|
|
|
استطلاع/ بليغ الحطابي - موَّلت قوى (الاستعمار القديم الجديد) فصائل وكيانات مسلحة ومجالس جماعات سياسية لتتبنى مشروعها وتنفذ أجندتها ذات العلاقة بالسيطرة على خط الملاحة والتجارة العالمية في إطار صراع عالمي للاستحواذ الامبريالي الغربي على المنطقة وإبراز نفوذه في التحكم بمصير الشعوب.. وكانت اليمن وموقعها الجيوسياسي نقطة مهمة في هذا الصراع الذي اندثرت من رحمه القذر جماعات انفصالية وكيانات مسلحة أسستها دول خليجية وتبنتها دعماً وتمويلاً في إطار حب الظهور المدعوم غربياً للتسيّد على بلدان المنطقة ولإجهاض أي مشروع وطني..
وتُعد الوحدة اليمنية أهم وأعظم مشروع على مستوى اليمن والإقليم.. ولكونه أزعج دولاً في العالم وأعاق مخططاتها وكذلك ممالك الخليج فقد حِيكت له المؤامرات والدسائس لمحاولة الإطاحة به..
اليوم والشعب اليمني يحتفي بالذكرى الـ 34 لهذا المنجز التاريخي، لا يتجاهل المخاطر الجسيمة التي تتعرض لها وحدته ونسيجه الاجتماعي وثقافته الوطنية وهويته من موجات تهديد عبر دعوات الانفصال المدعوم خارجياً.. سياسيون وأكاديميون حذَّروا في تصريحاتهم لـ"الميثاق" من مخططات تآمرية لا تتوقف عند تقسيم وتجزئة اليمن، الذي يبرز خلفه تحالف العدوان السعودي الإماراتي، وممارساته القذرة في محافظات يمنية.. فا2لى الحصيلة:
*استنفار الأعداء..
استنفر تحالف العدوان كل إمكانياته ومرتزقته للقضاء علىحلم اليمنيين (الوحدة اليمنية)، وهو مخطط قديم لهم طالما جندوا له العديد من المرتزقة لإجهاضه ومحاولة وأده في مهده منذ بدأت لقاءات قيادتي الشطرين.. واليوم تواصل دول تحالف العدوان الإمارات والسعودية مخططاتها التفكيكية القديمة لتمزيق اليمن، وتقطيع أوصاله إلى كانتونات صغيرة متصارعة، باستخدام أدوات محلية..
أكبر الجرائم..
تصدرت الإمارات واجهة المشهد فعملت على إنشاء كيانات مسلحة ذات عقيدة انفصالية بهدف خدمة مخططات أمريكية بريطانية.. فأنشأت قوات الحزام الأمني من خليط من الانفصاليين والسلفيين المتشددين الدينيين، كما أسست أبوظبي على ذات المنوال قوات ما تُسمى بالنخبة الحضرمية، والنخبة الشبوانية شرقاً والنخبة السقطرية والنخبة المهرية، وجميعها تكوينات قامت على أسس مناطقية وجهوية لا تعترف بالوحدة اليمنية، بل كانت تمثل تهديداً حتى على مستوى وجود "جنوب" و"شمال"، إذ أن الواقع، بحسب مايراه أكاديميون، يقود إلى شرذمة اليمن إلى ما هو أكثر من ذلك، وهو السيناريو الذي يجري حالياً، من خلال هذه التشكيلات العسكرية التابعة لأبوظبي.
*اليمن.. وعلي بابا الإماراتي!!
وبالتالي وجدت الإمارات في اليمن "بساط علي بابا" للسيطرة على موانئ القرن الأفريقي واليمن، والتموضع في جزر وسواحل تلك المنطقة المنكوبة من العالم بالحروب والصراعات والفقر وغياب الدولة المركزية القوية، والتحكم في قرارها، خدمة لأسيادهم في تل أبيب؛ فأعادت ممارسة كل القذارات البريطانية في اليمن، بعد سيطرتها المباشرة وغير المباشرة على المواقع الحيوية والاستراتيجية، أغلبها ساحلية، كجزيرة سقطرى وميناء عدن، وجزيرة ميون، والتمدد في معظم الخطوط الجوية والقواعد والموانئ البحرية على طول السواحل الجنوبية والغربية..
وتعمل الإمارات بكل قوتها لمنع وجود يمن قوي، لأن ذلك يُشكل خطراً على مصالحها، ومصالح أولياء نعمتها في تل أبيب والبيت الأسود، كما تطمح في توسيع نفوذها الإقليمي عبر الممرات المائية، وبسط نفوذها على السواحل والموانئ والقنوات المائية الدولية..
وترى في انفصال جنوب اليمن بوابة السعد للتحكم والسيطرة والنفوذ، لذا كانت مواقفها منذ وقت مبكر ضد الوحدة اليمنية.. ويتحدث الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر" في مذكراته، عن زيارة قام بها للإمارات أثناء حرب 1994م ولقائه الشيخ "زايد" وموقف الأخير الرافض للوحدة..
*وضع معقد..
ويرى رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجة والإعلام الصحفي الجنوبي، باسم الشعيبي، أن ماتشهده المحافظات الجنوبية ومحاولة سلخ مناطق ومحافظات وضمها خليجياً هي مقدمة لمشروع الكانتونات الصغيرة المتناحرة عبر إنتاج يمن ضعيف ممزق بيد نخب وقوى هي عبارة عن مرتزقة يتلقون أموالاً وامتيازات من دول خارجية..
ويحذّر الشعيبي من وضع صعب ومعقد جدا نتيجة المخاطر المحدقة والخطيرة التي تحيط باليمن ووحدته..
ويقول: إنه وفي ظل هذه الصراعات والتحديات التي تحيط باليمن من البحر، حيث الصراع الدولي على حركة التجارة العالمية في ممراته، وتكالب مشاريع استعمارية جديد تدعمها أمريكا وبريطانيا على اليمن وما يحدث في البر والداخل من حرب اقتصادية ومعيشية على المواطنين، وتأخر تحقيق السلام والتسوية العادلة، ومؤشرات التقسيم جنوباً وشمالاً، وداخل كل شطر على حِدة، كل ذلك يؤشر إلى أن البلد قادم على وضع صعب ومعقد يحتاج لمعجزة لتجاوزه..
ويضيف: انه من الأسف أن نرى بعض النخب والأحزاب تتهافت على تشكيل مثل تلك المجالس الجهوية، وإصدار البيانات التمزيقية، وتعتبر ذلك انتصاراً وفتحاً عظيماً.. معتبراً ذلك كارثة بكل المقاييس، ولكنها مدفوعة الأجر..
ويضيف الشعيبي: ان الذين يفشلون اليوم في إيجاد صيغة وأرضية جامعة لدولة لكل اليمنيين، ومشروع جامع للكل، هم السبب الأول في تعريض البلد إلى التفكك والتمزق، وهم من يحقق تطلعات ورغبات وطموحات قديمة لدول خارجية لتمزيق البلد أو محاولة ضم أجزاء منه إليها، وتحطيم مستقبل اليمنيين، ومنع استقرار البلد وإقامة دولة وطنية فيه.
*تعددت العمالة والهدف واحد
ويرى مراقبون وسياسيون جنوبيون أن تعدّد القوى المحلية في جنوب اليمن وتنافسها، بما في ذلك تعارض مشاريعها السياسية وأجندتها، جعل من الجنوب مسرحاً للفوضى، ففي حين أنتجت مسارات الحرب قوى تشطيرية شمالاً وجنوباً تعزّز مكاسبها على حساب تفتيت اليمن، فإن فشل ما يُسمى بالمجلس الرئاسي في إيجاد الحد الأدنى من سلطة مستقرّة تمارس صلاحياتها في إدارة المناطق الجنوبية ضاعف من حالة التشظّي السياسي، مقابل هيمنة قوى سياسية انفصالية، فضلاً عن تنامي حِدّة التنافس بين القوى الجنوبية للسيطرة على المجال السياسي، سواءً المتعارضة في أهدافها أو المتماثلة، وهو ما يجعل من جنوب اليمن بؤرة للصراع الذي يصبّ، في الأخير، لصالح التنظيمات الراديكالية المتشدّدة.
*معركة التصدي لمخططات التقسيم
وفي سياق مداخلته يقول الشيخ محمد هزاع القباطي رئيس فرع المؤتمر الشعبي محافظة لحج، عضو اللجنة الدائمة:
لا ننكر أن الوحدة اليمنية اليوم ليست في أحسن أحوالها، وأن المؤامرات الخارجية عليها كثيرة؛ وأن القضاء عليها يُعد أحد أهدف تحالف العدوان الذي بدأ قبل نحو عشر سنوات تقريباً وما زال مستمراً حتى اليوم بشكل أو بآخر لإعاقة وعرقلة خطة السلام.. وبالتالي فَــإنَّ مساعي دول تحالف العدوان ورعاتها لتمرير وفرض مشروع التقسيم تحت أي مبرر أو غطاء “السلام” محاولة بائسة لايمكن أن تمر.. وأن الشعب اليمني من صعدة إلى المهرة سيتصدى لمثل هذه المشاريع، ذلك ان اللحمة الوطنية الاجتماعية والثقافية الشعبية هي الثابت التاريخي والذي لايمكن تجاوزه..
ويضيف بالقول: لذلك تمثل الذكرى الرابعة والثلاثون للوحدة اليمنية المباركة، محطة مهمة لتأكيد المواقف الوطنية المتجددة والمبدئية في معركة التصدي لمخططات تحالف العدوان التي انكشفت في ممارسات ومظاهر عِدة من التفريق والتمزيق لتثبيت مشروع الانفصال، عبر إنشاء كيانات مسلحة وتمويل مجالس ذات عقيدة انفصالية تعمل على إنجاح مخططات العدو في مشاريع تقسيمية تخدم المصالح والامبريالية الغربية..
مؤكداً أن الوحدة هي مشروع وطني خالص لا يقبل المزايدة السياسية.. وأبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً يؤمنون إيماناً كاملاً بأن الوحدة هي المشروع الوطني الحقيقي والضامن الذي يضمن لهم الحياة ويضمن لهم الأرض والوجود كيمن حر مستقل وسلامة الثروة وديمومة الحياة.
*حوار جامع..
و يشدد رئيس مؤتمر لحج في حديثه على ضرورة إيجاد معالجة ناجعة لما آلت إليه الأوضاع في بعض المحافظات الجنوبية بل وفي كل اليمن، ليس باللجوء إلى حلول كارثية أو بإعادة إنتاج حلول مجربة أو بالعودة إلى زمن الأحداث الدامية، وتحميل الوحدة تلك الأخطاء والممارسات، وإنما بوقفة جدية وعقلانية للوصول إلى مصالحة وطنية عبر حوار وطني جامع وبنَّاء يعالج ما عَلِقَ من شوائب سياسية وحزبية ومناطقية مقيتة وأخطاء في الماضي.. حوار يحفظ للجميع حقوقه بصورة متساوية وعادلة..
*لن تؤثر على الوحدة..
عضو مجلس الشورى الشيخ جمال فضل صائل، يرى أن مجموع المسميات المتناحرة فيما بينها التي أنشأتها دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي لن تؤثر على الوحدة اليمنية، لأن أساس إنشائها هو خدمة أجندة خارجية وتستلم ملايين الدولارات من السعودية والإمارات مقابل ما تقوم به؛ ومن ذلك ما تشهده تلك المحافظات من حالة التدهور والانهيار التام للأوضاع نتيجة الإدارة الفاشلة المقصودة لأدوات العمالة والارتزاق..
ويؤكد عضو مجلس الشورى: من الواضح من خلال هذه النخب أنها شُكلت على أساس مناطقي لأجل خَلْق الاقتتال فيما بينهم البين كما حدث في أحداث يناير 1986م والواقع يؤكد هذا؛ وكل مكون أو كيان يريد أن يقضي على الآخر لإثبات وجوده المناطقي..
وعن الأوضاع التي تشهدها المحافظات الجنوبية ودعوات الانفصال أكد عضو مجلس الشورى جمال صائل، أن الوحدة راسخة بين أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة، وهم من سيتصدون لتلك المخططات التفتيتية، وسوف يدافعون عنها..
*وعي مجتمعي
وفيما يعيش أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة واقعاً مأساوياً وصعباً نتيجة العدوان والاحتلال الذي يمارس أبشع صنوف الإجرام والاحتلال ويسعى عن طريق أدواته الرخيصة للنيل من الوحدة اليمنية وتحويل تلك المناطق الخاضعة لاحتلاله إلى ملكية خاصة مستغلاً بذلك تحشيداته العسكرية الضخمة والترسانات المهولة من الأسلحة ومجاميع من المرتزقة الذين جلبهم من أصقاع الأرض ليتسنى له نهب وتدمير المقدرات اليمنية وتجزئة تلك المناطق ومحاصصتها وفق أطماع الغزاة والمجرمين.. ونتاجاً لتلك الممارسات السلبية والوحشية، يقول الأخ مشعل محمد الردفاني عضو اللجنة الدائمة، إن تلك الممارسات والسلوكيات للمحتل ومرتزقته ساهمت في تعزيز الوعي المجتمعي لدى أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة وحولت الوجهة لديهم نحو عدوهم الأساسي..
*إجهاض مقومات الدولة
ويضيف الردفاني: لقد تصرف التحالف كعصابة محتلة، شجع تكوين قوى ومكونات وتيارات عسكرية تحمل السلاح على القتل وتنفيذ أجندة العدو، وعلى قيام فصائل ترفع شعارات وتوجهات تحمل أفكاراً مناهضة للدولة؛ وتأسيس كنتونات صغيرة جهوية ومناطقية، ونخب عسكرية في كل محافظة، واستقطب جماعات سلفية متطرفة وفتح الأبواب لتنظيم القاعدة.. وبالتالي أسس كل مقومات إجهاض الدولة تماماً..
ويؤكد أن وحدة اليمن ستظل راسخة؛ وأن المؤامرات والدسائس ودعوات الانفصال التي يتبناها البعض لا تعبّر مطلقاّ عن أبناء الجنوب الوحدويين الذين سيتصدون دون شك لمثل تلك التصرفات الغوغائية وحماية وحدتهم من عبث المرضى والحالمين بإعادة عجلة التاريخ للوراء..
*التبرُّؤ من الوحدة!!
ويرى مراقبون ما يجري حالياً من مؤامرة تستهدف الوحدة وتتبرأ منها، لا يشير سوى لوضع واحد، وهو حجم التدخل الخارجي المشابه تماماً لنفس الوضع عندما كانت بريطانيا محتلة لليمن، مع فارق أن النخبة الحاكمة اليوم لديها القابلية لتكون أداة بيد التدخل الخارجي، أما نخبة أمس فقد كان لها من الوطنية والحس الوطني المسؤول ما يجعلها تصطف حول قضايا بلدها، وتنحاز لتاريخه ومصلحته..
ويضيفون: خطورة الأمر اليوم أن نفس الجهات الخارجية التي سعت للنيل من الوحدة سابقاً، تعود اليوم من جديد لتصبح هي مالكة القرار والمُسيّرة لليمنيين، بعد صناعتها لمجموعة من اليمنيين تحكم لمصلحتها، وتنفذ أجندتها، دون مراعاة لمسؤوليتها، ولا للخزي الذي ستحمله تاريخياً، وهي تعبث كل هذا العبث.
أما الخطورة الكبرى اليوم فهي أن الانفصال ودعوات التشطير تنمو داخل الدولة اليمنية، وتبني نفسها، وتصنع تحركاتها من إمكانيات الدولة وحضورها، وتعمل في جسد الدولة اليمنية ما يفعله السرطان في الجسد البشري عندما يأكله ثم يقضي عليه في نهاية المطاف..
فمثلاً ما يُسمى بالمجلس الانتقالي وُلِد من رحم التدخل الخارجي، وجرى إرضاعه من جسد الدولة، وتعينت قياداته بعدة مناصب بقرارات تحمل اسم الجمهورية اليمنية، لكنه في نفس الوقت يعمل على هدم هذه الدولة، ويمضي في اتجاه بعيداً عن المشكلة التي تواجهها اليمن، ولم تكن واردة حتى عند التدخل الخارجي للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن..
*مكمن الخطر..
وفي السياق، كان للدكتور مقبل العمري الأكاديمي بجامعة الحديدة رأي آخر في من يشكل الخطر على الوحدة اليمنية.. حيث يقول:
إن المسميات الانفصالية والمناطقية والجهوية والعنصرية كالنخبة الأبينية، والمجلس الانتقالي والحراك الجنوبي والهبة الشبوانية، والأحزمة الأمنية، والقضية الحضرمية وغيرها من المسميات الممولة من الخارج ليست مكمن الخطر على الوحدة اليمنية، بل هي كيانات قبيحة أظهرت عَظَمة الوحدة اليمنية وزادت شعبنا تمسكاً بها، ولكن أعداء الوحدة اليمنية الحقيقيين هم انفصاليو عام 1994م المحكومون بالإعدام وهم خَوَنة معروفة خيانتهم للقاصي والداني، وخلفهم حلفاؤهم ومموليهم من دول الخليح، وخاصة آل سعود الذين هزمهم الجيش اليمني عام 1994م في حضرموت ومرغ بلحاهم التراب واستولى على أسلحتهم الفتاكة المرسلة لهم مقابل صفقة لاقتطاع حضرموت من أرض الوطن وهم بقايا متآمري وعاهات الربيع العربي الذين وضعوا نصب أعينهم -ووعدوا رعاتهم الإقليميين والدوليين- تقويض الوحدة وهدم أسسها مقابل دعمهم لإسقاط النظام..
ومن أولئك أيضا للأسف بعض المفلسين فكرياً وبعض المحسوبين على الدين والوطن، والتي صدرت منهم ومن أذنابهم، ومن قيادات بارزة لهم من مواقف رسمية وشخصية تؤيد ما دعته بحق شعب الجنوب بتقرير مصيره وفك الارتباط وهو موقف مؤسف مُخزٍ لم يتبنه حتى الحزب الاشتراكي اليمني الذي تهورت بعض قياداته آنذاك وأعلنت الانفصال من جديد.. حيث ما انفك بعض هؤلاء يعبّرون كل يوم عن نزعاتهم الشريرة في هدم الوحدة منذ أن انخرطوا في ساحات الخزي والعار وشاركوا في ما سُمي بمؤتمر الحوار وخرجوا بوثيقة متكاملة لحل ما أسموها بالقضية الجنوبية، وقضية صعدة، وتحت هذه المبررات أسهموا في تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وأرادوا تحويلها إلى دولة فيدرالية هزيلة مجزأة تكريسا لأحلامهم وأحلام رُعاتهم ومموليهم فلم يٍجْدِهم ذلك نفعاً أمام صمود شعبنا..
ويؤكد الدكتور العمري أنه لاخوف على الوحدة اليمنية.. لأن الوحدة اليمنية المباركة التي تحققت في 22 مايو 1990م هي قدر ومصير شعبنا اليمني وأن شعبنا اليمني العظيم في الشمال والجنوب مهما كانت ظروفه وقوة المؤامرات وكثرتها عليه لن يفرط بها والدليل على ذلك تمسكه بها منذ نكبة عام 2011م وحتى اليوم وعدم اكتراثه بسلطات الأمر الواقع المتعددة الوجوه والمسميات المدعومة خارجيا المتواجدة في كافة أنحاء الوطن بلا استثناء..
ويضيف بالقول: ان الكيانات الطارئة والمريضة والتشكيلات الميليشاوية مآلها الزوال ولن تستمر في حال غاب الدعم والتمويل لها.. وستختفي كما اختفت القاعدة وداعش بعد أن تخلت أمريكا والدول الراعية للإرهاب عنها..
ويرى الأكاديمي العمري أن الصمود والصبر وتضحيات الشعب خلال سنوات العدوان الغاشم رغم المعاناة والمجاعة والأوضاع المتردية التي تعم الوطن اكمله، انتج عن تاكل لتلك القوى المفضوحة وزادت من منسوب الوعي الوطني والمحتمعي وبالذات لدى أبناء الجنوب تجاه مآرب تلك الادوات المرتزقة..
وأكد أن الوحدة وُجدت لتبقى وكل الكيانات إلى زوال..
وأنشد العمري بيت شعر قال فيه:
سِيري إلى العلياء لا تترددي*
يا من أراد الله أن تتوحدي
سيري حماك اللهُ في عليائهِ*
عربيةً شورى فأنى تقعدي
سيري بدستورٍ يسودُ ومجلسٍ* ونظامِ حكمٍ من زمان الهدهد
هذا زمانُ العيد يا محبوبةً*
فتدثري حلَلَ الفخارِ وعيِّدي
* بداية التفتيت..
بينما يرى الدكتور محمد السماوي رئيس فرع المؤتمر بمحافظة البيضاء عضو اللجنة الدائمة أن نكبة 2011م كانت المحصلة لقوى الاستعمار والرجعية بانكشاف مخططاتهم تجاه اليمن والجمهورية اليمنية وزعزعة مكانتها الدولية والاقليمية.. تلى ذلك -حسب د. السماوي- العدوان الغاشم الذي شن على بلادنا منذ مارس 2015م.. ليكون التآمر على اليمن جهارا نهارا عبر أدوات ومرتزقة الداخل لتنفيذ المشاريع الصغيرة وبروز ثقافة المناطقية المقيتة وظهور مجالس وكيانات سياسية مناطقية وجهوية تمولها السعودية والإمارات لخدمة المشروع الاستعماري الجديد لامريكا وبريطانياغي اليمن والمنطقة؛ ولعل الصراع المحتدم في البحر الأحمر وباب المندب هو امتداد لذلك المشروع وتجسيد حقيقي له..
ويؤكد السماوي أن على القوى اليمنية باختلاف انتماءاتها وتوجهاتنا لتوحيد الرؤى وجعل مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والمناطقية.. كون لا عزة ولا رِفعة ولا سلام لليمن إلا في ظل وحدته المباركة..
.
ويقول السماوي إن مخطط تقسيم اليمن ليس وليد اللحظة أو مجرد نزوة ورغبة لدى اللاعبين به وإنما مخطط قديم تضافرت الأسباب والأهداف مع العدوان السعودي الإماراتي لتنفيذه من أجل خَلْق يمن ضعيف غير قادر على النهوض والتطور وانهاكه حتى يصبح سهل التناول والبلع ليتسنى لهم تنفيذ تلك المشاريع المتمثلة باحتلال الممر البحري والسيطرة على الجزر والشريط الساحلي الكبير.
ويضيف رئيس فرع البيضاء في حديثه عن المناسبة بالقول:
الوحده كانت ولازالت قدر ومصير الشعب اليمني في جنوبه وشماله.. وقد ناضل اليمنيون كثيراً في سبيل تحقيق هذا المنجز العظيم وإعادة اللحمة..
وتبنت القوى الوطنية الحية من الثوار الأحرار في الشمال والجنوب قضية الوحدة كهدف وطني وسامي ناضلت من أجل تحقيقه رغم التباينات التي كانت تطفو على الساحة اليمنية آنذاك إلا أن رؤى الوطنيين الخيرين من الشطرين تغلبت على التباينات التي كانت تحدث من حين إلى آخر وتمت إعادة اللحمة بإعلان الوحدة اليمنية الخالدة في الثاني والعشرين من شهر مايو العظيم عام 1990م بقيادة الزعيمين الخالدين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض وتحملت القيادة الوطنية الأعباء الكبيرة والكثيرة وتذليل الصعوبات والتحديات في سبيل استمرار هذا الانجاز الذي كان فتحا عظيما لليمنيين باتجاه التعددية السياسية والحزبية والديمقراطية والحرية والعدالة والحقوق والمساواة.
*الثوار.. وبريطانيا..
تلك الممارسات الاستعمارية وعمليات التفريق والتمزيق بين الشمال والجنوب، على أساس مناطقي، امتدت خلال التواجد البريطاني لتشمل مظاهر عدة، وكان ذلك محل استياء وغضب من قِبل الثوار في جنوب وشمال اليمن،.. ولذلك عندما جرى دحر وطرد الاستعمار، كان الهدف الأسمى للثوار سابقا،والحكام الجدد لاحقا، إزالة كل الأفعال الشنيعة التي خلفها الاستعمار، وفي مقدمة ذلك إعادة الوحدة بين الشطرين، وإذابة الفوارق الناجمة عن ممارسات الاحتلال البغيض.
*ماقبل الاستعمار..
كان هذا في فترة ما بعد الاستعمار، أما ما قبلها فيحكي الكاتب العراقي كامل المشاهدي في كتابه "حقائق عن الجنوب العربي ونضال عدن" كيف أن الحركات السياسية والنقابات العمالية خلال فترة الاستعمار لعدن وباقي المدن يشددون في كل بيان لهم، على أهمية الوحدة بين الشطرين، بل ويتهمون من لم يضمن الوحدة ومكانتها في بيانه السياسي بالخيانة والعمالة للاحتلال..
لقد كان مجرد الإشارة إلى الوحدة إغاظة للاحتلال البريطاني، فقد كان هو المسؤول الأول عن تلك الفوارق، ولذلك فطن الثوار للأمر، وحشدوا مواقفهم المستمرة للعمل على تحقيق الوحدة، رغم حجم التآمر عليهم، ولم يضعوا حينها أي اعتبارات أخرى، لفوارق الهوية، أو اختلاف اللهجات، والملابس، ووجبات الأكل، كما يصور البعض اليوم.
*ترمومتر طرد المستعمر
تحولت الوحدة لاحقاً لترمومتر، فكلما اصطف اليمنيين حولها، كلما خف التدخل الخارجي، وكلما تجادلوا حولها واختلفوا، زادت وتيرة التدخل الخارجي، ولذلك جعل البعض من الوحدة منذ ما قبل إعادة تحقيقها شماعة للتدخل في الشطرين، ولكن تحقيقها في 22 مايو، كان نهاية لأحلام التدخل الخارجي، والذي عاد من جديد مع حرب 1994م، ثم خفت وانتكس، وعاد لنفس تدخلاته مع اندلاع عدوان التحالف على اليمن العام 2015م.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|