موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الأرصاد: هطول امطار واجواء شديدة الحرارة - تشييع جثامين ثلاثة من شهداء الوطن والقوات المسلحة بصنعاء شُيعت - وباء" الكوليرا "في اليمن خطر يضاعف معاناة اليمنيين - في لقاء لقيادة المؤتمر بشيخ مشائخ سقطرى ...التاكيد على الوحدة ودعم فلسطين - الامين العام للمؤتمر يعزي رئيس فرع المؤتمر بريده - الأمين العام المساعد للمؤتمر يعزي بوفاة الشيخ المهدلي - القوات المسلحة تستهدف سفينتين تضامنا مع غزة - وزارة النقل تحذر من تأجير ميناء عدن لموانىء ابوظبي - التكوينات الشبابية والطلابية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الاضحى - أحمد الرهوي يهنىء رئيس المؤتمر بعيد الاضحى -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 24-يونيو-2024
محمد العلائي -
في كتابه "أحمد الحورش الشهيد المربي"، الصادر عام 1982م، يستعيد الشاعر المقالح بتأثر وإجلال تلك اللحظة المهيبة التي خرج فيها الحورش إلى ساحة الإعدام عام 1948م..
يقول المقالح:
"وفي الميدان ألقى أحمد الحورش نظرة عطف على الجماهير المحتشدة كالأخشاب، وأطلق صرخته الخالدة:
"يا شعبنا العظيم! متى تصحو؟!
كلما ارتفعنا بك شبراً سقطت ذراعاً!".
وامتد سيف الجلاد ليفصل الرأس العظيم عن الجسد النحيل وصعدت روح الشهيد المناضل محلقة في الفضاء وأقدام الجمهور ترتعش من الرعب، والأجساد المزدحمة تهتز كأوراق الخريف".
هذا العبارة المليئة بالعتب اليائس المرير انطلقت من حنجرة رجل نحيل وشجاع كان يقف على بُعد خطوة عن الجلاد الذي يتأهب لقطف رأسه:
"يا شعبنا!
كلما ارتفعنا بك شبراً سقطت ذراعاً!"،
وقد أغرت المقالح فصدَّر بها قصيدته "حكاية مصلوب" التي كتبها عام 1968م، وقام بنشرها في ديوانه الأول "لا بد من صنعاء".
ولكن..
إذا كنتم لا تعرفون، فالمقالح نفسه تعرَّض للسجن وهو في مطلع شبابه،
وفي أي سجن؟ سجن نافع الرهيب!
أي أن للمقالح قصة قصيرة مع السجن في زمن الإمامة، وبالتحديد عام 1953م،
تماماً كما إن للبردوني قصة أطول مع اثنين من السجون الرهيبة: سجن القشلة في ذمار ثم سجن الرَّادع في صنعاء أواخر الأربعينات،
وقبلهما قصة الزبيري في سجن "المشبك" الرهيب بالأهنوم بداية الأربعينات، (وبعد السجن منفى وبعد المنفى رصاصة).
في مقدمة كتابه عن الحورش،
يخبرنا المقالح بإيجاز عن الفترة التي قضاها في سجن نافع وهو في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمره:
"أمضيت أياماً في السجن [يقصد سجن نافع في حجة].
كان الليل الأول رهيباً ومذهلاً.
أحسست بعد الغروب بأن الهواء قد توقف عن الحركة، وأن سقف السجن يضيق... وذهب الليل بطيئا مملا بين النعاس المتقطع والشعور بالاختناق، واستولى التفكير بالهجرة على كل حواسي المضطربة، وتحول كل ما قرأت من شعر ونثر -في ساعات- إلى أوراق يابسة. أدرك كل السجناء عمق الخوف الذي سيطر علي.
وحاول السجين الذي أحيا -في ذهني- أمل السفر إلى مصر أن يهدئ من فزعي، وأن يقنع ثريا كبيرا رمت به الرياح إلى السجن أن يقدم لي بعض المال أستعين به بعد خروجي من السجن للسفر إلى مصر لدراسة الحقوق، وسيكون ذلك المال دينا عليّ أن أرده في شكل كتاب عن حياة ذلك المحسن الكبير ضمن سلسلة عن أبطال الحرية في اليمن.
وقد كان ذلك الرجل الثري ينام في السجن على كنز من الريالات الفضية يستثير بها حنق الفقراء من المساجين ويؤرق حرمانهم، وعندما استمع إلى وجهة نظر زميله عن ضرورة مساعدتي أصابه من الخوف على ماله والقلق على ضياعه أضعاف ما أصابني من الخوف والقلق من ظلام السجن.
حمدت الله أن ذلك الثري غير المحسن كان ضنينا بماله الحبيب ولم يوافق على المجازفة به، حتى لا أبقى مدينا له طيلة حياتي وأضطر تحت وطأة الوفاء والعرفان بالجميل أن أكتب عنه ولو صفحة واحدة في أي كتاب قد أخطه في المستقبل البعيد، وبذلك يظل ضميري مثقلاً بالندم.
كما حمدت الله أيضاً أن منحني الصبر وجعلني واحداً من آلاف الطلاب الذين أكملوا دراساتهم الجامعية والعليا في عصر الثورة، فلا يدينون بما وصلوا إليه من معرفة لأحد سوى للوطن ولدماء الشهداء ولأعلام الحرية الذين صنعوا بتضحياتهم العظمية سلسلة التحولات العظيمة في تاريخ هذا الشعب، فكان حقاً على جيلنا وعلى الأجيال القادمة من بعدنا أن ترد الدين وأن تتذكر أولئك الذين دفعوا حياتهم ثمنا لما نتمتع به اليوم وما سوف نتمتع به غداً من حرية التعليم ومن حرية التفكير والإبداع".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
معركة طوفان الأقصى عرت وفضحت بعض العرب
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

يَمَنُ التاريخ
توفيق الشرعبي

بين الشتيمة والعتاب..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

طوفان الجوع العربي المقبل
موفق محادين*

معركة الطرقات على شبكات التواصل الاجتماعي
طه العامري

أحمد الحورش الشهيد المربي
محمد العلائي

تقديرات
د. طه حسين الروحاني

الرياض/صنعاء.. الحرب المؤجَّلة
محمد علي اللوزي

الموقف الأمريكي المنحاز للكيان الصهيوني.. بين الدعم والتبعية
عبدالله صالح الحاج

وفيات الحجيج.. هل من حل؟!
عبدالله القيسي

ماذا بعد ؟!
عبدالرحمن بجاش

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)