محمد جغمان - ثمانية عشر شهراً هي مدة العقوبة التي حكم بها القضاء الجزائري على الشباب اليمنيين الأربعة المعتقلين منذ ثمانية أشهر بوهران الجزائر ، تهمتهم الوحيدة أنهم عبروا الأرض الجزائرية متجهين إلى أوروبا بغرض الهجرة إلى هناك للبحث عن فرص عيش أفضل ودخل مالي يمكّنهم من توفير متطلبات العيش الكريم لهم ولأسرهم..
حكم ظالم يخالف المبادئ والمُثُل التي تتشدق بها السلطات الجزائرية وتعلنها للعالم مثل القومية العربية والدين الإسلامي وحقوق الإنسان والاعتزاز بالأصول اليمنية للشعب الجزائري..
لا شك أن هناك فرقاً بين الشعب الجزائري والسلطة الجزائرية
فالشعب الجزائري شعب وفيٌّ لأمته العربية، ولدينه، شعب يناصر كل قضايا أمته العربية ويتفاعل معها بصدق وبإخلاص لا يرضى أن يُهان عربي أو أن يُسلب حق عربي، فتراه في مقدمة الصفوف لمناصرة القضية الفلسطينية مدافعاً عنها، مستعداً للتضحية من أجلها وهو كذلك مع كل قضايا أمته؛
في حين أن السلطة في الجزائر لا تحمل قِيَم الشعب ومبادئه بل تسعى لإثبات ولائها لأسيادها الاوروبيين مقدّمةً نفسها كحارس أمين لحدود أوروبا من أي محاولة للهجرة من أراضيها، مستغلةً كل فرصة تسنح لها لتقدم الدليل تلو الآخر على بشاعتها وظلمها وجبروتها في كل محاولة للهجرة إلى أوروبا عبر أراضيها وسواحلها، ضاربةً عرض الحائط بأي معايير أو صلات عروبية أو دينية أو أخلاقية أو دواعٍ إنسانية واقتصادية في تعاملها مع ضحايا الهجرة من أراضيها، المهم أن تظهر أمام الحكام الاوروبيين بثوب الحارس الأمين على أراضيهم من كل مهاجر أو متسلل إلى بلدانهم، وأنها النسق الدفاعي الأول الخادم لهم..
هذه هي الجزائر أيها اليمنيون التي تضحّي بعام ونصف من عمر أربعة من شبابكم في سجونها لتثبت لأوروبا أنها مَلَكِية أكثر من الملك؛ فتقدم هذه الفترة من سجنهم قربان ولاء وطاعة لأسيادها..
السلطات الجزائرية بهذا الظلم لشبابنا الأربعة تزرع في نفوسنا بذور الكراهية والنقمة لكل ماهو جزائري؛ وتحاول دفعنا للحقد على كل ما يمت للجزائر بصلة..
لكننا نعود لنؤكد أننا لا نزال نحترم الشعب الجزائري الشقيق ونقدّر مواقفه القومية والإسلامية الإيجابية؛ وندعوه لأن يمنع سلطة بلده عن استهداف إخوانه العرب (في أرضه) لخدمة الأوروبيين.. ونرجو أن تلقى دعوتنا هذه تفاعلاً واستجابةً من كل إخواننا الجزائريين الأحرار.
|