أحمد طارش خرصان - زرت العزيز الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- في منزله في الحوري قبل فترة قريبة رفقة الأعزاء الشيخ عقيل فاضل والشيخ أمين آل قاسم والأستاذ عبدالكريم السماوي والشيخ بكيل القحفة..
تمكنت خلال اللقاء من الاقتراب من رجل وضعته الأقدار في مرمى تكوين سياسي وجد نفسه وقد خسر كل شيء..
كل شيء حتى أولئك الذين أثبتوا أنهم ليسوا غير لحظة تم اقتناصها عبر كاميرا عابرة إلى جانب الرئيس الماضي صالح رحمه الله، وعادوا إلى أحضان المراوغات بأجساد وهياكل متعافية، لكن بحضور وتواجد متضررين ومتخمين بمبررات وتفسيرات لم تعد قادرة على إعطائهم دوراً يرمم هشاشة ما هم عليه، أو يعيد بناء ما بعثره تأرجحهم وتشظّيهم المسيئ لذواتهم - فقط - دون غيرها..
في ذكراه السنوية يواصل المؤتمر استرداد حضوره الشعبي، واستعادة تماسكه واستقراره التنظيمي ولو بنسب ضئيلة، متكئاً على الانتكاسات التي طالت الشارع السياسي وانعكاساتها على حياة المواطنين، وعلى نحوٍ يدفع بنا للجزم بأهمية تعافي المؤتمر الشعبي العام كحزب عابر للعنصرية.. الطائفية.. المذهبية.. والقليل من المناطقية المقززة وتفاصيل أخرى، لم يعد من اللائق تناولها وقد استحال الوطن برمته إلى جغرافيا مكتظة بالقهر.. الظلم.. الجوع وموجة من التجهيل، باتت العنوان لزمن وحقبة لم تكن مخيلتنا - يومها - لتستبين ملامحها، قبل أن تعلن حناجرنا وتهتف بإسقاط النظام، لينتهي بنا المطاف جميعاً وقد علقنا في شراك الوهم، بعدما أعملنا فؤوس الحلم في جذع الوطن، ليقف الفرقاء والحلفاء على حافة المنافي وعواصمها دون ملاذات أو عزاءات قد تخفف عن كاهلهم - ونحن - وطأة العار..
يحضر المؤتمر الشعبي العام اليوم، وتحضر معه سنين الحكم وتسيُّده المشهد السياسي، وصولاً إلى الغياب الذي جرنا معه إلى سراديب التشظّي والشتات، لنتجرع معاً ويلات إضاعة ما كنا صنعناه، وأشعرنا بمدى أهمية تعافي المؤتمر كشرط لا بد منه لاستعادة الحياة السياسية وعلى نحوٍ قفز باللحظات التي تسربت إلى واجهة الفجيعة، مذكّرةً إيانا بفداحة وحجم ما خسرناه عند أن ظننا أن قطار الحياة سيقلنا إلى المدينة الفاضلة فيما لو أسقطنا النظام وغاب المؤتمر الشعبي عن المشهد السياسي..
ذلك المشهد الذي لم يحرمنا من التظاهر ضد النظام الحاكم حينها، والنيل من قياداته ورموزه، والذهاب عقب ذلك لاستلام الراتب الشهري، دون مخاوف من أن تتلقفنا المعتقلات وأجهزة القمع..
نحتاج للمؤتمر الشعبي العام وندرك تداعيات تعافيه، وهو ما يحتّم علينا تعزيز تماسكه ومساندة خطواته للملمة المتشظّي والمتداعي في هيكله التنظيمي.. كحزب وسطي، منحته الحظوظ الفرصة لغسل مساوئه بمجانية مفرطة وبطرق وأساليب لم تكن في الحسبان..
تهانينا للمؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه الـ 42 وقيادته في عواصم المحافظات وجميع أعضائه وأنصاره في الجغرافيا اليمنية.. وأمنياتنا لهم تجاوز الانتكاسات والانكسارات..
فالخيول الأصيلة لا تلتفت للكبوات والعثرات.
|