عبدالقادر مأمون الشاذلي - سيبقى الرابع والعشرون من أغسطس 1982م يوماً خالداً في تأريخ الأمة اليمنية حيث كان فيه التأسيس العظيم والميلاد الكبير لأهم منجزٍ في تأريخ العمل السياسي اليمني، نتج عن حوار وطني شاركت فيه مختلف القوى السياسية والفئات الاجتماعية وذوو الكفاءات، فكان ميلاد حزبنا الرائد المؤتمر الشعبي العام، ترافق هذا الميلاد المبارك بميلاد ديمقراطية حقيقية كانت ولا تزال تمثل أهم الركائز التي انتهجها المؤتمر في خطابه السياسي المعبّر عن طموحات وآمال كل اليمنيين والمجسّد للوسطية والاعتدال وعنواناً لتعزيز الوحدة الوطنية الشاملة..
إثنان وأربعون عاماً مضت ولا تزال ذكرى التأسيس تعيش حية في أوساط كل المؤتمريين في الداخل والخارج ونعيشها بمظاهر احتفاليةٍ تليق بحجم ومكانة هذا التنظيم تقديراً لعظمة إنجازاته التي تحققت على امتداد مسيرته الوطنية الخالدة؛ فيما عجزت حينذاك المعارضة السياسية والقوى التقليدية عن مجاراته ديمقراطياً وتنموياً وشعبياً..
بالرغم من التحديات الكبيرة التي تعرض لها المؤتمر الشعبي العام، والاهتزازت العنيفة التي كادت تفقده توازنه إلاّ أنه تمكن وبإرادةٍ صلبةٍ وعزيمةٍ قوية من تجاوز تلك التحديات والصمود والثبات في وجه كل المؤامرات التي كانت تُحاك ضده داخلياً وخارجياً بقصد تمزيقه وإضعافه ووضع العراقيل للحيلولة دون مواصلة مسيرته التنموية وعدم استساغتها حينذاك لوسطيته واعتدال نهجه،
رغم كل تلك التحديات والمؤامرات التي أحاطت به استطاع أن يظل متوازناً وثابتاً مستنداً على قاعدته الشعبية الصلبة وجماهيريته الممتدة على طول وعرض الساحة اليمنية، ولن يتوقف عن الاستمرار في أداء واجبه ودوره الوطني، ولن يتخلى أيضاً عن مسؤولياته الوطنية والوقوف إلى جانب الشعب ومعاناته وإلى جانب الدفاع عن الثوابت الوطنية المكتسَبة المتمثّلة بالجمهورية، الوحدة، الديمقراطية،
ولأن المؤتمر ليس حزباً فحسب بل ضرورة وطنية ومطلباً جماهيرياً، فإن معظم الجماهير اليمنية تراهن عليه اليوم وعلى قدرته في الإسهام بخبرته وتجربته الوطنية في الخروج من الوضع الراهن الذي يتعرض فيه الوطن لأكبر محنة في تأريخه الحديث،
كان ولا يزال المؤتمر الشعبي محل ثقة الجماهير اليمنية وثقة الإقليم وكذلك محل ثقة المجتمع الدولي الذي أصبح في الآونة الأخيرة أكثر فهماً من أي وقت مضى بأهمية ومكانة المؤتمر وثقله الجماهيري واتزان مواقفه على المستوى الوطني والإقليمي ما جعله الطرف الأهم الذي يعول عليه في المرحلة القادمة وعلى دوره الفاعل في الإسهام لوقف الحرب واستعادة السلام والاستقرار في اليمن وطيّ صفحة الصراع الحالي..
وفِي مواجهة ذلك ينبغي على المؤتمر بما يمتلكه من إمكانياتٍ ماديةٍ ومعنويةٍ وقياداتٍ مؤهلة؛ ينبغي عليه إعادة ترتيب أوراقه بمزيد من التماسك وتوحيد الصف، وتسخير كل الطاقات من أجل استعادة دوره القيادي ومكانته السياسية والشعبية والتنسيق مع كل القوى التي يلتقي معها على الأهداف على قاعدة المشاركة في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وإنقاذ الوطن من خلال مصالحة وطنية مع كافة الأطراف السياسية على نحوٍ جاد يفضي إلى إلغاء هيمنة طرفٍ على طرفٍ آخر والاحتكام إلى الدستور والقانون اللذين يكفلان للجميع المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات..
ختاماً وبهذه المناسبة المباركة أتوجه بخالص التهاني إلى القيادة العليا للمؤتمر الشعبي العام وإلى جميع أعضائه وكوادره في الداخل والخارج..
كل عام والوطن والجميع بخير .
*رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام _ المملكة المتحدة |