أحمد صالح العباهي - الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) كانت ابرز حدث بالقرن العشرين بمنطقة شبه الجزيرة العربية
وكان لحراكها الثوري تأثير بالغ في مجريات الأحداث في هذه المنطقة؛ بل ويرى مراقبون أن القضاء على النظامين الإمامي والاستعماري ساعد على ثكوين مشهد جديد كان له الأثر البالغ في تحفيز روح الاستقلال لدى بقية مناطق الجزيرة العربية كبروز دول جديدة، مثَّل قيامها إضافة جديدة لزخم الاستقلال العربي من الاستعمار ومخلفاته..
وهذا لا ريب يدحض تماماً تلك الأقاويل التي يحاول الاستعمار الجديد عبر قنواته السياسية والإعلامية وكافة تأثيرات تدخلاته الناعمة تصوير هذه الثورة اليمنية كعدو لدول المنطقة وتهديد مباشر لكياناتها، وهو الأمر الذي وجد للأسف الشديد من تأثر بهذه الادعاءات وبصورة أثرت نوعاً ما في مسار علاقات الدولة اليمنية مع جيرانها، كون الدولة اليمنية تتمتع بنظام جمهوري في مواجهة أنظمة ملكية..
ولا شك أن الأيام والسنين التي مرت خلال 62 عاماً من مسيرة الثورة قد أفرزت حقائق دامغة دحضت بقوة هذه الادعاءات بل وأكدت الدولة اليمنية أنها عامل أمن واستقرار لدول المنطقة؛ وتعزَّز هذا الأمر بصورة أكبر مع قيام الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م..
حيث أكدت كل المعطيات والمؤشرات أن الثورة اليمنية ومكسبها الكبير المتمثل بالوحدة مثَّل القاعدة القوية والصلبة للاستقرار والأمن بمنطقتنا، وهو أمر سيتعزز أعظم وأعظم مع المزيد من التوجهات الجادة والفاعلة باتجاه إدماج اليمن في منظومة مجلس التعاون الخليجي وهو الدمج الذي سيمثل فتحاً جديداً وكبيراً في مسار العلاقات القائمة على التعاون والتكامل الاقتصادي والسياسي..
ولاريب أن التطورات الأخيرة التي تشهدها بلادنا بفعل الأزمة الراهنة وما أحدثته من تداعيات خطيرة نجدها قد دفعت بكل مراكز البحوث والدراسات والنقاد السياسيين بالإضافة إلى القنوات السياسية سواء بدول المنطقة أو مجلس التعاون إلى التحذير من مخاطر انزلاق اليمن إلى أتون صراع أفظع قد ينعكس بصورة قوية على واقع الأمن والاستقرار بل ودخول منطقتنا طوراً جديداً من حالة اللااستقرار؛
وهو الامر الذي نجده اليوم يمثّل دافعاً مهماً لكل الجهود الرامية لإخراج اليمن من أتون الصراع الراهن والعمل على إدخالها في المنظومة الخليجية -مجلس التعاون- كعلاج ناجع للأزمة اليمنية وحاجة المنطقه للأمن والاستقرار الذي يستحيل عليها تحقيقه في ظل وجود يمن بموقعه الاستراتيجي الأكثر حساسية إن تحقق الأمن والتنمية..
وخلاصةً.. هاهي الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) تؤكد بإنجازها الوحدوي أنها أبرز عوامل صمام الأمن بالمنطقة، وذلك مؤشر مهم ولافت يجعلنا على المستوى القريب ندرك تماماً تعاظم التعاون والتكامل والتكافل بين بلادنا وجميع جيرانها بدول شبه الجزيرة العربية وفي إطار رؤية أكثر عمقاً بمتطلبات منطقتنا بل ومتطلبات الأمن القومي العربي عموماً..
وكل عام ووطننا يواصل بعنفوانه الحضاري مسيرة ثورته الرائدة. |