أ.د أحمد مطهر عقبات - إن دعوة الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- إلى إعطاء صلاحيات كاملة للمحافظات بدلاً من المركزية، تأتي من منطلق الحرص على جوهر الممارسة الديمقراطية التي جسدها الميثاق الوطني وأدبياته الواضحة، فقد نص الميثاق الوطني (على أنه لابد أن نستفيد من تجاربنا وتجارب الآخرين من خلال دراسة موضوعية لتلك التجارب ومعرفة الآثار السلبية لنزيلها ونتجنبها، والآثار الإيجابية لنقوّيها ونطورها)..
وتكمن عظمة الميثاق الوطني في أنه لم يكن حصيلة جهد فردي أو نخبة اجتماعية ، وإنما كان نتاج جهود جماعية مضنية اشتركت فيها مختلف القوى والفئات الاجتماعية والشخصيات الوطنية عبر ممثلين عنها أنفقوا في إعداد مشروعه أمداً ليس بالقصير، ناهيك عن إسهام آخرين من ذوي الكفاءة والمقدرة في مراجعته ريثما تم التوصل إلى صيغة نهائية مقبولة من الجميع بعد سلسلة من الحوارات الجادة بروح ديمقراطية..
إن رياح التغيير التي عصفت باليمن في العقود الأخيرة قد ألزمت قيادة المؤتمر بالتعاطي معها بروح المسئولية والحكمة البالغة في تسيير العمل التنظيمي بقدرٍ من المشاركة في العمل الجماعي الذي أفرزته الأحداث المتلاحقة، بحيث تصبح اللامركزية عنواناً في مواجهة التحديات القائمة وتيسير العمل التنظيمي بصلاحيات كاملة في أمانة العاصمة والمحافظات..
ولعل دعوة الشيخ صادق بن أمين أبو راس تصب في مجرى نصوص وأدبيات الميثاق الوطني في أهمية المشاركة اللامركزية الجادة لأن المؤتمر مِلْكُ أعضائه في مختلف المحافظات، وبالتالي فإن تنوع جهود العمل تخدم توزيع المسئوليات والشعور بالانتماء لهذا التنظيم الرائد الذ يثبت على الدوام أن الديمقراطية تقف على رأس أولوياته..
وهذا يعني أن المرحلة القادمة مبشرة بمشاركة فعلية في المركز والمحافظات بالقدر الذي تسمح به طبيعة المرحلة والإمكانيات المتاحة من أجل تعزيز دور المؤتمر الشعبي العام في بناء الدولة المؤسسية وبما يتوافق مع توجهات المؤتمر في تمتين الجبهة الداخلية ومواقفه في السياسة الداخلية والخارجية كما ورد في نصوص الميثاق الوطني وأدبياته..
وعموماً.. فإن المؤتمر الشعبي العام يمثل شرائح المجتمع المختلفة ويقبل بالآخر في وطن يتسع للجميع ولا يزال يثبت أنه رقم صعب ومهم في الساحة الوطنية وفي كل الظروف.
* عميد معهد الميثاق
|