د. عبدالوهاب الروحاني - بمرور 34 عاما على إعادة تحقيقها، لا تزال الوحدة تزهر أملاً في وجدان اليمنيين، ولا تزال هي الحدث الإبهى والأبرز والأكثر إشراقاً في تاريخنا المعاصر..
أتعرفون لماذا ؟
• لأنها حافظت على السيادة الوطنية
• ولأنها حافظت على القرار السياسي اليمني مستقلاً..
• ومنعت التدخلات الأجنبية
• ولأنها منعت الاقتتال بين اليمنيين
• ثم لأنها عززت مفهوم الولاء الوطني..
ارتبط مفهوم الانتماء الوطني عند اليمنيين في مراحل النضال الوطني (قبل 1990م) بشرط الدفاع عن الوحدة والانتماء للوطن الكبير .. تماماً كما ارتبط تراجع الولاء الوطني بتراجع التمسك بالوحدة..
شهدت الوحدة بعد 22 مايو 1992م حركة واسعة من تزييف الوعي في وسط الناشئة من الشباب، شوهت الوحدة بأسلوب ممنهج وعلى أيدي قوى تأثرت مصالحها بالوحدة، وسوقت للناشئة من الشباب أوهاماً وأكاذيب ليست من الوحدة في شيء..
*أخطاء ومزايدات
نعم.. حدثت أخطاء، وحدث فساد وتجاوزات في مسرة الوحدة، ولكنها لم تصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، ثم كانت الأخطاء في إدارة دولة الوحدة، ولم تكن في الوحدة ذاتها.. ذلك لأن الوحدة مشروع وطني فشلنا في إدارته..
أدخلنا الوحدة في صراعات المصالح، وكثرت المزايدات والتدليس والكذب على الوحدة باسم "الإقصاء" و"الضم والإلحاق"، وشعارات "استعادة دولة الجنوب"، وبلغت المزايدات ذروتها باسم القضية الجنوبية فكانت الانتكاسة والانحسار المخيف أمنياً وسياسياً واقتصادياً ومجتمعياً.. وشاعت الفوضى، وانتشر السلاح وانهارت المؤسسات، وضاع الوطن بين صراع الذئاب..
* قطَّعوا أوصال الوطن وتقاسموه مناطق نفوذ
* مزقوا مؤسسات الدولة
* قطعوا الطرقات
* قطعوا المرتبات
* ضاعفوا من فرض الجبايات فأحدثوا المجاعة في أوساط المجتمع، وأثروا على حساب البسطاء وعلى حساب السيادة الوطنية..
من هنا.. عندما نقول إن اليمنيين استعادوا بالوحدة التي تحققت في 22 مايو 1990م، عزتهم وكرامتهم، لا نقول ذلك عبثاً، وإنما لأنها:
* أوقفت النزيف الذي نعيشه اليوم
* وحققت للمواطن الأمن أولاً، ثانياً وثالثاً
* وأسهمت في التنمية، وخلقت فرص عمل جديدة، استفاد منها كل أبناء الوطن (رغم اختلاف الآراء حول هذه النقطة)..
*الدولة بالوحدة
المشاريع الصغيرة ليست الحل، ولا يمكن أن تكون بديلاً للدولة، كما أن الدولة لا يمكن أن تكون إلا بالوحدة؛ والوحدة هي السبيل الوحيد لبناء الدولة المدنية التي يحكمها النظام والقانون، وينشدها اليمنيون من أقصى الوطن إلى أقصاه..
بعد تسع سنوات من الحرب والدمار والرهان الخاسر على المشاريع الصغيرة الممولة بأجندة خارجية، أرى أن الشباب
الذين تعرضوا لحركة تزييف وعي واسعة ضد الوحدة قد أدركوا اليوم جملة من الحقائق أهمها:
* أن الحفاظ على الوحدة هو حفاظ على الكرامة اليمنية والسيادة الوطنية.
•وأن اليمن لا يمكن لوضعه أن يستقيم ويستقر إلا بالوحدة..
وأولاً وأخيراً.. وحدتنا هي عِزتنا، وهي خيار اليمنيين وسبيلهم الوحيد لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي يحكمها النظام والقانون.. وذلك ما أثبتته الأيام سابقاً ولاحقاً..
فحافظوا على الوحدة يحفظكم الله
|