موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 20-مايو-2024
د. أبو بكر القربي -
لم يكن التوقيع على اتفاق الوحدة اليمنية من قبل الرئيسين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض قراراً لحظياً كما حاول البعض أن يروج له من أجل بناء سياق الاستعجال على قرار الوحدة، وإنما جاء الاتفاق على وحدة شطري الوطن تتويجاً لسنوات من التحضير والاجتماعات، حيث كانت البداية اتفاق تعز في نوفمبر 1970، ثم اتفاقية القاهرة في سبتمبر 1972، وانتهاءً باتفاقية صنعاء في مايو 1988، التي أفضت إلى اتفاق عدن التاريخي في 30 نوفمبر 1989 بين قيادتي الشطرين الذي تم فيه التصديق على مشروع دستور الوحدة الذي أنجزته اللجنة الدستورية المشتركة عام 1981، وكان من نتائج اتفاق عدن إعلان الوحدة الاندماجية في 22 مايو عام 1990، والذي تم إقراره من سلطتي الحكم في الشطرين وأصبح بذلك مُعمداً بإرادة الشعب وتحقيقاً لأسمى هدف من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر. لذلك سيبقى يوم ٢٢ مايو يوم تحقيق الوحدة اليمنية يُمثل يوم انتصار لإرادة الشعب اليمني وتحقيق حُلم لليمنيين مهما تباينت وجهات النظر حوله. ولا ينقص من عظمة هذا اليوم أن يتحدث البعض عن أخطاء حدثت بعد قيام الوحدة وهم يعرفون أن الأخطاء تحدث عند المتغيرات السياسية المهمة للشعوب والدول الناشئة، وهي أخطاء لا تتحمل الوحدة مسؤوليتها لأنها كانت نتيجة قصور من صانعي الإنجاز وتولوا إدارة شؤونه، إضافة إلى القيادات التي خسرت مصالحها ومكانتها نتيجة قيام الوحدة فعملت على وأدها. لذلك، اليوم بدلاً من السعي لإعادة دوران العجلة إلى الوراء علينا النظر في سُبل الدفع بها إلى الأمام مستفيدين من أخطاء الماضي ومسترشدين بنتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومستندين إلى الدستور وإرادة الشعب اليمني صاحب الاختيار الحر الذي أقرت أغلبيته دستور الوحدة الذي أسس لقيام وحدة اندماجية بين شطري اليمن. وعلى الرغم من هذه الحقائق الساطعة التي لا يمكن تغطيتها بغربال التزييف واصطناع الأوهام، إلا أن هناك من يدعوا إلى الانفصال إما نتيجة العواطف والمصالح الحزبية والشخصية أو الطموح الجامح بالسلطة أو تنفيذًا لأجندات خارجية، تحت دعوى رفع ظلم الوحدة لهم متجاهلين ما كان يلحق بالشطرين من ظلم واقصاء وصراعات قبل الوحدة وغير مدركين أن هذه الدعوات لا تنهي الظلم اوالإقصاء والهيمنة ولكنها ستدخل اليمن وربما المنطقة إلى نفق العنف والفوضى التي لا يمكن السيطرة عليها، وتؤسس لتغيير في البُنية الجيوسياسية المستقرة بالكاد.
من المؤسف أن تأتي ذكرى عيد الوحدة الرابع والثلاثين واليمن تعيش حالة غير مسبوقة من المعاناة لم يعرفها الشعب اليمني من قبل نتيجة تعرض البلاد لتدخل خارجي مدمر. وبالرغم مما مرت به اليمن من تجارب قاسية من الصراع السياسي منذ قيام الوحدة، إلا أننا نجد أطراف الصراع اليمنية منحازين لمصالحهم الحزبية والشخصية ومنفذين لأجندات رعاتهم الخارجيين بدلاً من الانحياز للمصلحة الوطنية والعمل على أخذ زمام المبادرة اليمنية اليمنية التي تبدأ بالتصالح والقبول بالآخر والتوافق على مشروع وطني يؤسس للشراكة في الحكم وحماية الحقوق والحريات ويضمن المواطنة المتساوية في دولة مدنية حديثة.
إن ما مرت به اليمن منذ عام ٢٠١١ وحتى اليوم أظهر كيف أسهمت القوى السياسية في السلطة وخارجها من التخلي عن ارادتها وقرارها السياسي والسكوت عما تتعرض له سيادة اليمن التي حرصت كل قرارات مجلس الامن على التأكيد على حمايتها. هذا الوضع وتصحيحه لا يمكن مواجهته إلا بوحدة وطنية وبيمن موحد يحقق السلام وينهي الصراع بين اليمنيين ويعيد صياغة علاقته مع دول الإقليم ويقوم بعدها بمعالجة اختلالات السلطة وبناء الدولة وتصحيح المظالم و تلبية نداء الحقوق المشروعة.
لقد حرصتُ في ذكرى عيد الوحدة أن أتجنب الجدل حول مواقف تكرر الحديث عنها وعن خطاب التمجيد أو الإدانة، إيماناً مني بأن المسؤولية الوطنية تتطلب منا جميعاً أن يكون هدفنا الوحيد اليوم هو انقاذ اليمن ليكون لجميع اليمنيين دون استثناء وبشراكة الجميع وأن نتجنب إثارة مطالب تعيق تحقيق السلام وتفتح الباب للآخرين للتدخل في شأن اليمن وتمكنهم من اضعافها والسيطرة على مقدراتها واشغالها في صراعات جهوية ومصالح شخصية ترهن اليمن بالخارج. دعونا في هذه الذكرى نراجع مواقفنا والتنازل لبعضنا بدلاً من التنازل للآخرين فالأولى بنا أن نعيش معاً في سلام و وئام بدلاً من العيش في صراع تحت حماية الاخرين.
وأخيرًا أهنئ كل أبناء شعبنا اليمني بعيد الوحدة المجيد والمجد والخلود لشهدائها والتوفيق لكل من يعمل على حماية اليمن و وحدتها وسيادتها.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)