موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

السبت, 06-يوليو-2024
طه العامري -
كثيرة هي التساؤلات المرتبطة بالعوائد والمكاسب التي حققتها أنظمة الارتهان والتبعية لأمريكا والغرب الاستعماري عربية كانت أو إسلامية، وما هي الامتيازات التي جنتها شعوب هذه الأنظمة لقاء إرتهان أنظمتها للأنظمة الإمبريالية الغربية وللولايات المتحدة الأمريكية تحديدا..!

إذ أن هذه الأنظمة تعيش ظروفاً اقتصادية منهكة، وتعيش حالة تمزق اجتماعي مريع، مجردة من سيادتها وقرارها الوطني، فيها نسبة الفقر والتخلف تنمو وتزدهر والبطالة ونقص في الخدمات وتدهور في قيمة عملاتها عاماً بعد عام، فإذا استثنينا منها الأنظمة النفطية سنجد أن ترف هذه الأنظمة يغطي إلى حد ما التشوهات الاجتماعية التي تعاني منها، رغم ان هذه الأنظمة تفتقر - رغم ثرواتها - لسيادتها وقرارها الوطني وعاجزة عن السيطرة الفعلية على ثرواتها التي تدار من قبل الشركات والبنوك الأمريكية والغربية، فيما أسواق هذه الدول تحولت إلى مثابة (بازارات) مفتوحة للمنتجات الأمريكية - الغربية - الصهيونية..!

أنظمة رغم امتلاكها الثروة إلا إنها عاجزة عن ادارتها لمصلحتها ومصلحة شعوبها التي تعتمد 100٪ على العمالة الوافدة حيث نجد أن نسبة سكان دولة مثل الإمارات هناك مواطن واحد يقابله 50 وافداً وان دولة عدد سكانها إذا افترضنا تعدادهم يصل إلى المليون فإن عدد العمالة الوافدة فيها يتجاوز العشرة مليون وهؤلاء هم الذين ينظرون لأنفسهم - ومعهم حق - بأنهم من عمرو هذه الدولة وبالتالي أصبح لهم الحق في الانتماء إليها كمواطنين وليس كخدم وهذا مأزق تواجهه ( دولة الإمارات) وتقف بعض المنظمات الحقوقية الأمريكية والغربية وراء هذه الظاهرة رغم تحالفها مع نظام هذا البلد الذي ذهب حد (التطبيع مع الصهاينة) وإقامة المعابد والارتقاء بعلاقته مع الكيان الصهيوني لمرحلة لم يقدم عليها أي نظام عربي (طبّع مع الكيان) وفي المقدمة مصر والاردن..!

الأمر الآخر المثير للانتباه ما يتعلق بدولة عربية محورية بحجم ومكانة مصر كبرى الدول العربية، وماذا حققت من مكاسب وعوائد جراء إبرامها اتفاقية سلام مع العدو وانحرافها عن مسارها القومي وتخليها عن امنها القومي وعن نفوذها الجيوسياسي ودبلوماسيتها الناعمة التي كانت مصدر فخر والهام لمصر حتى عام 1974م..!

إن مصر حين كانت ذات قرار وسيادة وموقف كانت تعيش ويعيش مواطنيها حياة اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية افضل بكثير من مصر اليوم التي لم تحصد من ارتباطها بأمريكا غير المزيد من الويلات والأزمات التي أوصلتها لمرحلة عجزت فيها عن توفير الكهرباء والمياه النقية لمواطنيها ناهيكم عن بقية المنغصات الحياتية من أزمات السكن وأزمات رغيف العيش، وأزمات العمل وتنامي نسبة البطالة بين مواطنيها وانعدام الفرص أمام الشباب، فيما ديونها تتراكم وأصبحت العمولة على ديونها تتجاوز الديون بعشرات الأضعاف، مصر التي كانت سيدة امتها أصبحت مكبلة باغلال التبعية المجانية لأمريكا والصهاينة والاستعمار الغربي وأصبحت عاجزة عن امتلاك قرارها أو أن تعبر عن إرادة ورغبات الشعب العربي في مصر الذي يعاني مرارة الارتهان وتبعية الانجرار الأعمى للقوى الاستعمارية التي ما تلبث أن تؤكد أن أعظم إنجازاتها يتمثل في استلاب القرار السيادي العربي المصري..!

مصر ذات المائة مليون نسمة تعيش اسيرة لرغبات نظام كنظام (عيال زايد)، محققة بمواقفها نبوءة الأمير السعودي الوليد بن طلال الذي قال ذات يوم (سأجعل مصر ترقص العرضة الخليجية)..!

لم يكن أحدا ليلوم مصر أو أي نظام عربي أو إسلامي (طبّع مع الصهاينة، وارتهن لواشنطن) وتمكن من توفير مقومات الحياة الكريمة لمواطنيه وتجاوز الأزمات والمنغصات الاجتماعية بكل صورها ومظاهرها، ان تحقق هذا لن يستطيع أحدا أن يلومهم، لكن ان تفقد كل مقوماتك السيادية وتعيش انت وشعبك أزمات مركبة وتعجز كنظام من توفير ابسط مقومات الحياة الكريمة لمواطنيك وأزمات مركبة تلاحقك بدءاً من إنعدام الأمن الغذائي مروراً بالبطالة المتنامية وانهيار التعليم والصحة والخدمات الأساسية غائبة وعملتك في حالة انهيار متواصل ونفوذك الجيوسياسي لم يتجاوز حدود جغرافيتك، فما الجدوى إذاً من هذا الارتهان والتبعية المجانية..؟!

بعد حرب أكتوبر بدأ السادات يبشر بالجنة الموعودة التي سيدخلها الشعب العربي في مصر معلنا ( أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب) وان النعيم قادم رافعاً شعار (افتحوا الأحزمة) الشعار الذي أصبح لاحقاً ولا يزال محل تندر فناني الكوميديا المصرية..!

إن دويلات مثل (قطر والإمارات) أصبح نفوذهما الجيوسياسي أكثر امتداداً على خارطة العالم من نفوذ دولة بحجم ومكانة وتاريخ مصر التي أصبح نفوذها يمتد من ( قصر الاتحادية إلى معبر رفح)..!

مقابل ماذا..؟ لا شيء إلا التبعية والارتهان، وأمتهان كرامة وطن وشعب ودور كان وتاريخ..!

مصر اليوم تتوسل مقومات الحياة وترهن قرارها السيادي وتفتح اراضيها لاباطرة الاستثمار الطفيلي وعملتها تتدهور وديونها تتراكم محملة الدولة والشعب والاقتصاد أرباح خيالية، فيما نبوءة (السادات) لم تتحقق بل تحققت نبوءة ( بيجين وكيسنجر)..!!

الأمر ذاته ينطبق على النظام الأردنى وإن كان هذا النظام قد وجد ليؤدي دوراً وظيفياً ولا علاقة له بما يجري في محيطه الجغرافي، فإن النظام الخليجي بدوره يهدر ثرواته لصالح الشركات الأمريكية - الغربية مقابل اغراق أسواقه بالمنتجات الاستهلاكية الترفية التي أوجدت شعوب استهلاكية مجردة من هويتها ومن انتمائها تعيش في مربع الملذات العابرة ترى أن الحياة في الأكل والشرب والابتذال السلوكي والرفاهية العبثية المهينة لقيم وأخلاقيات وعقيدة هذه الشعوب التي لم تعد ترى الكرامة إلا في توفير ممكنات الابتذال ومقوماته، بمعنى أدق شعوب أصبحت ممسوخة تعيش في دائرة اللا وعي واللا هوية..!!

مع ان بإمكان هذه الأنظمة المرفهة أن تستغل ثرواتها لبناء اقتصاد وطني وقومي واسلامي وان تصبح منافسة ومؤهلة لخوض معركة المستقبل بقدرات فعليه وليس بقدرات مصطنعة أو باستئجار أدوات التقدم..!

إن دولة مثل دولة (آل سعود) كان يمكنها ان تكون قائدة للامتين العربية والإسلامية بحكم ما لديها من المقومات أبرزها احتضانها للمشاعر المقدسة وامتلاكها الثروة الوطنية وتلك عوامل تمكنها من الانفتاح لمحيطها العربي - الإسلامي بوعي عميق بدورها وأهمية تعزيز وترسيخ قيم وأخلاقيات الدين الإسلامي بدلاً من أن تجعل من نفسها عصا يتكئ عليها أعداء العروبة والإسلام..!

إن أكبر جرائم النظام السعودي التي افقدته كل قدراته ونفوذه الجيوسياسي والاستراتيجي ليس في تخليه عن فلسطين والمقاومة، وليس في تآمره على هذه القضية وأصحابها، وليس في تآمره على الثورة الإسلامية في إيران، التي كانت مساندة له وليس عليه ولا في تآمره على العراق وسوريا ولبنان والمقاومة، بل إن أكبر جرائم هذا النظام إضافة لكل ما سبق من جرائمه هو في عدوانه على اليمن التي هي بمثابة العمق الاستراتيجي لدول وأنظمة الخليج وليس (حديقة خلفية) كما حاول واراد النظام السعودي أن يفرضه على اليمن من خلال أدواته في الداخل ومن خلال عدوانه الذي افقده القدرة أمام كل التطلعات التي يتطلع إليها نظام آل سعود ولن يحققها بعد اليوم لأن اليمن مؤهلة رغم كل ما تعانيه ان تتجاوز هذا النظام وتحصره داخل نطاقها الجغرافي..

وللعلم كان ولا يزال النظام السعودي يرفض فكرة وجود دولة يمنية قوية مستقلة لأن وجود دولة يمنية قوية مستقلة وذات سيادة تعني ببساطة تحجيم إن لم يكن نهاية لنظام آل سعود، ثم ان أخطاء هذا النظام التراكمية أصبحت عائقاً أمام كل محاولاته في إثبات حضوره وإن إعلامياً على المسرحين الإقليمي والقومي والدولي، لأن استهدافه لليمن وايغاله في هذا الاستهداف وصولاً إلى شن العدوان عليه فعل افقده القدرة على السيطرة على محيطه الخليجي بعد أن أصبحت كلاً من قطر والإمارات تخوضان منافسة جيوسياسية ضده استغلالاً لثرواتهما وعلاقتهما مع أمريكا والكيان الصهيوني والغرب لدرجة ان اصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني والتخلي عن قيم وخصوصيات وطنية دينية وثقافية وقضايا قومية مسرحا للتنافس بين هذه المكونات وأصبحت غاية النظام السعودي هو استقرار العرش من صراعات داخلية ومن تداعيات جيوسياسية تعصف بالمنطقة والعالم جعلت سفينة الصهاينة بمثابة الملاذ الآمن لهذه الأنظمة مع ان هناك من (خرقها ليغرق أهلها) الذين بدورهم يجدون في علاقتهم مع هذه المكونات ملاذاً ينجيهم من مصير محتوم ماثل في الأفق منذ أكتوبر من العام الماضي، فيما المسرح الأوكراني يترتب على نتائجه القريبة مصير هذه الأنظمة والعالم.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)