د. عبدالوهاب الروحاني - التراجع عن قرارات بنك عدن كانت متوقعة لأنها غير وطنية.. وكما صدرت بقرار خارجي أُلغيت بقرار خارجي ايضا؛ والغريب المضحك ان حكومة القطط الثمان أعلنت "ترحيبها ببيان إلغاء قراراتها" الذي صدر عن المبعوث الاممي غانس غروندربرغ..
المحزن أيضاً أنها بررت تراجعها عن قراراتها بـ"الظروف الصعبة التي يعيشها السكان".. بمعنى أنها قرارات لم تكن محسوبة، ولم تراعِ مصلحة المواطن, تماما كما قلناها في حينه في عمود سابق في هذه الصفحة تحت عنوان "قرارات المناكفة".. وقالوا إننا نغرد خارج السرب..!!
*استهداف البسطاء
قرارات بنك عدن المركزي حينما صدرت لم تستهدف الاضرار ببنك صنعاء المركزي ولا بحكومتها بل استهدفت الضغط على المواطن اليمني الذي اوسعوه تجويعا وتشريدا.. ذلك لأن:
* ايقاف التعامل مع الاصدارات المتداولة، هو ايقاف التعامل مع المواطن الذي ليس بحوزته دولارات ولا دراهم ولا عملات خارجية.
* نقل البنوك التجارية والمصارف الى عدن او المناطق تحت سيطرة "الشرعية"، هو محاصرة للتحويلات البنكية (صغيرة وكبيرة) ومحاصرة التعاملات التحارية والبسيطة التي تسهل للمواطن تعاملاته وحركة لاقتصاد والحياة.
* وقف التعامل المالي مع صنعاء، هو وقف التعامل مع المواطن في كل المناطق اليمنية والوقوف حجر عثرة امام تبادل المصالح وحركة تبادل السلع بين ابناء الشعب الواحد.
بمعنى انها ببساطة كانت قرارات موجهة ضد المواطن، ولم تكن موجهة ضد احد غير المواطن .. لقد قلنا من اليوم الاول للمناكفات البنكية انها مكايدات خاسرة، ولعب اطفال، لا تقدم جديدا في مشاهد المسرحيات البلهاء التي ينتجونها عبثا من وقت لآخر..
التلاعب بالعملة وقرارات الفعل ورد الفعل كانت مسرحية هزلية مخجلة ومضحكة لسببين رئيسبين:
• الاول: لانها ضد مصلحة الوطن والمواطن..
• والثاني: لانها كشفت عن غباء سياسي ومالي واقتصادي لمن اصدرها.
زوبعة وحشود:
الزوبعة الكبيرة التي رافقت صدور هذه القرارات، وجدلية "تصمد او لا تصمد"، و"تتراجع أو لا تتراجع؟!" أوحت بشكل او بآخر ان حل المشكلة اليمنية اصبحت محسومة تحت كوفية المعبقي..!!
شعبنا بسيط، وطيب وبرئ .. تغريدة تشده غربا واخرى تقذف به شرقا، وهو يصدق، وبعدهم بعدهم.. ومش داري ايش القصة (!!!) حتى الاحزاب الكرتونية التي ماتت بموت صالح (رحمه الله) واكتفت قياداتها "بما ادى الله" حشدت ما تبقى لها من تابعين هنا او هناك للتظاهر دعما لقرارات بنك عدن العرجاء، التي لا تخدم الا المتنفذين في "سَلطات" الامر الواقع اينما سيطروا وحيثما حلوا .
والمهم نعود ونقول ان التلاعب بالريال والقرارات التي لا تراعي المواطن اليمني ولا تضع مصلحته في الاعتبار هي قرارات غير وطنية وان الهدف منها هو تكريس لاجندة تمزيق اليمن، ومحاربة المواطن البسيط الذي وقع ضحية عصابات مرتهنة ليس بيدها لا قول ولا فعل ولا قرار.
|