عبدالرحمن بجاش - اليوم نمت السابعة صباحا
تأخرت وغابت تحية الصباح غصباً عني ..
السبب حال الزوجة "بنت الحاج" الذي يتدهور يوماً بعد يوم والحمد لله على كل حال …
"الزهايمر" مرض لا يصادق احداً، ولا يترك لك فرصة للتعرف عليه، بل يفاجئك كل لحظة بما ليس في الحسبان ..
بالأمس ليلاً فجأة سقطت لتصاب شفاهها العليا وتنزف دماً..
أنا مستمر في رعايتها إرضاءً لضميري المرتاح..
تاج ابنتي العزيزة لا تقصّر؛ وزوجها اسم آخر للنبل.. وتبعث حفيدتي "جوان" في البيت حالة فرح قصوى ترغم الألم على التراجع.. هشام هو الآخر لا يقصّر وكذلك زوجته.. حسام هو الثالث ثالث الأوفياء..
هنا، لابد لي من الوقوف اجلالاً واحتراماً وتقديراً لأم محمد قائد غراب، التي تعطي ولا تقصٌر، يومياً لا تتأخر عن المجيئ مرتين وثلاث مرات، حتى أنني أخجل من كرمها تجاهنا.. بيت غراب جيراننا مثال للنبل والجيرة، لا أدري هنا ماذا اضيف..
أنا مقصّر في حقكم، حيث أصبحت قليل التواصل بسبب ما نعانيه.. توقفت والقلم اضطراراً وتراجع نشاطي في "النداء" الأثيرة لديّ، وللأسف واكب الحال سقوط جهاز التليفون وتضرر الشاشة، أسماء الأصدقاء والأهل والزملاء تحولت إلى أرقام، أبحث عن شاشة، سأستعيد الأسماء عندما يعود ..
أسجل يوميات الزهايمر يومياً..
سأستمر في رعاية بنت الحاج حتى النهاية بنفس الروح ..
بالتأكيد لا أبحث عن إعجابات، يكفي أنكم أصدقائي المميزين..
أرجو دعواتكم لأم الأولاد..
ونحن بخير رغماً عن الوجع ، تدعمنا مشاعركم..
في أي لحظة سأعود ، لا يزال لديَّ الكثير مما أقول
بالطبع.. أنا متواجد قدر ما أستطيع.
|