من خـلال متابعة القناة التعليمية الفضائية وكذا عبر قناتها على اليوتيوب..
وندعو أبناءنا الطلاب كذلك إلى تهيئة أنفسهم للتعامل مع الاختبارات بثقة واقتــدار سواء قبل أو أثناء دخولهم قاعات الاختبار على اعتبارها عملية طبيعية وسلسة لا فرق بينها وبين الاختبارات التي تجاوزوها في سنوات مضت، وماهي سوى عملية قياس وتقويم لمستوى تحصيلهم العلمي واهتمامهم لعام تعليمي مضى..
كما نرجو أن يكون أبناؤنا الطلبة على قدر من المعنويات العالية التي تمكنهم من استقبال الاختبارات وتجاوزها بكل سلاسة..
ختاماً.. يجب على أولياء الأمور النظر لاختبارات أبنائهم وبناتهم بأنها حصيلة لقطف ثمار أعوام من الدراسة، وعليهم أيضا دور كبير في تحفيزهم ليتجاوزوا عملية الاختبارات بسلاسة ويُسر من خلال خلق اجواء هادئة خلال اوقات الاختبارات وكذا الاعتناء بتغذيتهم تغذية جيدة بقدر الإمكان والعمل على تشجيعم لرفع معنوياتهم..
*مستشار المنظمة العربية للتربية
|