موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


بعد استهداف العدوان الإسرائيلي.. فريق أممي في ميناء الحديدة - مجيديع يعزي بوفاة العقيد صالح القصاد - الدفاع المدني بغزة: جثث الشهداء تنهشها الكلاب - صنعاء.. صدور قانون مرتبات موظفي الدولة - صنعاء: موقفنا واضح بشأن خارطة الطريق - البرد القارس يقض مضاجعهم ويزيد معاناتهم ..نازحون ومشردون يواجهون الشتاء - صنعاء تستهدف هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي - حصيلة شهداء غزة تتخطى الـ45 ألفاً - إحالة متهمين في قضايا فساد إلى النيابة - اجتماع طارئ في صنعاء.. الداخلية: اليمن يمر بمرحلة خطيرة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 06-مايو-2024
طه العامري -
خلال الأشهر السبعة منذ تفجرت معركة (طوفان الأقصى) بدأ الكيان الصهيوني وكأنه فوق القانون الدولي وأكبر من كل القوانين والتشريعات الدولية، هذا الكيان الذي لم يحترم الأمم المتحدة ولا أمينها العام، ولم يحترم الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تضم أكثر من 194 دولة، ولم يحترم مجلس الأمن الدولي المعنى بحماية السلم والأمن الدوليين، ولم يحترم المنظمات الأممية مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ووكالة الانروا، ولم يحترم المناشدات الدولية الصادرة عن أنظمة وشعوب ومنظمات حقوقية مستقلة ذات ثقل دولي ومكانة دولية، مثل منظمة العفو الدولية، ومنظمة هيومن رايتس، ولم يحترم محكمة العدل الدولية، ولم يكترث بمحكمة الجنايات الدولية، ولم يعر المنظمات الصحفية ووسائل الإعلام الدولية اهتماماً أو يكترث بها، لم يحترم أحداً، وبدا هذا الكيان وكأنه فوق القانون الدولي وأكبر من كل هذا العالم المترامي الأطراف والممتد على القارات الخمس بكل قدراته وإمكانياته، ناهيكم عن أنه لم يتردد بإهانة وتسفيه منتقدي جرائمه وبكل وقاحة.. كيان يمارس من الجرائم بحق شعب لم يسبق أن تعاملت بها قوى استعمارية قبله؛ ولا أعتقد أن هناك قوى استعمارية قد تأتي ستمارس جرائم كما يمارس الكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب العربي في فلسطين..؟!

كيان قامت ضده وضد جرائمه مسيرات واعتصامات طالت بلدان القارات الخمس بما فيها الدول الداعمة والراعية لهذا الكيان الاستعماري، ولم تتردد الأنظمة والحكومات الراعية للاحتلال الصهيوني عن قمع المسيرات والاعتصامات التي قامت بها شعوبها، بل لم تتردد هذه الأنظمة الحليفة للكيان عن تجاوز أنظمتها وقوانينها ودساتيرها وكل القِيم التي ظلت تسوّقها لعقود عن الحريات والحقوق والقيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير التي كانت هذه الأنظمة تتشدق بها وتضغط على أنظمة وشعوب العالم الثالث بتبنّيها وتكريسها لدرجة أن هذه الدول ربطت مساعدتها للأنظمة والدول الفقيرة في العالم الثالث بتبنّيها القِيم الحضارية وحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وصولاً لاحترام حقوق وحريات (المثلية)، وحقوق وحريات (البغاء)..!

غير أن كل هذه القِيم سقطت حين تعلَّق الأمر بالكيان الصهيوني، حتى أن طلاب الجامعات الأمريكية والغربية الذين استفزتهم جرائم الكيان الصهيوني أعلنوا عن تضامنهم واعتصامهم داخل (حرم جامعاتهم)، ولم تتردد سلطات بلدانهم عن قمعهم واعتبار تضامنهم مع الشعب العربي في فلسطين عملاً (إرهابياً)، وفِعلاً معادياً (للسامية)، مع أن الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في تلك الجامعات ينتمون للطائفة (اليهودية) ومع ذلك سعت أنظمة الاستعمار إلى قمعهم وتجاوزت كل قوانينها ودساتيرها وشعاراتها التي ظلت تسوّقها لعقود وتجبر الآخرين على تبنّيها، ثم في لحظة أسقطت هذه الدول كل الأنظمة والقوانين حين تعلَّق الأمر بالكيان الصهيوني..!!

هذا السلوك التراجيدي المثير يقدم لنا تفسيراً وحيداً وهو أن هذا الكيان الصهيوني ليس دولة طبيعية مثله مثل أي دولة، وهو كذلك ليس عليه ما على بقية دول العالم الطبيعية من احترام القانون الدولي، وأن يكون جزءاً من هذا العالم يلتزم بالقوانين الدولية المنظمة للعلاقات الدولية، بل أثبتت الأحداث أن هذا الكيان هو فعلاً مجرد (قاعدة عسكرية، وحاملات طائرات) متقدمة في الوطن العربي مهمته حماية المصالح الاستعمارية المتمثلة بمصالح الدول التي سارعت لإنقاذه وإخراجه من أزمته ورد الاعتبار له على ما حدث له في أكتوبر الماضي من هزيمة مهينة على يد المقاومة الفلسطينية..

نعم هذه الغطرسة الصهيونية التي تتحدى العالم وقوانينه وتشريعاته المنظمة للعلاقات الدولية، ما كان لها أن تكون لو لم تكن مدعومة من قِبَل الغرب الاستعماري وأمريكا الإمبريالية الاستعمارية التي تؤدي دور المستعمر الحديث والحضاري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية..!!

المقاومة في فلسطين ومنذ أكتوبر الماضي لم تواجه الكيان الصهيوني بل تواجه حراسه ورعاته الذين زرعوه في المنطقة ليكون لهم بمثابة (كلب حراسة) لمصالحهم الجيوسياسية الاستعمارية، وحين شعروا بهزيمته في أكتوبر الماضي جُنَّ جنونهم فهرولوا للمنطقة بأساطيلهم ومدمراتهم، وحضر قادة الدول الاستعمارية مجموعات وفرادى وتسابقوا إلى الكيان يؤازرون قادته ويمدونه بكل عوامل القوة المادية والمعنوية والعسكرية والمعلوماتية ويساندونه في ارتكاب المذابح والمجازر التي يقوم بها بحق شعب أعزل ومحاصر وأنها (دفاع عن النفس)!! ومتى كان للمحتل هذا الحق في مواجهة أصحاب الأرض الذين تحتل بلدهم..؟!

شعب محتل يناضل من أجل حقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته على ترابه الوطني، وهذا الفعل يُعتبر جريمة بنظر الدول المتحضرة أو التي كانت تزعم تحضُّرها وتقدمها وإيمانها بحق الآخرين في الحرية والتعبير والنضال من أجل حقوقهم المشروعة، الذين اعترفوا بحق شعوب الاتحاد السوفييتي سابقاً في الاستقلال وتقرير مصيرهم، واعترفوا بحق الأقليات اليوغسلافية في تقسيم دولتهم إلى دويلات، واعترفوا بسلخ إقليم بكامله عن إندونيسيا وأعلن نفسه دولة مستقلة، ويناضلون من أجل تقسيم الصين ويسعون لمنح (الإيغور) دولة مستقلة، ويدافعون عن استقلال تايوان وتخلّيها عن وطنها الأم..!

وهم من اعترفوا باستقلال إريتريا عن إثيوبيا، وسعوا لتقسيم العراق إلى دويلات ثلاث متناحرة ولكنهم أخفقوا أو تراجعوا في اللحظة الأخيرة خوفاً على مصالحهم وليس حُباً بالشعب العراقي، ويناضلون لتقسيم سوريا، وإيران، ويقفون خلف تداعيات الأحداث في اليمن، ومع ذلك يقفون ضد حق الشعب العربي في فلسطين وينكرون حقوقه التاريخية المشروعة التي يقر بها العالم بما فيه الدول الراعية للكيان؛ لكنها تريد إعادة هذه الحقوق وفق المخطط الصهيوني الاستيطاني..!

إن من سخرية الاقدار أن دولة تعلّم العالم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، تقوم بقمع طلاب جامعتها وتتهمهم بمعاداة (السامية والإرهاب)، مع أن غالبية هؤلاء الطلاب (يهود) لكنها المصلحة الاستعمارية التي دفعت هذه الدول لرعاية غطرسة وجرائم الصهاينة ليس حتى حُباً بالصهاينة الذين ذاقوا مرارة القهر والويل في هذه البلدان حتى وقت قريب، لكنها اتخذت منهم (كلاب حراسة) يحرسون مصالحها؛ وبالتالي فإن العدو الحقيقي للشعب العربي في فلسطين والوطن العربي وعدو العالم الإسلامي ليس الكيان الصهيوني بل رعاته الذين كشروا مؤخراً عن أنيابهم وأظهروا حقيقتهم وعلاقتهم بهذا الكيان الذي ما كان له أن يتحدى العالم وبهذه الوقاحة والسفور لو لم يكن مستنداً على دعم رعاته من أمريكا إلى بريطانيا إلى فرنسا وألمانيا وبعض أنظمة العهر العربي التي لم تعد تعرف من العروبة والدين إلا مجرد اسميهما؛ فيما حقيقتهم أنهم (كلاب لكلاب الحراسة الاستعمارية)، أو كما يقال في أمثالنا اليمنية الدارجة (خُدام خُدام بيت الجرافي)؛ وهؤلاء هم أنظمة العهر العربي الذين ينشطون منذ تفجّر معركة الطوفان لإطلاق سراح الرهائن الصهاينة من قبضة المقاومة ويتجاهلون آلاف الاسرى العرب في سجون الاحتلال، ويتجاهلون جرائم ومذابح الاحتلال التي حركت ضمير يهود العالم وشعوب العالم، ولكن للأسف لم تتحرك ضمائر أنظمة العهر العربية ولا شعوبها ونخبها المدجنة التي تدين بدين ملوكها.!!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
سوريا .. قصة لم تنتهِ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

صادق الوعد
توفيق الشرعبي

الوطن العربي والمنطقة في دائرة الخطر بعد سقوط سوريا
أحمد عبدالرحمن

أُمُّ النَّـكَبات
جميل الجعدبي

قلعة العرب الأخيرة
أحمد الزبيري

الزلزال السوري
علي ناصر محمد *

زيد أبو علي
محمد الدلواني

أيهما أثمن.. الحرية أم الوطن ؟!
عبد السلام الدباء

استراتيجيات الأطماع "الصهيو-أمريكية" المدمرة.. تفكيك الدول العربية واحتلالها
عبدالله صالح الحاج

المخطط الغربي للحرب العالمية الثالثة
سعيد مسعود عوض الجريري*

ما يجري أوسع وأكثر رعباً مما تنقله عدسات الجزيرة وأخواتها عن سوريا ما بعد الأسد !!
محمد محمد المقالح

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)