|
|
|
د. عبدالعزيز الشعيبي - أدت ثورة 26 سبتمبر 1962م إلى إسقاط النظام الملكي وإعلان الجمهورية العربية اليمنية، وتغيرت الظروف السياسية والاجتماعية في اليمن بشكل كبير بعد ذلك، وتأثر المجتمع اليمني بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تلت الثورة..
قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في الجمهورية العربية اليمنية كان لها أهمية كبيرة وتأثير عميق على اليمن والمنطقة.. وهذه بعض من دواعي أهمية قيام الثورة:
1. إسقاط النظام الملكي: أهم إنجاز لثورة 26 سبتمبر كان إسقاط النظام الملكي في اليمن وإعلان الجمهورية العربية اليمنية، هذه الثورة التي قامت بإنهاء الحكم الملكي وإقامة نظام جمهوري جديد، مما أدى إلى تغيير كبير في هيكلة الحكم والسلطة في البلاد، ولم يعد الفرد والحاكم المطلق الذي يستطيع أن يتصرف في كل شؤون البلاد بإرادته فقط بل أصبح الأمر حكماً شوروياً تتوزع السلطة فيه إلى ثلاث؛ كل سلطة مستقلة استقلالاً كاملاً عن السلطة الأخرى مع وجود التداخل أو التكامل الذي يفضي إذا شراكة حقيقية بين السلطات المختلفة فيما يخدم مصالح الشعب اليمني..
2. تحقيق الوحدة الداخلية للشعب اليمني: ذلك أن الأمر كان قبل قيام ثورة 26 سبتمبر المجيدة عبارة عن تقسيمات فئوية وطائفية في إطار الشعب اليمني الواحد؛ وقد هدفت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة إلى إزالة الفوارق بين الطبقات ونبذ التعصب الأعمى للطائفة أو للقبيلة أو للطبقة التي تنتمي إليها بعض الفئات في المجتمع، ولقد ساعد هذا الهدف الكبير في إزالة الفوارق المصطنَعة بين عناصر المجتمع اليمني وإزالة كثير من الصعوبات والتحديات التي كانت تقف دائماً في وجه تحقيق الوحدة اليمنية..
3. تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي: جاءت الثورة بوعود لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي في اليمن، وتم تنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية هدفت إلى تحسين ظروف الحياة للمواطنين، مثل تحسين النظام التعليمي وتوفير فرص العمل وتوزيع الثروة بشكل أكثر عدالة.
ا. زيادة عدد المدارس : سواء أكانت الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية وقد تم إنشاء وافتتاح الكثير من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في اليمن لتوفير فرص التعليم الأساسي بصورة ملحوظة ويمكن في هذا الصدد أن نقارن بينما هو موجود في اليمن من مدارس بمثيلاتها في الدول العربية ذلك على الرغم من الإمكانيات المتواضعة التي تمتلكها الجمهورية اليمنية..
ب. إنشاء مدارس في المناطق النائية: تم توسيع شبكة المدارس في المناطق النائية والمهمشة في اليمن لتوفير فرص التعليم للطلاب الذين يعيشون في هذه المناطق، هذه الجهود تهدف إلى تقليل الفجوة التعليمية بين المناطق الحضرية والريفية.
ج. انشاء الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا: تمت زيادة عدد الجامعات والمعاهد العليا في اليمن لتلبية احتياجات الشباب المتعلمين وتوفير فرص التعليم العالي وتم توسيع القدرات الجامعية في مجالات مختلفة مثل الطب، الهندسة، العلوم، والإدارة من التخصصات المختلفة..
على الرغم من تلك الجهود الكبيرة، فإن التحديات التي تعترض مسار التعليم لا تزال كبيره وتؤثر على قطاع التعليم في اليمن كما أن العدوان الغاشم على الجمهورية اليمنية قد فتك بالبنية التحتية للتعليم وأصابها بمقتل لإدراكه القيمة الحقيقية لموضوع التعليم وأنه اذا ما بقي صلباً وقوياً فإنه يمكن إصلاح ما دونه اما بتخريب التعليم فإنه أي العدوان سيتمكن من هدم كل شيء، إلا أنه ولله الحمد -وإنْ فتك العدوان بالبنية التحتية للتعليم- إلا أن البنية البشرية مازالت قوية وقادرة، وإنْ كان هناك نقص في التمويل ونقص في الكوادر التعليمية المؤهلة لبعض التخصصات، ويتطلب لتحسين التعليم في اليمن مزيدًا من الاستثمار والجهود المستمرة لتوفير فرص التعليم المجودة للجميع في البلاد.
4. التأثير على الساحة الإقليمية: قيام ثورة 26 سبتمبر له تأثير كبير على الساحة الإقليمية في المنطقه، وتحولت الجمهورية العربية اليمنية إلى لاعب رئيسي في الشؤون الإقليمية والعربية، وشكلت تحالفات مع دول أخرى ولعبت دورًا في القضايا الإقليمية والعربية.
ولمقارنة طبيعة الحياة بين الوضع قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م والوضع بعدها في الجمهورية العربية اليمنية، يمكن إجمال بعض النقاط الرئيسية الآتية :
1. النظام السياسي: قبل الثورة، كان اليمن تحت نظام حكم تسلطي كهنوتي فاسد مطبق على الشعب الخناق ومستبد برأيه ومايراه هو اي الحاكم فهو الحق وما دونه هو الضلال.. وبعد قيام الثورة اليمنيةالمباركه، تم إسقاط النظام الملكي وإعلان الجمهورية، حيث أصبح اليمن نظاماً جمهورياً يتم فيه انتخاب رئيس الجمهورية.
2. الهيكل الاجتماعي: قبل الثورة، كانت العشائر تلعب دوراٍ مهماً في الهيكل الاجتماعي والسياسي في اليمن، وبعد الثورة، تم التركيز على بناء هيكل اجتماعي جديد يركز على المواطنة والمساواة الاجتماعية وتقليل دور العشائر في الحياة السياسية.
3. التعليم والصحة: لم يكن هناك أي تعليم يُذكر ولا صحة يُعتمد عليها، أما بعد الثورة فقد تم التركيز على تحسين نظام التعليم وتوفير فرص التعليم لكل المواطنين، وتم أيضاً تحسين الرعاية الصحية وتوفير المرافق المتعلقة بالصحة للمواطنين في مختلف المناطق.
4. الاقتصاد: عند الحديث عن الموضوع الاقتصادي؛ فكما يقال حدّث ولا حرج اذا لم يكن هناك من شيء يُعتد به في المجال الاقتصادي.. أما بعد الثورة، فقد تم التركيز على تنمية الاقتصاد وتحسين ظروف الحياة الاقتصادية للمواطنين، وتم تنفيذ إصلاحات اقتصادية كبيره وتشجيع الاستثمار وتطوير الصناعات المحلية وتوفير فرص العمل.
5. العلاقات الخارجية: كانت اليمن قبل الثورة دولة معزولة تماما عن العالم الخارجي ولم يكن يسمح للعلاقات الدولية بالتوسع، حتى أن من كان يريد أن يدخل البلاد كان عليه أخْذ الأذن من الإمام مباشره، وبعد الثورة، تغيرت العلاقات الخارجية لليمن وأصبحت أكثر تعاونًا وتواصلاً مع الدول العربية والعالمية، وتم توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع الدول الأخرى.
التحديات التي واجهت الثورة:
ثورة 26 سبتمبر 1962م في الجمهورية العربية اليمنية واجهت عدة تحديات خلال فترة تأسيسها وبعدها، ونذكر بعض التحديات الرئيسية التي واجهت الثورة:
1. المقاومة الملكية: شهدت الفترة اللاحقة للثورة اليمنيه 26 سبتمبر 1962م حرب بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين الموالين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970م). وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية. بدأت الحرب عقب الثوره مباشره بقيادة المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك..
تلقَّى الإمام البدر وأنصاره الدعم من السعودية والأردن وبريطانيا وإسرائيل، وتلقّى الجمهوريين الدعم من مصر بقيادة جمال عبدالناصر.. وقد جرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية..
أرسل جمال عبدالناصر ما يقارب 70,000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدودة واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967م وأدرك جمال صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن..
انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكّهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968م؛ وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..
يشير المؤرخون العسكريون المصريون إلى الحرب في اليمن على أنها «فيتنام مصر» (في إشارة إلى تشابه وضع مصر في حرب اليمن مع الولايات المتحدة في حرب فيتنام)..
تعرض خلالها الجيش المصري للاستنزاف الكبير نظراً لشراسة المقاومة وللدعم الدولي للجانب الملكي
2. الانقسامات السياسية والاجتماعية: واجهت الثورة تحديات في تجاوز الانقسامات السياسية والاجتماعية الموجودة في اليمن، والتي شكلت اختلافات في الرؤى والأجندات بين القوى الثورية المختلفة، وكذلك الخلافات الاجتماعية التي أثرت على مسيرة الثورة.
3. التحديات الاقتصادية: واجهت الثورة صعوبات في تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين ظروف الحياة الاقتصادية للمواطنين، وكانت هناك تحديات كبيرة في توفير فرص العمل وتحسين البنية التحتية وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة.
4. التدخل الخارجي: تعرضت الثورة للتدخل الخارجي من قبل الدول المجاورة والقوى الإقليمية والدولية، تلك التدخلات شملت العسكرية والسياسية وغيرها من قبل الدول العربية المجاورة والقوى الإقليمية في الصراع الداخلي في اليمن، مما زاد من تعقيد الوضع وصعوبة تحقيق الاستقرار.
5. الصراعات الإقليمية: واجهت الثورة ايضا تحديات ناجمة عن الصراعات الإقليمية في المنطقه العربيه، كانت تلك الصراعات والتوترات بين القوى الإقليمية المتنافسة، والتي تأثرت بها اليمن واثرت على مجمل الحياة السياسيه والاجتماعية والاقتصادية.
هذه التحديات تعكس الصعوبات التي واجهتها الثورة في البداية وخلال فترة تأسيسها، ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الثورة تمكنت من تحقيق النجاحات وتجاوز هذه التحديات فيما بعد، ولكنها استمرت في مواجهة تحديات أخرى خلال العقود التالية..
ونجحت الثوره بالتدريج في التغلب على بعض التحديات والصعاب التي واجهتها من خلال عدة عوامل واستراتيجيات، وهذه بعض النقاط التي ساهمت في فهم كيفية تجاوز الثورة للتحديات:
1. الدعم الشعبي: حظيت الثورة بدعم شعبي واسع من قِبَل عناصر المجتمع اليمني المختلفة وشرائحه وطبقاته (الطبقات الفقيرة والغنية والعمال والفلاحين والشباب والنساء والتصنيفات التي كان الإمام يراها عليها)الذين يعانون من الظلم والفقر والاستغلال والتعسف، وكان للتضحيات التي قدمها الشعب دور كبير في تعزيز الصمود والثبات للثورة.
2. القيادة الثورية: تواجدت قيادات ثورية قوية ومتحمسة لتحقيق التغيير والتحرر، وكان لديها رؤية واضحة واستراتيجية لتحقيق أهداف الثورة، قادة مثل عبدالله السلال وغيره من رفاق السلاح وقيادات أخرى لعبت دورًا مهمًا في توجيه الثورة وتحقيق نجاحاتها.
3. الوحدة الوطنية: تمكنت الثورة من الوحدة الوطنية بين مختلف الأطياف السياسية والقبلية والاجتماعية، وتم التركيز على قضايا وطنية مشتركة والتحرك بعيدًا عن الانقسامات الداخلية لتحقيق أهداف الثورة.
4. الدبلوماسية والتحالفات: تمكنت الثورة من بناء تحالفات وعلاقات دبلوماسية مع دول أخرى ومنظمات إقليمية ودولية، واستفادت الثورة من هذه العلاقات والدعم الخارجي لتعزيز القدرات الاقتصادية والعسكرية ، مما ساهم في تعزيز موقفها ومقاومتها للتحديات.
5. الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية: قامت الثورة بتنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية هدفت إلى تحسين ظروف الحياة للمواطنين، وتوفير كل الخدمات اللازمه للمواطنين من تعليم ورعاية صحية وفرص العمل وتحسين البنية التحتية والحد من الفقر والاستغلال.
6. الصمود والمثابرة: رغم التحديات والمصاعب، بقيت الثورة قوية وصامدة، واستمرت في مواجهة التحديات والعمل على تحقيق أهدافها بالرغم من الصعوبات والاشكاليات التي كانت دائما تقف في طريقها .
هذه العوامل والاستراتيجيات المذكورة ساهمت في تجاوز الثورة للتحديات والصعاب التي واجهتها. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الثورة لم تتغلب تمامًا على جميع التحديات، وأنها استمرت في مواجهة صعوبات إضافية خلال السنوات التالية.
وعلى الرغم من مرور الوقت منذ ثورة 26 سبتمبر، إلا أنه لا يزال هناك تحديات وصعاب تواجه العملية السياسية والاقتصادية في اليمن، وهذه بعض التحديات الرئيسية التي ما زالت تؤثر على الثورة:
1. الصراع الداخلي والانقسامات السياسية: يعاني اليمن من صراع داخلي مستمر بين الأطراف المختلفة كالانقسامات السياسية والفصائل المسلحة التي تؤثر سلبًا على الاستقرار السياسي وتعيق تحقيق التقدم.
2. الأزمة الإنسانية: كذلك يعاني اليمن من أزمة إنسانية خانقة، بفعل العدوان الغاشم على اليمن، حيث يعيش الكثير من السكان في فقر مدقع ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والرعاية الصحية، وتتسبب الأزمة الإنسانية في معاناة جماعية وتعيق جهود التنمية والاستقرار.
3. التدخلات الخارجية: يشهد اليمن تدخلات خارجية من قبل دول إقليمية وعالمية، مما يزيد من تعقيد الصراع ويعطل الجهود الوطنية للحل السياسي.
4. الإرهاب والتطرف: واجه اليمن تحديات أمنية من تنظيمات إرهابية ومتطرفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهذا بل شك اثر على الاستقرار الأمني وعرقل عملية البناء الوطني.
5. النزاعات القبلية: التوترات والصراعات القبلية لا تزال تشكل تحديًا للثورة والاستقرار في اليمن وتتسبب الصراعات القبلية في التأثير على السلطة المركزية وتعيق عملية التوحيد والتنمية.
6. الفقر والبطالة: يعاني اليمن من مستويات عالية من البطالة والفقر، ومما لا شك فيه أن تفشي الفقر وعدم توفر فرص العمل المناسبة يعيق تحسين ظروف الحياة ويعزز عدم الاستقرار.
7. استمرار العدوان على اليمن:
والذي يمكن تلخيصه بما يلي:
– الإغارة بما يقرُبُ من مليون صاروخ ذات القدرات التدميرية الواسعة في معظمها.
– لم يستثنِ العدوانُ أحداً لا منزلاً ولا طريقاً ولا مسجداً ولا مدرسة ولا مستشفى أَو مركزاً صحياً أَو فندقاً أَو متجراً أَو صالة أعراس أَو صالة مواساة ولا وادياً ولا جبلاً إلا استهدفته نيرانُ هذا العدوان.
– أَدَّى تدمير البنية التحتية في اليمن إلى إضافةِ مشاقَّ وصعوباتٍ في الحياة إلى الصعوبات الموجودة، وهو ما فاقم من شدةِ الأزمة الإنسانية والحياتية لكل أبناء الشعب اليمني.
– وما يعزز الاعتقاد بأن من يسندُ هذا التحالف ومن ورائه هو الاستخدامُ المفرطُ لهذه القوة من قبل التحالف هي الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أن كثيراً من الصواريخ والمقذوفات كانت في بعضها تقتربُ من قدرة القنابل النووية، وفي الأُخرى اتّسمت بقوة تدميرية هائلة محرمة دولياً، وما هو أكثر من ذلك أننا نرى ونلاحظ كثيراً من الأمراض التي بدأت تنتشرُ على نطاق واسع في اليمن بفعل هذه الصواريخ، الأمر الذي يجعلنا نعتقد أنها محملة بأسلحة بيولوجية.
– استمرار هذا العدوان لما يقرب خمس سنوات حتى الآن مع حصار بري وبحري وجوي استهدف كُـلّ أنواع الحياة على الأرض اليمنية.
– فتح العديد من جبهات القتال الممتدة على الأرض اليمنية لمزيدٍ من استنزاف العنصر البشري ولكل مقومات الحياة الطبيعية.
هذه التحديات تعكس الصعوبات المستمرة التي تواجه الثورة والعملية السياسية في اليمن، ويتطلب تجاوز هذه التحديات تعاونًا وجهودًا مستمرة من قبل لأطراف اليمنية المختلفة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|