عزيز زيد - يُعد الـ 22 من مايو يوماً تاريخياً في وجدان الشعب اليمني كونه عبر عن تطلعاته وآماله، ليمثل علامة فارقة في التاريخ المعاصر..
وفي هذا اليوم العظيم عادت اللحمة إلى الجسد الواحد وبإعادة تحقيق الوحدة اليمنية حقق اليمنيون الهدف المنشود والغاية وعادت لليمن وحدة الأرض والحضارة والعراقة وأصبحت محط أنظار الأمم والعالم ككل؛ كنموذج ديمقراطي انتصر الشعب اليمني فيه بإعادة تحقيق الوحدة، خصوصاً وثمة أطراف حينها كانت ضد تحقيق الوحدة لولا أن الشعب اليمني كان له رأي آخر باصطفافه حول القيادة الوحدوية ممثلة بالرئيس الراحل الشهيد/ علي عبدالله صالح والمناضلين الأوفياء للوطن وكان يوماً تاريخياً وسوف يظل مكسباً عظيماً لا يُقدر بثمن، لم يكن وليد ليلة وضحاها ولم يأتِ عفوياً بل كان مطلباً جماهيرياً يمنياً شمالاً وجنوباً قدم أبناء شعبنا اليمني قوافل تلو القوافل في سبيل إعادة الوحدة اليمنية التى تحققت في تاريخ الـ 22 من مايو 1990م، وسجل في جبين التاريخ هنا اليمن الكبير، هنا اليمن الجديد، هنا أرض الحضارة، هنا مهد العروبة؛ وبفضل صمود المناضلين الأشاوس من أبناء اليمن شمالاً وجنوباً آنذاك الذين شاركوا في الثورة السبتمبرية والثورة الأكتوبرية وهبوا للانخراط في صفوف المتطوعين من الأرياف والقرى والمدن والوديان ومن خارج الوطن، لم يبقَ لشعبنا إلا تحقيق الهدف الخامس من أهداف الثورة وهي الوحدة اليمنية وبهذا التاريخ 22 مايو 1990م تحقق فيه حلم اليمنيين، وعاد لمسمى اليمن جزء من سعادته (اليمن السعيد) على يد ابن اليمن البار المناضل الأخ القائد الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق وزملائه الوطنيين الذين وقفوا بجانبه يرعون ويذودون عن الوحدة اليمنية.. وها نحن اليوم في الذكرى الرابعة والثلاثين لقيام الوحدة اليمنية نؤرّخ لثلاثين عاماً من التقدم والرخاء والازدهار عشناها في زخم الوحدة اليمنية.. وفي ظل هذه المسيرة المظفرة شهدت اليمن نقلة نوعية في جميع المجالات التنموية وتلاحقت منجزاتها العملاقة بوتيرة متسارعة في فترة وجيزة.. في إطار العلاقات الخارجية التي تُعتبر العمود الفقري الذي يشكل همزة الوصل بين الدول والشعوب من خلال الدبلوماسية اليمنية النشطة البنَّاءة.. وفي مجال التربية والتعليم فحدّث ولا حرج فقد يعجز القلم عن حصر ما تم إنجازه خلال المسيرة الوحدوية في ربوع اليمن من نهضة تعليمية بإنشاء مئات المدارس لمختلف المراحل التعليمية إلى جانب عشرات الجامعات المتطورة.. وفي جانب المواصلات التي تُعتبر شريان الحياة أصبحت اليمن تتميز بشبكة كبيرة من الطرق والجسور التي عمت البلاد بشكل كبير.. وكذلك المياه والكهرباء التي تغطي أرجاء البلاد شأنها شأن المواصلات وكذا شبكة الاتصالات والتواصل مع أرجاء العالم؛ ناهيك عما تحقق في البلاد من تسهيلات لكل مواطن بأقل التكاليف الممكنة، إلى جانب المشاريع العملاقة والمدن السكنية الحديثة في جميع المحافظات..
هذا الحدث الوطني العملاق الذي تحقق في زمن كانت فيه المنطقة تعيش في حالة ذعر وتداعيات ومستجدات وتهديدات ومد وجزر والأيام والليالي حُبلى بما لا تُحمد عقباه كانت الاجواء ملغمة تنتظر ساعة الصفر، ولكن الحكمة اليمانية تغلبت على كل تلك الصعاب باليقظة والحنكة والهِمة والعزيمة فتحققت الوحدة اليمنية أرضاً وإنساناً وانتهى التشطير إلى الأبد.. وها نحن اليوم نشهد تهديداً للوحدة اليمنية ومكتسباتها الجمة من أعداء الوطن وأعداء الوحدة اليمنية.. و لا يختلف اثنان على الوحدة اليمنية فهي عزتنا وكرامتنا وشموخنا بل إنها محل فخر واعتزاز لكل يمني حر شريف غيور يحب لوطنه التقدم والازدهار والرقي؛ فدماؤنا وأرواحنا فداء للوطن وللوحدة اليمنية.. وفي الأخير نجدد التهاني والتبريكات في هذه المناسبة الجليلة والسعيدة لكل جماهير شعبنا اليمني وقيادته الحزبية ممثلة برئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ/ صادق بن أمين أبو راس.
|