عبدالسلام الدباء - القضية الفلسطينية، باعتبارها واحدة من أكثر القضايا المعقدة في الشرق الأوسط، لا تزال تستقطب اهتمامًا دوليًا واسعًا وتعاطفًا شعبيًا كبيرًا، هذا الاهتمام والتعاطف يتجلى بوضوح في مختلف المحافل الدولية، حيث يعبر الناس عن دعمهم لحق الشعب الفلسطيني في السلام والعيش بكرامة على أرضه، ويشجبون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يتكرر بشكل مثير لموجات الغضب والاستنكار العالمي، بعد كل مرة يكشف فيها عن حجم الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين..
من أبرز الأمثلة الحديثة على هذا الاهتمام الدولي والتعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية ومع غزة، هو ما حدث في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024م وخلال حفل افتتاح الأولمبياد، عندما طغت قضية العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة بشكل لافت، حيث استقبل المشجعون الوفد الفلسطيني في المطار وأثناء مروره في حفل الافتتاح بهتافات "تحيا فلسطين"، في تعبير واضح عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وهذا الاستقبال الحافل للوفد الفلسطيني لم يكن مجرد تعبير عن الدعم الرياضي، بل كان رسالة سياسية وإنسانية تعكس تعاطفًا عالميًا مع القضية الفلسطينية..
وعلى النقيض من ذلك، فقد قُوبل الفريق الإسرائيلي بصيحات الاستهجان أثناء مروره، مما يعكس الرفض الشعبي الواسع للجرائم الصهيونية في فلسطين، وخاصة في غزة، وهذا الرفض الشعبي لم يقتصر على الهتافات فقط، بل اتخذ وسائل تعبير متعددة ومن ذلك قيام بعض المشجعين بإنزال العلم الإسرائيلي، في خطوة رمزية قوية ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين..
كما أن الدعم للفلسطينيين لم يقتصر على الجماهير فقط، بل شمل أيضًا الفنانين والشخصيات العامة، فقد ألقى المطرب ريمك كلمات داعمة لفلسطين على المسرح في فرنسا، مؤكدًا على ضرورة إنهاء العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، هذه الكلمات لم تكن مجرد تصريحات عابرة، بل كانت تعبيرًا عن موقف ثابت يدعم قضية فلسطين لدى العديد من الشخصيات العامة في مختلف أنحاء العالم..
إن هذا الدعم الدولي والشعبي الواسع يعكس حقيقة واحدة واضحة، وهي أن العالم قد بات بشكل واسع يتعاطف مع حق الشعب الفلسطيني في السلام والحياة بكرامة على أرضه، كما يرفض العالم الجرائم والانتهاكات والحصار الظالم الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية بحق المدنيين العُزل في قطاع غزة.. وهذه المواقف الدولية بلا شك تعزز من قوة القضية الفلسطينية وتسلّط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، مما يساهم في زيادة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الهمجي واحترام حقوق الإنسان في فلسطين..
وختاماً، فان القضية الفلسطينية قد اكتسبت بعد السابع من أكتوبر الماضي زخماً دولياً غير مسبوق جعلها تصبح حية في ضمير العالم، وباتت اليوم في توسع مستمر ومتصاعد، حيث يستمر الناس والحكومات في التعبير عن تضامنهم ودعمهم لحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وأمان على أرضهم، كما يواصل العالم رفضه للجرائم الصهيونية، مطالباً بالعدالة والحرية لفلسطين.
|