الميثاق نت: - تضاربت الأخبار الإعلامية حول ما نتج عن الجولة الأخيرة التي أجراها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لتحريك الركود المخيّم على الأزمة اليمنية..
حيث كشفت بعض الاخبار عما أفضت إليه جولة المبعوث الأممي التي شملت السعودية وسلطنة عُمان ومحافظة عدن، التقى خلالها عدداً من المسئولين المعنيين بمناقشة ملفات الأزمة اليمنية..
مؤكدةً عودة المفاوضات اليمنية لاستكمال ما تحقق من إنجازات المفاوضات السابقة وتحديداً رسم خارطة طريق لتنفيذ ماتوصلت إليه الاطراف المتحاورة..
وهو الأمر الذي نفته حكومة صنعاء عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية، الذي نفى صحة ما أوردته صحيفة البيان الإماراتية وبعض وسائل الإعلام الأخرى حول عودة المفاوضات..
وأكد المصدر في تصريح صحفي أن ما ورد في التقرير غير صحيح جملةً وتفصيلاً..
وقال: " لم يقدَّم إلينا حتى الآن أي موضوع مما ذُكر، بل إن الأمم المتحدة توحي بين الفترة والأخرى بأنه لا يمكن أن يسمح الأمريكي والبريطاني بأي اتفاق خلال هذه الفترة، بسبب الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة"..
وأضاف المصدر: " أنه تم التأكيد للأمم المتحدة أن الخارطة تم التوصل إليها مع الجانب السعودي ولا علاقة لها بأحداث غزة، ويُفترض ألا يكون للأمريكي والبريطاني أي علاقة بها، وفي كل الأحوال لا يهمنا أي موقف للأمريكي والبريطاني فنحن في مواجهة معهم كما هو معروف"..
وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ قد أعلن الاسبوع الماضي عن اختتامه مباحثات في الرياض مع مسؤولين يمنيين وسعوديين، حول سبل إحراز تقدم في خارطة الطريق الأممية..
وأوضح مكتب الوسيط الدولي أنه التقى خلال زيارته في الرياض ما يُسمى برئيس المجلس الرئاسي للمرتزقة رشاد العليمي ووزير خارجيته، بعد يوم من لقائه في مسقط بالوفد الوطني التفاوضي برئاسة محمد عبدالسلام..
وأشار غروندبرغ إلى أنه التقى أيضاً السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وأكد أهمية الدعم الإقليمي المستمر والمنسق لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن..
وقال السفير السعودي إنه ناقش مع المبعوث الأممي آخر المستجدات، وجهوده بشأن خارطة الطريق للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن..
وفي السياق ذاته، زار وفد من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن محافظة عدن، ضمن جهود ما أسماه إطلاق عملية سياسية يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة..
وأوضح مكتب الوسيط الدولي، أن الوفد بقيادة نائب رئيس البعثة سرحد فتاح، ناقش مع رئيس حكومة الفنادق بن مبارك وعدد من كبار المسؤولين، العمل نحو إيجاد حل سياسي شامل في اليمن..
وأشار إلى أن اللقاء استعرض التحديات الاقتصادية، والحاجة للتخفيف من حِدة التوترات الاقتصادية..
إلى ذلك، ومن جهته دعا المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ، أطراف النزاع في اليمن إلى العودة للمفاوضات، مؤكداً أن السلام لن يتحقق دون مشاركة دول الخليج..
وشدد خلال مقابلة له مع صحيفة "ذا ناشيونال"، على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للحرب في اليمن، داعياً إلى التعاون الإقليمي لدفع جهود السلام..
وأوضح المبعوث الأمريكي أن بلاده تريد وقف الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر وإنهاء التصعيد، ومواصلة التركيز على السلام، مبيّناً أن واشنطن ستفعل كل ما في وسعها للمضي قُدُماً في عملية السلام..
وقُوبل ماقاله المبعوث الأمريكي برد توضيحي من عضو وفد صنعاء إلى المشاورات عبدالملك العجري، حيث قال: ما صرَّح به المبعوث الأمريكي ليندر كينغ من أن دولته تبذل ما بوسعها للمضى قُدُماً بعملية السلام في اليمن يتناقض كُلّياً مع سلوكها الفعلي وما تقوله وتصرح به في الكواليس والغرف المغلقة وما تدبره من مكائد مع حكومة المرتزقة..
وتابع العجري بالقول: أمريكا هي الآن أكبر عقبة أمام السلام في اليمن وفي عموم المنطقة فهي التي تعرقل خارطة الطريق وهي التي تضع الفيتو على وقف الحرب في غزة وهي وراء كل أعمال التصعيد والأزمات في سوريا والعراق وإيران ولبنان.. وفي سبيل حماية البلطجة الإسرائيلية هي مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى في النذالة..
ولأن بريطانيا ليست بعيدة عما يدور في اليمن فقد بحث المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، مع الجانب البريطاني، جهود خارطة الطريق في اليمن، فيما أكدت الأخيرة دعم جهود المبعوث الأممي الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال سلام في البلاد..
وقال مكتب المبعوث في تدوينة على منصة إكس: إن غروندبرغ، أجرى مكالمة مع "اللورد طارق أحمد" وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنوولث وشؤون التنمية (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جنوب آسيا والأمم المتحدة)..
وأضاف: أنه بحث مع المسؤول البريطاني "ضرورة الحفاظ على بيئة تدعم الحوار البنّاء وسبل تحقيق تقدم في خارطة الطريق الأممية"..
من جانبها قالت الخارجية البريطانية، إن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الجهود الحيوية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن الرامية إلى إحراز تقدم تجاه إحلال سلام مستديم في البلاد..
وأكدت أن وزير شؤون الشرق الأوسط، لورد أحمد، بحث معه في اتصال هاتفي خارطة طريق الأمم المتحدة، وكيفية دعم هذا الزخم..
وعلى الرغم من تضارب الأخبار حول الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي في المنطقة، والتي أجرى خلالها العديد من اللقاءات، في ظل الأزمة الجارية في البحر الأحمر وبطء المفاوضات بين صنعاء والسعودية، إلا أن الغموض لا يزال يلف مجريات هذه الجولة التي يرى محللون سياسيون أن الأوضاع التي يعيشها الداخل اليمني ومحيطه الإقليمي تجعل أي جولة للمبعوث الأممي مجرد تحصيل حاصل كون الاوضاع القائمة في المنطقة تنفي وجود بيئة ملائمة للذهاب نحو عملية سلام في اليمن خصوصاً مع ما يجري في البحر الأحمر والبحر العربي من صراع..
مرجعين الغموض في تحركات المبعوث الأممي إلى عدم تحديده معالم خارطة واضحة وأهداف مُعلَنة يسعى لتحقيقها من وراء جولته وتتوافق عليها الأطراف تمهيداً للشروع في البحث عن الحل السياسي المقبول والشامل. |