عبد السلام الدباء - مرت ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة دون أدنى اهتمام رسمي في بلادنا بهذه المناسبة السنوية الدولية التي يحتفل بها المجتمع العالمي في الثالث من مايو آيار من كل عام.. ولكي لا تمر هذه المناسبة دون أدنى تذكير بأهميتها فإن الواجب يحتم علينا التطرق إليها بنوع من الاهتمام ولو على سبيل التذكير أو الإشارة.. فهذا اليوم يهدف إلى إبراز أهمية حرية الصحافة وتذكير الجميع بأن حرية الصحافة هي أحد الحقوق الأساسية التي ينبغي أن يتمتع بها جميع الأفراد في مجتمعاتنا.
وأن هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، يُعد مناسبة مهمة لنا معشر الصحفيين لكي نتذكر بأن علينا أن نرفع راية الحقيقة والشجاعة والشرف، وأن نؤكد على أن حرية الصحافة هي ركيزة أساسية لعملية بناء المجتمعات الديمقراطية ونموها المستديم.. لأن الصحافة الحرة تحمل في طياتها قوة الكشف عن الفساد والظلم وتعزيز حقوق الإنسان ومحاسبة الفاسدين في شتى مجالات الحياة اليومية للمواطنين..
كما أن هذه المناسبة تمثل فرصة مواتية لتذكيرنا بأن نقدّر ونوجّه التحية إلى جميع الصحفيين والإعلاميين الذين يسعون جاهدين لكشف الحقائق ونشرها بصراحة وشفافية وحياد من خلال توفير المعلومات والتحليلات الموضوعية والتي من خلالها يساهم الصحفيون بشكل فاعل في بناء مجتمعاتهم بصورة إيجابية تعتمد على العدل والحرية وحقوق الإنسان..
وعندما نتحدث عن حرية الصحافة فإنه ينبغي علينا أيضاً إدراك أن حرية الصحافة ليست حقاً مطلقاً.. لأن هذه الحرية ينبغي أن ترتبط بشكل وثيق بالمسؤولية الاجتماعية التي لا بد من الالتزام بها في كل مراحل العمل الصحفي بصورة عامة على الرغم من جميع التحديات والعراقيل التي تؤثر على عمل الصحافيين في جميع أنحاء العالم..
إن ما يعانيه الصحفيون من متاعب أثناء ممارسة أعمالهم ومن ذلك الاعتداءات الجسدية والتهديدات والاضطهاد والقيود الرسمية والتأثير الاقتصادي، كلها أمور تهدد حرية الصحافة وتعيق قدرتها على القيام بواجبها بشكل كامل.. وعندما نشهد في العصر الحديث العديد من الدول التي تقمع حرية الصحافة وتمنع الإعلام من القيام بدوره الحقيقي، يجعل من اليوم العالمي لحرية الصحافة أكثر أهمية من أي وقت مضى للدفاع عن الصحفيين وللتذكير بأن حرية الصحافة هي مرآة لحقوق الإنسان وعلينا أن ندافع عنها بشكل دائم..
في الختام، إن حرية الصحافة وحرية العمل الصحفي هي المفتاح الأهم لبناء عالم أفضل وأكثر عدلاً وشفافية؛ وعلينا أن نعمل جميعاً على دعم حرية الصحافة ومساندة الصحافيين وتعزيز حريتهم في نشر الحقائق وتوعية المجتمع والجمهور المحلي.. كما ينبغي علينا أيضاً أن نطالب ونشجع الحكومات والمجتمعات على توفير بيئة آمنة وحرة للصحافة لتمكينها من أداء دورها الحقيقي والضروري في تعزيز حرية الرأي والديمقراطية باعتبارهما من أبرز حقوق الإنسان الأساسية التي يكفلها الدستور والقانون.
|