عبدالقادر بن عبدالله الصوفي* - "42" عاماً من إقرار الميثاق الوطني، وكان الحوار هو البلسم.. مضى من تاريخ اليمن الحديث اثنان وأربعون عاماً بدأت في 24 أغسطس 1982م بـانعقاد المؤتمر الشعبي العام لإقرار الميثاق الوطني الدليل النظري والعملي للمؤتمر الشعبي العام الذي يُعد أحد ابرز الأسس والركائز التي قام عليها؛ وقد اصطف حول المؤتمر أبرز رجالات وأقيال اليمن وعلى رأسهم المؤسس رحمة الله عليه الزعيم علي عبدالله صالح، وإلى جانبه الكثير من الهامات اليمنية أمثال القاضي عبدالكريم العرشي والأستاذ حسين عبدالله المقدمي والشيخ صادق بن أمين ابوراس واللواء يحيى المتوكل والأستاذ عبدالعزيز عبدالغني ويوسف الشحاري والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والدكتور عبدالكريم الارياني والشيخ أحمد علي المطري والدكتور أبو بكر القربي والدكتور أحمد الأصبحي والأستاذ محمد الخادم الوجيه والأستاذ عبدالسلام العنسي والشيخ عبدالحميد الحدي والمهندس أحمد الآنسي والقاضي محمد إسماعيل الحجي والقاضي محمد محمد المطاع والقاضي محمد إسماعيل العمراني والقاضي الجرافي وعبدالله ناصر الظرافي والدكتور حسن عبدالله العمري واللواء علي عبدالله السلال والأستاذ يحيى حسين العرشي، وغيرهم.. وقد سبق انعقاد المؤتمر إنزال استبيان للشعب في 1981م حول الميثاق الوطني، وكانت الغالبية من الشعب متفائلة به وبالمؤتمر، فـ (الرائد لا يكذب أهله)، وقد كان ولا يزال المؤتمر الشعبي صمام أمان الوطن والشعب، وأُنجزت كثير من المشاريع، أهمها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية والتي سبقها تحقيق الوحدة الوطنية، ورفع شعار "الوطن يتسع للجميع"، وفعلاً تحقق هذا الشعار الذي جسَّد تلاحم الشعب حول الميثاق الوطني وحول قيادة المؤتمر، وتم استخراج النفط وبناء الجيش على أسس وطنية؛ ودارت عجلة التنمية وتم شق الطرقات في المحافظات والمديريات؛ وكان للتعاونيات دور بارز في تحقيق التنمية وعلى رأسها آنذاك الشيخ صادق بن أمين أبو راس، وتم بناء المدارس والمستوصفات والمستشفيات وأُنشئت الجامعات في كل المحافظات تقريباً وانخرط شباب اليمن في كل الجامعات ولم يكن في اليمن غير جامعتين "جامعة صنعاء وجامعة عدن"، وأصبح عدد الجامعات تقريباً بعدد المحافظات حتى أصبح عدد الملتحقين في الجامعات بمئات الآلاف.. ولأن المؤتمر الشعبي العام من الشعب وإليه حتى ميثاقه الوطني تم صياغته من قِبَل الشعب ومفكريه الأفذاذ، ولم يستمد أو يستقدم فكرته من الخارج أو يستعيرها أو يقتبسها من أي حزب، لذا فالمؤتمر يمني الهوى والهوية والمنبت والتربة.. وما أحوجنا اليوم للعودة إلى الميثاق الوطني وتطبيقه للملمة الصف اليمني وتوحيد الجهود الوطنية لعودة اليمن الكبير والابتعاد عن المشاريع الخارجية الهادفة إلى تقسيم وتفتيت اليمن إلى كنتونات مندثرة ومتناحرة تقوم على العنصرية المناطقية المقيتة التى تم طَيّها بالوحدة اليمنية الخالدة..
أدعو الجميع إلى قراءة الميثاق الوطني لعودة اليمن الكبير، وبإذن الله سيظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. حفظ الله اليمن وأهله، وحفظ الله المؤتمر وقياداته.. الله، ثم الوطن، الثورة، الوحدة.. تحيا الجمهورية اليمنية.
*عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
|