علي حسن شعثان* - شعار قبل أن يكون عنواناً لمقال صحفي تسوقه كل الجماهير اليمنية ومن مُختلف الأطياف والمناطق إلى كل من يحاول أن ينهش في الجسد اليمني بخرافة التقسيم ويستغل وعكته السياسية المُفتعَلة خارجياً أكثر منه داخلياً ويجهد من حاله في غواية الخلخلة الاجتماعية المقيتة وفق حجج أوهن مما تُذكر، فاللُحمة من حيث الأساس في اصطلاحها التعريفي تُعتبر تلاحماً كاملاً وغير مُجزّأ لمجموعة من الخصائص والمميزات الذاتية في منظومة واحدة وعلى أرض متصلة تجسد من عُرى الترابط الاخوي ومضامين الرأي الكبير المفضي إلى تعزيز مقومات الشأن الاستراتيجي للمنظومة؛ وهذا ما يبديه أبناء المجتمع اليمني دون وجل أو حسبان مُترتّب، على خلاف ان الاتحاد عبارة عن اندماج مشروط في مراعاة الخصائص والمميزات الذاتية للبعض من الكل، والذي قد يوهن هذا الاشتراط من قوة المنظومة ويستغله الخصوم قبل الأعداء..
وهنا يُشار وبالمناسبة الـ34 ليوم لمّ الشمل اليمني إلى أن إشارة وخطوات التلاحم اليمني العظيم خضعا لماراثون طويل من الدلائل والمباحثات استمرّ قرابة 23 سنة..
وقد بدأت فعلياً حقيقة الخطوات عقب استقلال الشطر الجنوبي من اليمن في 30 نوفمبر 1967م، و بالتحديد عام 1968م بعد انسحاب القوات المصرية من شمال اليمن، حيث أرسل الرئيس محمد قحطان الشعبي فصائل من القوات التابعة لجبهة التحرير القومي في جنوب الوطن إلى مساندة قوات الجمهورية ضد الملكيين في الشمال، بدليل أن واحدية الهمّ الوطني موجودة في مكنون الإنسان اليمني ومتوارثة جيلاً بعد آخر..
وعلى مسار المباحثات السياسية ذات الهدف المترتب عليه إعلان التلاحم وإزالة ما أحدثته المؤامرة البريطانية والتراخي التركي من تجزئة للوطن اليمني، كانت البداية من مدينة تعز «الحالمة» في نوفمبر من العام 1970م ثم اتفايقة القاهرة في 13 سبتمبر 1972م.. والأمر لم يتوقف هنا فتتالت المباحثات وكانت داخلياً كلقاء قعطبة وخارجياً كقمة الكويت وبيان طرابلس إلى ان تم الاتفاق في صنعاء الحضارة والتاريخ في الرابع من مايو من العام 1988م على نقاط مهمة في مسار التلاحم وتكللت مُجمل تلك الجهود في الثاني والعشرين من مايو 1990 بإعلان الالتحام من عدن عاصمة اليمن الاقتصادية على يد قيادتي الشطرين في حينه، مُبارِكاً الجميع ذلك الإعلان ومُرحّبة به كل الدول ..
واذا ما أشرنا إلى ما يُلاحظ حالياً من نزوات طفولية لبعض الجماعات الداخلية وكذا التنفيذ الخارجي بخصوص ما يمت إلى إحداث شرخ في بنية التلاحم اليمني وزعزعة أمن و إستقرار البلاد فإن ذلك يحسب على مسار المصالح الشخصية الضيّقة للداخل منها والاطماع المقيتة بالنسبة للخارج..
هذا هو الواقع ولا جدال.. ودمتم و دامت اليمن في خير وسلام .
*باحث وكاتب
رئيس منتدى العُلا للدراسات - الأردن |