موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 15-يوليو-2024
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور* -
ودّعت العاصمة اليمنية صنعاء -في يوم الأربعاء الموافق 4 يوليو 2024م- روح المجاهد وشيخ الوحدويين اليمانيين الطاهرة/ المناضل خالد أبو بكر باراس الحضرمي اليماني الوحدوي الكبير ، ودعته صنعاء حاضنة اليمن كل اليمن بحزن عميق، ودموع منهمرة، وصيحات أنين مكبوتة نابعة من الروح الإنسانية العميقة، لكنها مؤمنة إيماناً مطلقاً بقضاء الله وقدره وسنة الله في عباده الأزلي..

والحمد لله والشكر له أنه أمدَّ في طول عمر مناضلنا ومجاهدنا الفقيد الكبير/ باراس، الذي ترك الدنيا الفانية ليلتحق بركب الشهداء والصديقين الأحرار من رجالات اليمن العظماء الأفذاذ من الذين حجزوا لهم مكاناً في الصدارة الوطنية الحقَّة في عاصمة اليمن المقاوم، العاصمة اليمنية الحرة التي ذادت وقادت برجال الرجال عن كرامة الأمة اليمانية ، وتاريخها المجيد ووقفت في صدارة الأمة العربية والإسلامية لتدافع عن محور المقاومة الأبطال لإفشال مخططات المشاريع الصهيونية الإسرائيلية والأمريكية والأطلسية في فلسطين الحرة وأمتنا العربية الإسلامية برمتها..

لقد اختار المجاهد/ خالد باراس الإقامة في العاصمة صنعاء بمحض إرادته، منطلقاً من بصيرته الثورية التحررية، ومستلهماً من فكره وعقله العروبي اليماني الوحدوي الأصيل بأن يمضي ما تبقى من عمر حياته النضالية في هذه البقعة الطاهرة في مدينة صنعاء، كي يؤكد لجميع رفاقه القدماء والجُدد أو من تبقى منهم على قيد الحياة بأن البوصلة الصحيحة للمسار الثوري اليماني الوحدوي، تبدأ من هنا في مدينة سام بن نوح عليه السلام ، ومن مدينة آزال التاريخية ، حيث وُلد التاريخ اليماني العريق وترعرع في ربوع رُبى صنعاء الأبية، باعتبارها البيئة والمناخ الصحي لانتشار الأفكار الإنسانية الإسلامية المقاومة الحقة..


نعم هذا هو القرار التاريخي الصحيح الذي اتخذه المجاهد/ باراس في مسيرته الكفاحية الجهادية الطويلة التي بدأت في سفوح روابي حضرموت الشامخة وصولاً إلى الروابي الشمّاء لصنعاء الأبية ، والذي تفاخر واعتز بها كثيراً مجاهدنا الكبير/ خالد باراس رحمة الله عليه ، وكان يكرر تلك القناعات لمن زاره في منزله المتواضع بصنعاء العاصمة.

وعودة لقراءة خلفيته النضالية الكفاحية :

تقول سيرته العطرة التي وثقها في كتابه الشهير حول رحلته في الحياة وبعنوان (أيها الماضي … وداعاً) أنه التحق في جيش البادية الحضرمية في العام 1956م ، ومنذ التحاقه وهو يتطلع إلى المزيد من الخدمات في هذا القطاع الأمني المهم، وتخرج من مدرسة الإشارة في العام 1959م، وعُيِّن رئيساً لأركان الأمن العام في م/ حضرموت عام 1968م، وعُيِّن بعد عامٍ مديراً عاماً في محافظة شبوة (المحافظة الرابعة) كما كانت تسميتها بعد الاستقلال الوطني لجنوب الوطن، وفي العام 1970م عُيِّن قائداً لسلاح المدفعية في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (سابقاً)، وأُرسل للتأهيل العسكري العالي في إحدى الأكاديميات العسكرية في جمهورية الاتحاد السوفييتي الاشتراكية وتخرج منها في العام 1975م..

في العام 1981م عُيِّن ملحقاً عسكرياً في سفارة اليمن الجنوبية (سابقاً) في موسكو واستمر حتى العام 1987م ليعود لجنوب الوطن، كما عُيِّن نائباً لرئيس مجلس السلم والتضامن مع الشعوب..

في العام 2002م رُقّي آخر ترقياته العسكرية إلى رتبة لواء وعُيِّن مستشاراً عسكرياً لوزير الدفاع لجيش الجمهورية اليمنية..

عُيِّن في أول مجلس نواب للشعب بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، ومُنح العديد من الأوسمة الرفيعة، كوسام الشجاعة، 22 مايو وغيرها من التكريمات في مسيرة حياته السياسية والعسكرية والمهنية..

في العام 2013م شارك في مؤتمر الحوار الوطني في الجمهورية اليمنية عن مؤتمر شعب الجنوب هو والمناضل/ محمد علي أحمد ورفاقه..

ومع اندلاع العدوان الهمجي القذر على الجمهورية اليمنية في 26 مارس 2015م، قرر المجاهد/ خالد باراس أن يتجه صوب العاصمة صنعاء ، رافضاً أن يكون مطية أو عميلاً لدولتي العدوان السعودي / الإماراتي ، أو أن يكون جزءاً من فرقة وجوقة الخيانة من المرتزقة اليمنيين لليمن العظيم، وفضَّل العيش حراً كريماً في صنعاء الحرة رغم معاناة الحصار والتجويع والحرمان من متع الحياة الصحية والمادية..

وبالعودة للتاريخ قليلاً فقد لمع اسم المناضل التحرري/ خالد باراس منذ مطلع ستينيات القرن العشرين، حينما التحق بصفوف طلائع المحاربين في فصيل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ، وكان مقاتلاً صلباً مع ثوار الجبهة القومية في سلطنات حضرموت وهي : (سلطنة الواحدي ، وسلطنة القعيطي ، وسلطنة الكثيري) ، ومنذ ذلك التاريخ واسم/ باراس يتردد صداه بقوة كواحد من قادة فصائل العمل الفدائي للجبهة القومية..

أتذكر أنه زارني ذات يوم لمكتبي في رئاسة جامعة عدن ، وحينها كنت أشغل منصب رئيسٍ لجامعة عدن وأهداني كتابه (أيها الماضي … وداعاً) للذكرى، وطلبت منه عدداً من النسخ لأهمية الكتاب ولتوثيقها في المكتبة المركزية للجامعة , وعدداً من النسخ في مكتبات قسم التاريخ بكليات التربية والآداب بالجامعة ، ولكن لازدحام العمل يوم ذاك لم أعد أتذكر هل أنجزنا معاً ذلك الاتفاق أم لا ، لذا أرجو من ذويه توفير النسخ المطلوبة لطلاب قسم التاريخ الحديث في مكتبات الجامعات اليمنية للتعلم من محتويات سير المناضلين والمجاهدين في ربوع الوطن اليمني..

تجربة المناضل/ خالد باراس، واحدة من أبرز المدارس الكفاحية الجهادية التي تجب قراءتها والاستفادة من خبراتها ودروسها وتجربتها العملية النضالية..

ولدى زياراتي المتعددة له في منزله – هنا بصنعاء – تبادلنا العديد من الأفكار والآراء ووجهات النظر حول الأوضاع العامة في اليمن ومنها الوضع السياسي والعسكري في صنعاء على وجه الخصوص ، ومن زاره حتى بعد عودته من جمهورية إيران الإسلامية التي تلقى فيها العلاج هناك ، وجده ذلك المجاهد الصابر البطل الذي يكرر موقفه من المجلس السياسي الأعلى في الجمهورية اليمنية، مثمّناً موقف فخامة الرئيس / مهدي محمد المشاط الذي سهل زيارته للخارج للعلاج ، وكذلك أثنى على دور قائد الثورة الحبيب/ عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، الذي تابع مسيرة علاجه في الداخل والخارج ، ونحن بدورنا إذ نثمّن تثميناً عالياً ذلك الدور الإنساني الكبير لقائد الثورة وفخامة الرئيس في الاهتمام بفقيد الوطن المجاهد/ خالد باراس رحمة الله عليه، وأسكنه فسيح جناته ، وألهم أهله وذويه ورفاقه الصبر والسلوان.. "إنا لله وإنا إليه راجعون"..

بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم..

"وفوق كل ذي عِلْمٍ عليم"


*رئيس مجلس وزراء تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)