د. فيصل الجائفي - بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، نحتفل بهذا الحدث المهم في تاريخ اليمن السياسي.. فقد تأسس حزب المؤتمر في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1982م، بعد ثورة 26 سبتمبر التي شهدت العديد من التغيرات والتحولات السياسية..
يُعتبر المؤتمر أكبر حزب في اليمن، فقد استطاع الحفاظ على قوته وتأثيره رغم المحن والصعاب التي واجهها.. حيث عانى منذ سنوات من تحديات كبيرة واستهداف أكبر حزب وطني في الساحة السياسية اليمنية لكنه حافظ على توازن قواه وقواعده وأنصاره وحلفائه بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبو راس رئيس الموتمر، واستمر في التعبير عن مبادئه ورؤيته السياسية..
يستند حزب المؤتمر الشعبي العام إلى أيديولوجية الثورة اليمنية في عام 1962م، ويتبنى ميثاق الإسلام الوسطي كمنهج أساسي لعمله.. يضم الحزب تشكيلاً واسعاً من فئات وقوى المجتمع، وقد سيطر سياسياً على المشهد اليمني خلال العقود الماضية؛ فقد حقق الحزب الأغلبية في الانتخابات التشريعية وشكَّل الحكومة بدعم من مختلف الأطياف من قِبل الزعيم المؤسس الراحل علي عبدالله صالح ورفاقه الوطنين
للمؤتمر الشعبي العام.. وبعد ذلك واجه الحزب مؤامرات وتحديات وقدم تضحيات، واستطاع البقاء قائماً وسط الصعاب والصراعات السياسية المستمرة.. تظل قوة الحزب وتأثيره ذات أهمية بالغة في الساحة السياسية اليمنية، والمساهمة في صياغة مستقبل البلاد..
وفي هذه الذكرى العظيمة لا يمكن أن ننسى دور الزعيم الراحل علي عبدالله صالح وجميع الشرفاء في حزب المؤتمر الشعبي العام في تاريخ اليمن المعاصر، فقد قدموا تضحيات جساماً لخدمة وطنهم وشعبهم، وعبَّروا عن الصوت الواحد للشعب اليمني..
نرجو أن تستمر القيادة والقواعد المؤتمرية والأنصار وحلفاؤه -بقيادة الشيخ صادق أبو راس ونائبه أحمد علي عبدالله صالح بعد رفع العقوبات الكيدية والظالمة وهي جزء من عملية السلام في اليمن والمنطقة التي تولت الحزب بعد رحيل الزعيم علي عبدالله صالح- في السير على الخُطى المبدئية والرؤية التي تركها لنا.. إنهم مكلفون بمسؤولية الحفاظ على وحدة الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته في الحرية والعدالة والازدهار..
في هذه الذكرى نجدد التزامنا بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ونتطلع إلى مستقبل مشرق يحقق أماني وطموحات الشعب اليمني.. فالوحدة والتضامن هما مفتاح الانتصار والتغلب على التحديات التي تواجه اليمن..
ولنتذكر دائماً التاريخ والتضحيات التي قدمها أبناء اليمن من أجل بناء وطن قوي ومزدهر.. لنكن جميعاً رواد التغيير الإيجابي، ولنعمل معاً من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل لكل اليمنيين دون إقصاء أو تهميش، والاستقرار للوطن.. والشعب اليمني ينتظر الإصلاحات والسلام بفارغ الصبر والثبات والصمود..
يحيا الوطن.. ويحيا حزب الموتمر الشعبي العام.. وتحيا الجمهورية اليمنية.. وتحيا أمتنا العربية والإسلامية. |