د. عبدالوهاب الروحاني - إصدار فئة المائة الريال من العملة في صنعاء أثار عويلاً لا نهاية له، لكنه (كالعادة) العويل الذي لم ينتج حلاً؛ فمشكلة الريال - كما قُلنا مراراً - بدأت بتقسيم البنك المركزي، الذي دعوناكم لإعادة توحيده، لكنكم لم تسمعوا، ولم تبادروا، ولم تفكروا في حل للمشكلة..
كلنا يعلم أن استمرار التعامل بالعملة المهترئة لا يتأثر بها القيادات المسيطرة هنا أو هناك لأن صفقاتها كبيرة، وتتم عبر آليات خاصة بهم، لكن الذي يتأثر بها هو المواطن البسيط، الذي مزقتم الوطن تحت أقدامه ومزقتم الريال بين أصابعه، والمهم أن يستبدل المواطن أوراقه المهترئة بدون شروط وبرقم أو بدون رقم، لأن المهترئ لم يعد له لون ولا رقم..
من هنا نقول لكم، إن القيادة هي مبادرة وليست ولولة وبكاء، لأن البكاء يشتت الذهنية وينتج صراخاً، بينما المبادرة تفتح آفاقاً جديدة للتفكير والحل..
الشعب يبكي منذ 13 عاماً من الحرب والقتل والتجويع والمعاناة من انتاجكم وتسويقكم، فإذا ظللتم تبكون أنتم أيضاً، فمن سينتج للشعب أزماته؛ ومن أين ستثرون؟!
مجدداً ننصحكم بأن تفكروا في حل للمشكلة التي أوصلتمونا إليها ليس بالبكاء ولكن بالمبادرة وحسن النية والرغبة في التصالح واستعادة أمن الوطن والمواطن، وعبر ثلاث خطوات نراها بدلية الحلحلة:
1. فتح الطرق: نعرف أن فتح الطرق خطوة ثقيلة عليكم، ولكن بإمكانكم أن تبدأوها بتوحيد منافذ التفتيش بين القطاعات والأشطار بـ"براميل" كما كان بين الشطرين قبل الوحدة.
2. تحديد آلية مشترَكة للجبايات القانونية وغير القانونية، على أن ترفعوا أيديكم عن المواطن ذي الدخل المحدود، وتتركوه يعيش بما تبقَّى له من كرامة، ولعلكم بذلك ستبنون خيطاً رفيعاً في العلاقة مع الشعب الذي تحكمونه.
3. استعادة وحدة البنك المركزي بقيادة مالية وطنية محايدة لا ترغب بالمناكفة بل ترغب في الإصلاح، وتؤمّن لكم كمتصارعين الحفاظ على مراكزكم الاقتصادية، وتضمن للموظف مرتبه، والمواطن سلامة وسلاسة التعامل بعملته الوطنية، التي لا عملة له غيرها.
لاحظوا، نحن اليوم لم نعد نفكر بمصالح الناس والوطن قبل أن نفكر بمصالحكم.. ذلك لأننا نعرف أن لكم في الحرب مصلحة، ولكم في قطع الطريق مصلحة، ولكم في تمزيق المؤسسات مصلحة، ولكم في تجويع المواطن مصلحة.. لكن الحقيقة التي لا تغيب عن فَطِن أن مصالحكم بدأت تتأثر بأوجاع الناس..
وإذن، فعالجوا مشاكلكم بالتقارب وليس بالفعل ورد الفعل، وفكّروا قليلاً بالوطن والمواطن حتى لا تلحقكم العثرة.. |