مطهر الأشموري - قبل العدوان على اليمن من قِبَل النظام السعودي شخَّصت المشكلة وفي تليفزيون قناة اليمن "صنعاء" بأنها في إصرار النظام السعودي على استمرار وصايته على اليمن فيما الشعب اليمني لم يعد يقبل استمرار هذه الوصاية وبأي سقف..
هذا دفع إلى تساؤل عن بديل أو مخرج فقلت البديل أن تضم السعودية اليمن إلى ملكها ومملكتها.. وشخصياً أعلن قبولي لأن العبودية المباشرة بمستوى التعامل مع الشعب الذي يُسمى السعودي باتت كاستعباد وعبودية أفضل وأرحم من عبودية الوصاية المفروضة على اليمن..
أقولها وأكررها اليوم إنه إما كامل السيادة والاستقلالية لليمن أو إن نقبل بعبودية واستعباد بمستوى مايسمى الشعب السعودي..
وفي حالة الضم فلا يحتاج لتوصيف مجوس أو صفوية أو "الحاكم الإيراني" أو غيره..
مادام النظام السعودي لا يريد من الحرب أو السلام ولا من المفاوضات والاتفاقات غير تكريس واستمرار وصايته فإنه لاجدوى من المفاوضات الداخلية لأن الاصطفاف الآخر مسعود ومؤمرك بل ومصهين ولن يسير إلا في تنفيذ أوامر وتعليمات النظام السعودي وبالحرف..
لكل ذلك فإنه لامعنى لكل تفاوض وكل مفاوضات ولأي اتفاقات أكانت داخلياً مع المرتزقة وحتى خارجياً ومع النظام السعودي..
أمامنا فقط أحد خيارين إما مواجهة النظام السعودي وانتزاع كامل السيادة والاستقلالية وبالقوة، أو نتفاوض مع هذا النظام لضمّنا لما يُسمى شعب المملكة وسنقبل بكل الحقوق والواجبات كما الشعب "المُسَعوَد"..
عندما أتابع القوميين واليساريين الذين أمضوا حياتهم في النضال ضد الرجعية والإمبريالية وقد بات أسوأ وأكثر ارتزاقاً وعمالة للسعودية "النظام"، فذلك يعني أن هذه النخبوية السياسية باتت مع الوصاية السعودية كمظلة لارتزاقها، فلماذا لانفكر في نقله من استمرار الارتزاق والعمالة إلى أرزاق لكل ولعامة الشعب اليمني بالدمج أو الإلحاق أو سموهم ما شئتم..
إذا العمالة والإرتزاق تحت مظلة الوصاية هي أفضلية نخبوية فالأرزاق للعامة هي الشرعية والمشروعية الأقوى..
بذلك سينتهي العنوان الذي يستعمله النظام السعودي وعملاؤه ومرتزقته القدامى والمجددون وهو وهم وأكذوبة "الوصاية الإيرانية"..
إذا كان لا بديل عن استمرارية وصاية النظام السعودي فالأفضل للعوام وعامة الشعب اليمني إدماجنا وإلحاقنا بالنظام السعودي ويتعامل معنا كما مع الشعب "المسعود" دون فتح مراتب وتعددية للعبوديات من قبل النظام السعودي..
الفكرة بالتأكيد تقدم جنوناً ولكن واقعية الجنون ربما تصبح أفضل من واقعية الوصاية والعمالة والارتزاق، وبالتالي فالتفاوض لايكون مع عبيد ومستعبدين من الدرجة العاشرة، وإذا أصبح هذا هو الأمر الواقع فالأفصل أن نتفاوض مع سيد العبيد وهذا سيحقق النقلة من عبودية الارتزاق إلى عبودية "الأرزاق"، فهل سيقبل النظام السعودي على أن نفاوضه لضمنا إلى ملكوته ومملكته؟..
في احتفالات أعياد الوحدة بالمكلا طرح الرئيس السابق علي عبدالله صالح شيئاً من هذا على سعود الفيصل ممازحاً حين قال مارأيك في توحيد المملكة والتوحيد يعني في الدمج..
أجاب الفيصل: "نتوحد وبعدين ستقول إحنا انفصاليين وتسيطر على النظام"..
هذا يؤكد ـ وإنْ كان مزاحاً ـ أن النظام السعودي لا يقبل حتى إدماجنا في ملكوته ومملكته والوصاية هي خياره الإستراتيجي تجاه اليمن..
ولأنه لا توجد وصاية إيرانية "البتة" فإننا نقول لما تُسمى أطرافاً داخلية: فلنرفض الوصاية الإيرانية والسعودية معاً ونتوحد كيمنيين تحت سقف كامل السيادة والاستقلالية..
سيرفضون لأن دورهم تنفيذ إرادة سيدهم النظام السعودي مقابل الارتزاق الذي أوصل أرصدتهم إلى أسقف لم يتصورونها أو يحلمون بها وعند هذه النقطة يخف سقف الجنون ويرتفع سقف الواقعية..
مادام النظام السعودي لا يقبل بغير الوصاية على اليمن ويرفض حتى دمجنا أو إلحاقنا بمملكته ومادام عملاؤه ومرتزقيه لاخيار لارتزاقهم ورفع أرصدتهم إلا في وبالوصاية ألا يستحق ذلك تجريب وحدوية أوسع ولو بإلحاق أو دمج أو أي مسمى..
لقد مللنا وسئمنا من هذه الهدنات المطاطية والممططة ومن مفاوضات لا لون لها ولا طعم ولا رائحة والخيارات لم تعد غير تجديد الوصاية لأسوأ عبودية في التاريخ أو مواجهة النظام السعودي أو الدمج والإلحاق، ولاتوجد غير هذه خيارات!!. |