راسل القرشي -
* مثَّلت الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر" محطة تغيير حقيقية للشعب والوطن، ناضل اليمنيون طويلاً من أجل تحقيقها، للانعتاق من براثن الحكم الإمامي المستبد ونير الاستعمار البغيض وصولاً إلى نيل الاستقلال الوطني الناجز..

اليوم ونحن نتحدث عن ذكرى الثورة اليمنية الخالدة ينبغي على الأجيال التي لم تعش أحداثها وفصولها وتلك التي شهدت تفاصيل بنائها بعد انتصارها بسنوات، أن تدرك أن الثورة لم تكن حدثاً عابراً في التاريخ اليمني المعاصر، ولم تتحقق في يوم وليلة، وإنما بعد نضال استمر ودام طويلاً، قدَّم خلاله اليمنيون الآلاف من التضحيات التي لم ولن تُنسى، ولن يسقطها التاريخ من سِفْرِهِ أبداً..

ومن هذا المنطلق علينا تعريف أبنائنا بالشخصيات الثورية الذين قادوا أحداث الثورة بعزم وإرادة وشجاعة حتى تحقق للوطن النصر العظيم، وتخلَّص الشعب من كل صور وأشكال الاستبداد والاستعمار البغيضين إلى الأبد..

ويحسب لـ "الميثاق" الصحيفة أنها وخلال أعدادها الماضية وفي هذا العدد أيضاً واحتفاءً بأعياد الثورة اليمنية المباركة أسهمت بالتذكير بأسماء الكثير من رجالات الثورة ومناضليها الذين خططوا وهندسوا لإشعال الثورة اليمنية المباركة "26 سبتمبر و14 أكتوبر" وكان لهم الفضل الكبير - بعد الله ودعم مصر عبدالناصر - في الانتصار لها وإعلان الجمهورية..

* إن احتفال أبناء الشعب بذكرى الثورة هو احتفال بالمناضلين الذين صنعوها ورووا شجرتها بدمائهم الزكية؛ ونرى البعض يتنكَّر لهم مع سَبق الإصرار والترصد..

ويقيناً.. مَنْ يتنكَّر لهذا الحدث الثوري ومناضليه إنما يتنكَّر لواقعه الذي يعيشه وللإنجازات التي تحققت طِيلة 62 عاماً من عمرها، كما يكشف عن غروره وعدم تعلُّمه من دروس تاريخ الثورة ونضالات أبناء الوطن الشرفاء، وعدم استلهامه معنى الوفاء الثوري الذي خَطَّهُ المناضلون على جبين الوطن بوضوح..

* استعاد الشعب اليمني بهذه الثورة الخالدة قدرته على تصحيح الأوضاع، ومضى صوب تحقيق أحلامه وتغيير الواقع المتخلّف الذي كان سائداً في كل مناحي الحياة.. وهي القدرة التي رأيناها تتجسد من خلال العمل الجاد والمتواصل الهادف إلى ترجمة أهداف ومضامين الثورة والجمهورية والوحدة، والارتقاء بالوطن إلى كامل أمانيه وطموحاته، بعيداً عن كل نزعات الوصاية والهيمنة التي ما زلنا نراها تتسيَّد عقول بعض القيادات وتُسيّرها للأسف الشديد..

تهانينا لأبناء شعبنا العظيم أعياد ثورته المباركة.. والمجد للثورة اليمنية الخالدة "26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر" .. والرحمة والخلود لشهدائها.. والنصر للوطن والشعب على كل قُوَى التآمر على الثورة والجمهورية والوحدة.