استطلاع/ صفوان القرشي: -
هدية عيدية غير متوقعة تلاقها أبناء تعز رسمت الفرحة في نفوسهم وجعلتهم يشعرون أن عيدهم غير وفرحتهم لا توصف.. هذه الهدية الثمينة والتي لم يتوقعوها تمثلت في اعادة فتح طريق جولة القصر بعد عشر سنوات من إغلاقها أمام حركة المسافرين القادمين والمغادرين لمدينة تعز واجبارهم على السفر عبر طرق جبلية وعرة ولساعات طويلة، فبعد أن كان السفر من الحوبان إلى مدينة تعز لا تستغرق أكثر من عشرين دقيقة صار يستغرق أكثر من خمس ساعات مما تسبب في معاناة كبيرة لآلاف المواطنين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على تحمل كل هذه المعاناة .
اليوم انتهت هذه المعاناة وتمكنت الكثير من الأسر من لم شملها وقضاء اجازة العيد مع بعضها وتبادل الزيارات بعد انقطاع لسنوات.. وهذا ما عكسته مئات السيارات التي تصطف في طوابير طويلة منذ اللحظات الأولى لفتح الطريق.
فما الذي قاله عدد من المسافرين الذي عبروا لأول مرة من جولة القصر بعد سنوات ؟
*البداية كانت مع نوفل أمين والذي قال: فتح طريق الحوبان جولة القصر كان أجمل هدية عيدية لآلاف من أبناء تعز الذين عانوا مشقة السفر طوال عشر سنوات وكانت فرحة لا توصف بجد لدرجة أنني لم اصدق وسارعت للدخول إلى المدينة وزيارة اسرتي وقضاء اجازة العيد معهم دون تعب ومعاناة طريق الاقروض أو سامع الوعرة والتي تستغرق خمس ساعات من التعب الجسدي والمادي .
واضاف: اكيد الجميع يشعر بفرحة كبيرة فهذه الطريق هي شريان حياة للمواطنين الذين انتظروا بكل صبر كل هذه السنوات، وكان الخوف أن يحصل معنا مثل كل مرة فقد تعودنا الحديث عن فتح الطريق قرب كل عيد ولكن نفاجأ أن كل ذلك مجرد تصريحات وكل طرف يحاول تحميل مسؤولية عرقلة فتح الطريق للطرف الآخر دون أي اكتراث بمعاناة المواطنين .
كما قال: بصراحة كنت مشتاقاً لقضاء العيد مع الاسرة، خصوصاً وأن زوجتي حامل ولا تستطيع تحمل السفر عبر طريق القروض.. كنت أتابع باهتمام خبر الطريق من أول يوم يعلن فيها محافظ الحوبان المساوى فتح الطريق من طرف واحد وانتظرت رد فعل الطرف الثاني وبالذات تصريح عبدالكريم شيبان ولأول مرة كان تصريحاً مبشراً بالخير ومع ذلك لم نكن متفائلين .
اتصل بي احد الاصدقاء يوم الخميس الصباح وقال انهم فتحوا الطريق طلبت منه يحلف يمين أكثر من مرة وعلى طول طلبت من زوجتي تجهز نفسها للسفر وكانت فرحانة لأنها لم تسافر للمدينة منذ خمس سنوات .
واختتم بالقول: نرجو أن تبقى الطريق مفتوحة على طول وأن يقف الجميع في وجه كل من يحاول افتعال المشاكل وخلق ذريعة لاعادة اغلاق الطريق من اجل مصالح شخصية أو حزبية .
*من جانبه قال ناصر الزريقي.. أخيراً قررت السفر إلى تعز بعد سبع سنوات من النزوح في صنعاء بعد أن تم اعادة فتح طريق الحوبان التي خففت كثيراً من المعاناة للمواطنين وخصوصا المرضى وكبار السن وهذا التزاحم هو اكبر دليل على فرحة الناس بفتح الطريق التي وفرت لنا الوقت والمال، فمن حيث الوقت نصف ساعة بدل خمس ساعات وخمسامئة ريال بدل من ثمانية آلاف ريال اضافة إلى التعب ووعورة الطريق التي لا يمكن وصفها .
فرحة كبيرة تلقاها أبناء تعز قرب العيد وهو ما شجع الكثير منهم على السفر إلى تعز والبعض منهم له أكثر من سبع سنوات بسبب مشقة الطريق وطول الوقت الذي يصل إلى 15 ساعة للوصول من صنعاء إلى داخل مدينة تعز وهذا مرهق بشكل كبير وبالذات للمرضى وكبار السن ومن يعانون آلاماً في العمود الفقري أو الروماتيزم.
واضاف الزريقي: أكيد فرحة لا يمكن وصفها بعد سنوات من الانتظار وفي كل مرة كانت مفاوضات فتح الطريق بسبب تعنت حكومة ما تسمى بالشرعية ومطالبها واصرارها في كل مرة على فتح طريق جولة القصر عقبة منيف وهذا ما جعلنا غير مصدقين أن الطريق فتح بشكل رسمي ودون أي معوقات رغم أن هناك مغردين تابعين لحزب الاصلاح حاولوا التشكيك بهذه الخطوة التي بادر بها محافظ منطقة الحوبان تنفيذاً لتوجيهات السيد عبدالملك الحوثي وتخويف الناس بأن هناك ألغاماً وتسلل مسلحين وغير ذلك من الأكاذيب، لكن موقف ابناء تعز افشل محاولاتهم وما تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي رد قوي ضد كل المشككين..
ورغم أن الوقت الذي بقيت فيه في طابور طويل أكثر من ثلاث ساعات الا أنني لم اشعر بأي تعب أو ملل وتبقى المشكلة هي اغلاق الطريق أمام المسافرين الساعة السادسة وهذا يجعل الكثير من المسافرين ينتظرون داخل سياراتهم حتى اليوم الثاني، ولا ندري سبب هذا الإجراء المعيق.. نحن اليوم نعيش حالة طبيعية ونسافر بشكل عادي لأننا اولاً واخيراً نتنقل داخل بلادنا وفي مدننا وليس بين دولة ودولة أخرى .
واختتم بالقول: إن هناك من فقد مصالحه وما كان يحصل عليه وسيعملون على اختلاق أي مشاكل حتى يتم اغلاق الطريق من جديد اذا لم يشعر هؤلاء بموقف قوي من جميع أبناء تعز .
*أما أم بكيل الهاشمي فقد قالت: الحمد لله تم فتح الطريق وإن شاء الله تكون بداية خير وتنتهي كل مشاكل اليمن.. أنا دخلت اشوف بيتي في الحوض واتفقد ما حصل له من أضرار بعد ما تركناه قبل ست سنوات نزحنا إلى القاعدة وان شاء الله نرجع بسلام إلى بيوتنا بلا خوف .
وأشارت الى أن فتح الطريق مثل لها فرحة لدرجة البكاء بعد سنوات فقدنا خلالها الكثير من اهلنا الذين ماتوا ولم نتمكن من زيارتهم بسبب الوضع وكون الحوض كان مواجهات متواصلة وبُعد الطريق جعلنا نعيش في خوف وقلق.. دخلت أنا وابني وبنتي وبقية الاسرة خليناهم بالقاعدة دخلن نشوف البيت وراجعين..
الله يصلح حال اليمنيين ويوفق بينهم وتعود اليمن دولة واحدة وشعباً واحداً..
أسر مقسمة نصفهم بالمدينة ونصفهم بالحوبان ولا واحد يقدر يزور الثاني بسبب الطريق وارتفاع إيجار السيارات لكن الحمد لله فتح طريق الحوبان بداية خير وندعو الله سبحانه وتعالى القادر على شيء أن يصلح بين اليمنيين وتفتح بقية الطرق كلابة وعصيفرة والستين وطريق الحديدة وعدن وكل المدن اليمنية وينتهي العدوان والحصار .
وأضافت: الشعب اليمني شعب مؤمن وطيب القلب لكن السعودية والامارات هما وراء الدمار والقتل والخراب والمؤامرة على وحدة اليمن , والقلب يقطر دماً ترى الدمار الذي تعرض له القصر الجمهوري بتعز وهذا دليل على حقد هذه الدول وكراهيتها لليمن وشعبه.. لكن اليوم الجيش اليمني يمتلك من القوة والسلاح ما يجعل هذه الدول تبحث عن حلول تجنبها أي حرب مع اليمن مرة اخرى .
واختتمت كلامها بالقول: الجميع يعرف أن حزب الإصلاح كان هو من يعرقل فتح الطرق في تعز لأنه هو من يسيطر على تعز وهو المستفيد من هذا الوضع ويحاول افشال أي مصالحة ولولا اصطفاف ابناء تعز وتجاوبهم بسرعة مع فتح الطريق لحاولوا إفشالها كما فعلوا من قبل والخوف لازال موجوداً ولن نطمئن إلا بعد بقاء الطريق مفتوحاً لأشهر قادمة إن شاء الله، ويرد كيد الخائنين إلى نحورهم .
*وفي ذات السياق بدأت مياسة المقطري حديثها بالقول: كان هذا العيد غير.. فرحة كبيرة بعد فتح الحوبان.. الكثير من الأسر دخلت من الحوبان لقضاء العيد مع الاهل واسر سافرت من المدينة للحوبان وهكذا.. المدينة زحمة بسبب عدد الواصلين من صنعاء وإب والحوبان والتقيت مع بنت عمي بعد سبع سنوات نتواصل فقط بالتلفون.
قررنا مع عدد من الصديقات والأسر أن ندشن هذه الفرحة ونقوم برحلة إلى حديقة الحيوان بالحوبان ونعيش لحظات سعيدة وجميلة.. الطريق مفتوح والايجار رخيص الف ريال بس.. اخذنا باص انجيز راح واجي بثلاثين ألف استمتعنا وقضينا يوماً كاملاً من الساعة ثمان الصباح حتى الساعة الواحدة ظهراً ورجعنا بسرعة حتى نتمكن من الدخول مع الزحمة وقبل أن يغلقوا الطريق الساعة سته لان اختي وزوجها جلسوا لليوم الثاني.. المهم كان يوم ولا اجمل لم نعشه منذ سنوات ونرجو أن تستمر إن شاء الله .
وأضافت: الزحمة وضيق الطريق المحدد أمام الكلية هو المشكلة يدخلوا خمس سيارات وبعدها خمس والزحمة كبيرة وعدد السيارات بالمئات والبعض منهم يضطر للعودة والدخول من طريق الاقروض , وهذا معوق كبير رغم أنه لا يوجد تفتيش الا ان الوقت قصير مقارنة بعدد السيارات ولا ندري لماذا يتم إغلاق الطريق الساعة السادسة، هم يقولوا إجراءات أمنية وتخوف من تسلل مسلحين وهذا مبرر فقط . واختتمت بالقول ..كانت تعز محاصرة ولسنوات طالبوا بفتح الطرق وتخفيف معاناتهم لكن التسويف والمماطلة كانت هي الحاضر دوماً وفي كل مرة يجدون مبرراً لإفشال أي مبادرة لفتح طريق الحوبان والجميع يعرف ان الاصلاح هو من يعرقل هذه المبادرات، لكنهم اليوم أمام امر واقع رغم التصريحات التي أطلقوها لتخويف الناس .
ابناء تعز ذاقوا الويلات وفتح الطريق هو الفرج الذي انتظروه طويلا ولن يسمحوا للإصلاح بأن يفتعل المشاكل ويعيد اغلاق الطريق بدلا من فتح بقية الطرق .
*أما نذير المقرمي فقد قال: الحمد لله فرحة كبيرة اعادة الأمل والحياة لأبناء تعز الذين عانوا من الحصار وقطع الطرق سنوات لدرجة أن آباء وامهات واهل ماتوا ولم يستطع ابناؤهم وبناتهم زيارتهم، ومرضى وعاجزون كانت وعورة الطريق وطول الوقت عائقاً في نقلهم للعلاج في صنعاء .
فرحة لا توصف وجاءت في ايام عيد الاضحى المبارك اسر تلتقي بعد سنوات وهذه الفرحة الحقيقية.. وانا اتكلم عن أمي التي حلفت يمين ما عاد تسافر القرية إلا بعد فتح طريق الحوبان بسبب ما حصل لها بطريق سامع، ورم في الارجل وألم في العمود اضافة إلى الفجعة من الطريق الجبلية والوعرة .
وأضاف: اليوم من الشوق امي قررت السفر بعد ثمان سنوات والبكاء والبعد عن بيتها وبناتها واخواتها ومعارفها وحتى على الاغنام والبقر حقها التي تركتها.. فرحة امي جعلتني أسعد انسان وهي التي كانت تتمنى العودة للقرية قبل ما تموت الله يطول بعمرها.. ومثلها كثير من الامهات والآباء والاخوات والاهل فقطع الطريق كان كارثة ومأساة عاشها أبناء تعز بكل أوجاعها .
وعن المعوقات قال المقرمي: المعوقات مازالت موجودة والخوف قائم فالناس تدرك أن هناك من تضرر من هذا التوافق واعادة فتح الطريق وسيعمل على خلق إشكالات كما حدث عندما اصيب سمير أمين عام مديرية المظفر في ثالث أيام فتح الطريق وقالوا انها قذيفة من جانب الحوثيين وهذا غير صحيح، بل كانت واحدة من المحاولات لخلق مشكلة وتم احتواؤها .
كما أن ضيق الطريق وعدم فتح طريق الستين سبب في الازدحام الكبير للسيارات في جولة القصر، إضافة الى اقبال المواطنين للسفر من وإلى مدينة تعز بعد سنوات.. نرجو أن يبقى هذا التوافق وعودة الحياة إلى طبيعتها وفتح جميع الطرق أمام المواطنين.
|
إعادة فتح طريق الحوبان تفرح أبناء تعز
