أحمد الزبيري - مشاهد صعود قوات يمنية بحرية خاصة إلى السفينة "سونيون" اليونانية، ومشاهد انفجاراتها فيما بعد، كان بمثابة تجديد تأكيد المؤكد بأن الشعب اليمني وقواته المسلحة وقيادته السياسية والعسكرية في صنعاء لن تتوقف عن دعم ومساندة ونصرة الشعب الفلسطيني مهما كانت التحديات والظروف والتهديدات، وأن معركة فلسطين هي في الأساس دفاعٌ عن الأمة ومقدساتها، والتي يُعد أبناء فلسطين في غزة والضفة الغربية هم خط الدفاع الأول في هذه المعركة التي نؤمن يقيناً -مهما كانت التضحيات والدماء التي يسفكها الكيان الصهيوني ومعه أمريكا وكل مجرمي هذا العالم- بأن الصهاينة وكيانهم إلى زوال، وأن استعادة الأقصى وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر قريبة..
منذ ما يقارب العام يدرك العالم أن ما يقوم بهِ جيش الاحتلال بالشراكة مع أمريكا وحلفائها في أوروبا حرب إبادة ما كان لها أن تأخذ هذا الطابع الإجرامي المتوحش لولا موقف النظام العربي الرسمي الذي لم يتوقف عند الصمت والتواطؤ بل وحتى الشراكة في قتل أطفال ونساء الشعب الفلسطيني في غزة، وأنظمة التطبيع في المقدمة..
مأساة الشعب الفلسطيني كان عنوانها قيام النظام الدولي المتمثل بالأمم المتحدة ومجلس أمنها بشرعنة قيام الكيان الصيهوني، وسيكون عنوان سقوطه دماء أبناء فلسطين؛ وما بُنِيَ على باطل فهو باطل..
صواريخ اليمن وطائراته المُسيَّرة ضربت الصهاينة في فلسطين المحتلة؛ وعملياته البحرية لحصار هذا الكيان امتدت من البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي إلى البحر المتوسط، وهذا نابع عن وعي الشعب اليمني أن وجود هذا الكيان يرتبط بكل المصائب والكوارث والصراعات والحروب والفتن التي عانتها وتعانيها شعوب الأمة، ويدرك أن العدوان الذي تعرَّض له منذ عام 2015م وحتى اليوم كان حرباً أمريكية صهيونية بواجهات عربية أصبحت اليوم واضحةً في مواقفها والتي هي ضد الشعوب التي تحكمها، والصورة بعد طوفان الأقصى واضحة..
ما يقوم به اليمن في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني مشروع بالقوانين الدولية، لارتباطه بوقف الإبادة في غزة، وفي هذا السياق تأتي نظرة غالبية دول العالم مشروعة لهذه المواجهة مع هذا الكيان الغاصب ومع الأمريكي والبريطاني؛ وتُعد محاولة منع اليمن من الأمريكي بالقوة ضد القوانين الدولية، وتصريحات قيادات لدول وازنة في هذا العالم بأن ما تقوم به أمريكا وبريطانيا عدوان إرهابي على اليمن هو التفسير الصحيح، وهذا ما عبَّر عنه في أكثر من مناسبة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وكذلك المسئولين الصينيين وممثلي هذين البلدين في كل اجتماع لمجلس الأمن، ونحن ننتظر من قوى الخير أن ترتقي بمواقفها من مجرد المواقف الكلامية إلى أفعال تساعد الشعب الفلسطيني وكل الواقفين في وجه هذا التوحش بالمنطقة على ردع هذا الكيان وشركائه من الأمريكان والبريطانيين، خاصةً وأن الأهداف الجيوسياسية لحرب الإبادة في غزة لا تتوقف عند الشعب الفلسطيني ولا عند شعوب المنطقة، بل هي تمتد إلى المواجهة الأطلسية الروسية في أوكرانيا وإلى المخططات الأمريكية في بحر الصين، بل أحداث متشابكة ومشتبكة، وعن هذا يطول الحديث..
ومهما كانت جرائم الصهاينة ومهما كانت التحشيدات الأمريكية والمؤامرات من الأنظمة العربية المطبّعة والمنغمسة بالدم الفلسطيني فهي لا تزيد اليمن إلا إصراراً وتصعيداً في هذه المواجهة؛ والدماء المهدرة في حرب الإبادة في غزة تقرّب النصر، وبالمقابل تضخّم الثمن الذي سيدفعه هذا الكيان ومن يقف معه، ولا فرق بين عرب وأعراب وعجم. |