حاوره/ رئيس التحرير - أكد الأخ أحمد المجيدي عضو اللجنة الدائمة أن النخب السياسية اليمنية فشلت في عملها الوطني بدليل استمرار الحرب ومعاناة الشعب.
وقال: نرجو لأي جهود وطنية أن تبدأ من الذات لتصحيح الأخطاء القاتلة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه..
ودعا المجيدي مختلف القوى إلى العمل على الثوابت الوطنية والحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره والرفض القطعي لأي مشاريع تمس السيادة الوطنية وتؤيد الوضع المزري الذي يعانيه شعبنا..
كما دعا إلى الابتعاد عن المماحكات الحزبية والكيد السياسي لأننا في وضع استثنائي يجب أن نعتلي جميعا على خلافاتنا وتغليب مصلحة الوطن..
*كيف تنظرون. الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر في هذا التوقيت.. وما أبرز ما تحمله من دلالات ؟
ـ ننظر للذكرى الـ 42 لتأسيس المؤتمر الشعبي بأنها فرصة لمراجعة تاريخ التنظيم السياسي الواسع والمتنوع واستعراض ما قام به على الصعيد الوطني قبل وبعد الوحدة التي كان شريكاً في إعادة تحقيقها مع الحزب الاشتراكي اليمني وما واجهت تجربته من نجاحات وإخفاقات، لكي تبدأ مرحلة المراجعة وإعادة البناء له كتنظيم عريض وواسع ما زال قائماً ومؤثراً حتى الآن..
*كنتم من أبرز قيادات الخارج الذين وقفوا إلى جانب قيادة المؤتمر المنتخبة في صنعاء.. ما تقييمكم لواقع المؤتمر اليوم وبعد أن تجاوز العديد من التحديات؟
ـ لم أكن طرفاً في الوقوف مع هذا الجناح أو ذاك في المؤتمر الشعبي، ولكني كنت دوماً مع مراجعة التجربة برمتها بما في ذلك سلوك التنظيمات والأحزاب، سبيلاً للخروج من حالة الحرب التي عانى منها شعبنا العظيم على مدى عقد من الزمان..
*كيف ترون حالة الاصطفاف والتوحد التي يبديها المؤتمريون حول قيادتهم وتنظيمهم، وما أثر هذا الاصطفاف على حاضر ومستقبل المؤتمر؟
ـ لا نتدخل في الشئون الداخلية لأي حزب فذاك من شأن أعضائه ولكننا نسدي النصح للجميع لمزيد من التلاحم والانسجام داخل كل المكونات السياسية والحزبية لما من شأنه تخفيف حِدة الاستقطاب والتفرغ للشأن الوطني الواسع الذي هو التحدي الأول أمامنا لكي ننقذ شعبنا ووطننا مما هو فيه..
*بدأ الشيخ صادق بن أمين أبوراس عملية الإصلاحات في إصلاح بناء المؤتمر.. إلى أي مدى تمثل هذه الخطوة أهمية في تعزيز مسار المؤتمر؟
ـ أي مسعى لتوحيد الصف داخل المؤتمر ينبغي أن يكون مخلصاً وصادقاً ومُلِماً بكل التحديات وأن يكون مستوعباً الجميع بدون إقصاء؛ وفتح المجال لبروز قيادات شابة قادرة على الحركة ومستفيدة من خبرة الجيل المؤسس والمخضرم..
*تقييمكم لأداء المؤتمر على الصعيد الوطني ومطالباته الملحة بضرورة الحوار المسئول بين اليمنيين دون استثناء أحد؟
ـ حتى الآن أداء المكونات السياسية والحزبية دون المستوى المطلوب وطنياً، وما استمرار حالة الحرب والاحتقان الداخلي والتمزق الذي نعيشه ومعاناة المواطنين إلا دليل ناصع على فشل النخب السياسية في عملها الوطني والقيام بمبادرات خلاقة لإنقاذ الوطن، بل أصبحت بعض القوى جزءاً من المشكلة وليس الحل..
*ما الذي ينبغي على مختلف القوى فعله من أجل تجاوز كارثية الأزمة الراهنة ؟
ـ تستطيع مختلف القوى أن تعمل على الثوابت الوطنية والحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره، والرفض القطعي لأي مشاريع تمس السيادة الوطنية وتؤبّد الوضع المزري الذي يعانيه شعبنا، والابتعاد عن المماحكات الحزبية والكيد السياسي لأننا في وضع استثنائي يجب أن نعتلي جميعاً على خلافاتنا وتغليب مصلحة الوطن..
*يشير البعض إلى أن الأزمة اليمنية أصبحت رهينة الأجندة الإقليمية والدولية.. هل أنتم مع هذا القول؟
ـ لا يستطيع أحد نكران العامل الإقليمي والدولي في الأزمة اليمنية؛ ومازلنا تحت البند السابع، ولكن وحتى في مثل هذه الأوضاع فإن الفعل الوطني اليمني من مختلف القوى يجب أن يكون موحداً وحاضراً ومستقلاً في المطالبة بعودة اليمن أرضاً وشعباً إلى وضعه الطبيعي؛ وأن لا تكون القوى اليمنية المختلفة مثل (المحلل) لإبقاء الوضع على ما هو عليه..
*إلى أي مدى سيؤثر هذا التدخل الخارجي على المشهد اليمني ؟
ـ أي حلول للأزمة اليمنية من غير اليمنيين لن تكون عرجاء فحسب بل وميتة في مهدها..
*وهناك من يرى أن التدخل الخارجي سينتج حلولاً عرجاء لدولة يمنية غير قابلة للحياة؟
ـ يجب أن نكون واقعيين تماماً، فلن تكون هناك حلول ناجعة للأزمة اليمنية دون أن تتوافق الدول الأربع الكبرى على ذلك..
لكن يجب أن نكون حاضرين كيمنيين دائماً للتأثير في المشهد وتسريع الخطوات للحل الشامل في بلادنا، فمن خلال تحركاتنا -نحن كيمنيين- الصادقة والقوية والمثابرة لن يلتفت إلينا أحد دول كبرى أو سواها..
*من خلال متابعتكم هل المعطيات الراهنة والمتسارعة التي تشهدها الساحة اليمنية ستفضي في القريب إلى إيجاد تسوية أو بمعنى خارطة طريق أصبحت على الأبواب؟
ـ نرجو لأي جهود وطنية أن تبدأ من الذات لتصحيح الأخطاء القاتلة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه.. وأن تتفاعل القوى الخارجية سواءً الإقليمية أو الدولية معنا في السير على طريق الحل، مع الأخذ بمتطلباتنا الوطنية للحل، وهذا لن يأخذ أكثر من الوقت الذي استغرقناه في العشر السنين الماضية..
*باعتباركم من الشخصيات الوحدوية هل تشعرون بالقلق على الوحدة اليمنية ؟
ـ كانت الوحدة اليمنية إرادة شعبية عارمة في الشمال والجنوب وكانت فرصة لبناء دولة يمنية عظيمة في جنوب الجزيرة العربية، لكن الحرب العدوانية الظالمة عام 1994م أرجعتنا إلى المربع الأول أي قبل 22 مايو 1990م شئنا الاعتراف بذلك أم أبينا..
ولذلك يجب أن تكون أي وحدة في بلادنا تقوم على أسس الديمقراطية والحريات والمواطنة المتساوية، وغير ذلك لن يكون سوى أوهام..
*وهل مازال لدى الوحدة على الواقع عوامل بقائها، وما الذي تتطلبه على الوجه العاجل؟
ـ يجب الآن استعادة الوطن أولاً وتضميد جِراحه، وإنقاذ المواطنين من الحياة البائسة التي يعيشونها وهم على حافة المجاعة كما تقول الكثير من البيانات الأممية..
ثم ترْك اليمنيين يقررون شكل دولتهم القادمة بالرؤى التي أشرنا إليها ٱنفاً وعن طريق الإرادة الجماهيرية التي تحددها الديمقراطية عن طريق صناديق الاقتراع..
*كلمة أخيرة؟
- أرجو من أعماق قلبي المتعب أن يجتاز شعبنا محنته وأزمته القائمة وأن يخرج منها قوياً وصلباً كما هو العهد به..
|