موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية - انتشار المدارس الخاصة ظاهرة مُقلقة أم حاجة مُلحة؟ - أسواق القات.. أقصر فرص العمل للشباب - العميد سريع: سنتخذ ما يلزم نصرة لدماء الشعب الفلسطيني - الزراعة: استمرار منع استيراد الدجاج المجمد - ارتفاع حصيلة مجزرة المواصي بخان يونس -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 15-يوليو-2024
محمد علي اللوزي -
تحاول "الإمارات" بطرق ملتوية النيل من "مصر" كدولة يعني سقوطها وتجزئتها الكثير بالنسبة للأمة العربية، مهما كانت ضعيفة أو أصابها وهن، تظل دولة مؤثرة وفاعلة وقوية على المستوى القومي..
لعل هذا مايؤرق الصهيوأمريكي الذي يلقي بالاً ويكترث كثيراً لمصر ويخشى نهوضها..

لقد ظل الغرب طويلاً ومنذ القرن الثامن عشر يعمل على إزاحة مصر من واجهة العصر، وهزيمة أي مشروع تحرري فيها.. لعلها قد ضعفت فترات من الزمن بفعل المؤامرات العديدة التي اشتغل عليها الغرب، ولن نأتي عليها حتى لا يطول بنا المقام، كما لن نأتي على تحولات مصر بعد ثورة (يوليو 52)، وما أعقب ذلك من انتصارات وانكسارات وانتصارات أخرى..

ما يعنينا اليوم أن مؤامرة كبيرة تتعرض لها مصر اليوم عبر قوى تشكّل ذراع الصهيوأمريكي في العبث بأمن المنطقة بل والشرق الأوسط، بما تمتلكه من ثروة هائلة ودعم أوروأمريكي صهيوني لتنفيذ فعل مؤامرة إسقاط مصر والإيقاع بها من خلال إدخالها أولاً في الديون الكبيرة للبنك الدولي والتي وصلت إلى مبلغ وقدره(7. 164) مليار دولار، منها (42) مليار دولار مستحَقة التسديد في عام 2024م..

إنه عبء اقتصادي كبير لا تقوى عليه بلد تحيط بها المؤامرات من كل جانب، وعبر هذا الحمل الاقتصادي تطل الإمارات رأس حربة في المؤامرة كمنقذ للاقتصاد المصري لتضخ مبلغ (35)مليار دولار مقابل استثمار في الأرض المصرية المسماة (رأس الحكمة)، وبشروط إماراتية تمكّنها من تملُّك الأرض البالغة مساحتها (170.8) مليون متر مربع.. ولعل ما أخذته مصر من مبالغ كبيرة قد ذابت في خضم المؤامرة الاقتصادية وتعدد الحاجيات وقضاء جزء كبير منها أرباح الديون المليارية لصالح البنك الدولي..

هي إذاً لحظة استثمار وهمي، لتشهد بعدئذ وفي وقت وجيز ارتفاعاً للنقد الأجنبي من جديد.. نحن إذاً أمام مشهد اقتصادي مصري مخيف..

من جهة أخرى تشتغل الإمارات على أحداث تحولات خطيرة في عدد من الدول المحاددة أو المجاورة لمصر، فهي من يموّل الحرب الأهلية في السودان عبر ميليشيا (حميدتي)، وطبعاً فإن زعزعة الأمن والصراع المضني في السودان له آثاره الخطيرة على مصر التي استقبلت الملايين من اللاجئين السودانيين الفارين من ضراوة هذا الصراع..

هناك أيضاً الحرب في (ليبيا) بدعمها ميليشيا (حفتر)؛ وامتداد أثر هذا الصراع على مصر في إقلاق أمنها وجعلها تصرف جزءاً من اقتصادها في تأمين حدودها مع جيرانها..

هناك أيضاً سد (النهضة) التي بنته (إثيوبيا) بتمويل (إماراتي)، وما يحدثه من آثار مرعبة فيما لو انهار بفعل زلزال أو ما شابه ذلك من عملية تدمير صهيوأمريكية في حالة الضرورة، وبما يؤدي إلى طوفان يغرق مصر إذا ما تتبعنا مجرى هذا السد في حالة انهياره..

والحقيقة أن الإمارات قد استطاعت بذكاء غير معهود أن تجعل من مصر دولة فاشلة فاقدة للسيادة والاستقلال عبر الحروب التي اشتغلت عليها في دول مجاورة أولاً، و الديون الكبيرة التي أرهقتها اقتصادياً ثانياً؛ والاستثمارات الوهمية ثالثاً كما هو حال (رأس الحكمة)، ثم بناء سد النهضة الذي جعل مصر فاقدة فعلاً سيادتها، عاجزة عن أي فعل لإيقاف هذا الخطر الرهيب.. لن نذهب إلى الأضرار في تناقص منسوب المياه بفعل هذا الحاجز المائي الرهيب الذي يشكل ضربة قوية في تغيير الطبغرافيا المصرية، ويدخلها في المستقبل إلى البحث عن حالة ارتواء بعد احتجاز مليارات الأمتار المكعبة من مياه النيل.. لننتقل من مصر هِبَة النيل، إلى مصر ضحية النيل!!

الواقع أن دول البترودولار وفي المقدمة الإمارات قد أجهزت اقتصادياً على مصر، وحققت ما عجز عنه الصهيوأمريكي منذ عقود طويلة..

تسللت الإمارات بسنارة صيدها إلى مصر وبطُعْمٍ زهيدٍ ألفته عليها لتصمت عن التدخلات السافرة لدولة طارئة عبثت بأمن مصر القومي اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وقومياً..

وما كان لها أن تأتي على ذلك لولا أحداث جرت، كما (رابعة) وما تلاها والتي موَّلتها الإمارات لتخلق مساراً آخر
تحقق من خلاله أجندتها الصهيوأمريكية في المنطقة ولكن ليس قبل الإيقاع بمصر، وما سيجر ذلك من تبعات خطيرة على هذه الأمة التي تعاني اليوم من اختلالات وطنية وقومية وقيمية، بحيث صارت العمالة والخيانة عبر العلاقات البينية مع الكيان الصهيوني هي طريق السلامة لمن يبحث عن العيش كيفما اتُّفق من دول الارتهان، وما عداه واجب التصدي له وحصاره اقتصادياً والنيل منه، بخلق صراعات ونزاعات بينية.. ولعل قوى المقاومة هنا قد أدركت جيداً أبعاد هذا الصراع وتعمل على إجهاضه ومقاومته والوعي به، لاستنهاض الأمة التي هي في جزء كبير منها يقف مع المؤامرة ويشتغل عليها، عن معرفة أو جهل.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)