الميثاق نت: - أكد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام غازي أحمد علي محسن أن الجبهة الداخلية صامدة وأن التواصل بين قيادة المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله مستمر وتناقش المستجدات بشكل دائم وإن لم يتم الإعلان عنها..
لافتاً إلى أن تواصل الأخ صادق أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام والسيد عبدالملك الحوثي يضبط الإيقاع..
وقال الأمين العام في حوار مع قناة اليمن اليوم : إن ثورة الـ26 من سبتمبر ساهمت في تفجير ثورة الـ14 من أكتوبر وتحقيق الوحدة اليمنية، وأوضح أن موقف الشعب اليمني المساند للأشقاء في فلسطين امتداد تاريخي للموقف الذي ينطلق من أصالة الشعب اليمني وغيرته على دينه وأمته..
وأشار إلى أن التغيير كان لا بد منه، وأن حكومة التغيير والبناء مدعومة من السيد عبدالملك الحوثي والمجلس السياسي الأعلى ومن الشعب، وطالب الحكومة بالتركيز على الجوانب الخدمية والتنموية وفق الإمكانات المتاحة..
وأوضح أن انتصارات الشعب اليمني محمية، وأن أبواق الارتزاق سواء قنوات العدوان أو في منصات التواصل الاجتماعي لن تؤثر على صلابة الجبهة الداخلية وعمق الشراكة الوطنية..
كما تطرق الأمين العام في سياق الحوار لقضايا ومستجدات الساحة الوطنية والدولية تنشر "الميثاق" تفاصيله لأهميته وتعميماً للفائدة :
*هناك كثير من الملفات لكن اسمح لي أن ابدأ من الأجواء السبتمبرية.. ما الذي يمكن للأمين العام أن يوجهه للشعب اليمني باحتفالات سبتمبر..؟
**أولاً نشكركم على هذا اللقاء، وأهنئ شعبنا اليمني والقيادة الثورية والسياسية بهذه المناسبة العظيمة.. طبعاً سبتمبر يمثل لنا تاريخاً، ويكفينا أن من نتائج أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أنها ساهمت في طرد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن.. وأيضاً إعادة تحقيق الوحدة المباركة، وفي سبتمبر أيضاً نقاوم العدوان الجديد، العدوان الأمريكي الإسرائيلي الغربي على اليمن وعلى الأخوة في غزة ولبنان.
*الشعب اليمني قدم درساً كبيراً في التلاحم خلال هذه السنوات الأخيرة.
**الشعب اليمني شعب طيب أصيل لا يقبل الظلم، عنده غِيرة، غِيرة على وطنه ودينه وتاريخه، وليس إمَّعة، وهو ما جعله مميزاً في المنطقة.
*وفيما يتعلق بالقضية الكبرى فلسطين..
فيما يتعلق بفلسطين موقف اليمن هو امتداد تاريخي.
*وصل اليمن بنضالات ودماء إلى أن يسجل هذا الحضور مع فلسطين وهذا موقف كبير..؟
**نعم.. مافيش حاجة تجي إلا بثمن،فإذا أردت أن تكون كبيراً فلا بد من تضحيات.. فالتضحيات أساس النصر، والاستسلام والخنوع يجعلك على الهامش.
*في موضوع حكومة البناء والتغيير لفتني موقف مسؤول في المؤتمر عقب ساعات من إعلان بيانه.. كيف ينظر الأمين العام لهذه الحكومة، خصوصاً وأن بيان المؤتمر كان مسانداً لهذه الحكومة..؟
**التغيير لا بد منه.. والحكومة لا بد أن تنجح لأن لديها دعماً كبيراً من قائد الثورة والمجلس السياسي ومن المجتمع، فالمجتمع كان من أهم مطالبه التغيير، وإن شاء الله تتوفق الحكومة، لأن ليس لديها عذر بعد ذلك، لأن لديها مسؤوليات كبيرة ونحن سنظل واقفين معهم ونأمل أن يتم التركيز على الخدمات البسيطة التي يستفيد منها المواطن، أما الجانب الأمني والعسكري فهذا محسوم، ولا نقاش فيه، وقد قطعنا فيه شوطاً كبيراً جداً.. لذا على الحكومة التركيز على الجانب الخدمي كالمياه والطرق والمستشفيات، والتربية مثل هذه التي تلبي حاجة المواطن، في حدود الإمكانيات المتاحة.
*طبعا أنت كنت في الدولة وتعرف هذا الجانب؟
**أكيد.. مشكلة اليمن مشكلة اقتصادية كبيرة، حتى لو كان هناك اتفاق أو مصالحة إذا لم يكن هناك حل للمشكلة الاقتصادية ستظل المعاناة مستمرة.
*من بين نقاط أو عناوين قوة اليمن المجلس السياسي، كيف تنظر لعلاقة رئيس المجلس مهدي المشاط مع نائبه الشيخ صادق أمين أبو راس على اعتبار أنه يمكن أن نسمّي جناحي المؤتمر وأنصار الله جناحي قيادة الأمة، تحديداً هذه العلاقة الشخصية كيف تراها..؟
**هذا السؤال ينبغي أن نوجهه لهما لأنك تتحدث عن العلاقة الشخصية..
*أقصد من خلال معرفتك..
**هم أساساً قادة ومتحملون وضعاً صعباً، ونرجو لهم التوفيق، وحقيقةً لهم كل التحية والتقدير ولزملائهم الآخرين في المجلس.
*بالنظر إلى ماتواجهه اليمن من تحديات هناك من يتساءل، وأنا واحد منهم، إن من بقي في اليمن كان لأن لديه تاريخاً؛ أما من هربوا وانضموا للعدوان إما كان تاريخهم أسود أو أنهم صنعوا لهم تاريخاً أسود.. رسالتك للسياسيين ولكل من بقي في اليمن وكانوا جزءاً من هذا النصر..؟
**هذه وجهة نظرك، لكن اللي خرجوا منهم من ذهب يدور فلوس، والبعض ما أعجبه الوضع أو خاف من القصف والطائرات وكان عنده فلوس، واللي راح يكمل تعليمه وتعليم أولاده؛ ولذا علينا أن نفرّق.. وصنعاء هي أم اليمن كلها، والأم تحتضن أولادها في أي وقت، ولست مع وجهة نظرك، لكن أنا من النوع الذي يدعو إلى التسامح والألفة، وفي الأخير اليمن لا بد أن يتسع للجميع، فيكفينا قتالاً يكفينا مشاكل، الشعب اليمني العظيم لا بد أن نعطيه حقه.
*أنا أحترم وجهة نظرك، وحسب رأيك نسحب الورقة من أعداء اليمن من خلال اللحمة الداخلية..
**احتواؤهم.. لا بد من إرسال رسائل إيجابية.. أنتم كإعلاميين تستطيعون أن ترسلوا رسائل إيجابية بعيداً عن التشنجات.. في الأخير الناس يريدون بلادهم.. أنا سمعت اليوم أن مصر رفعت الإقامة عن اليمنيين، تخيل ممكن يعود لك مليون، وبعدين اللي في مصر ليسوا مع العدوان كلهم، اللي معه فلوس معادين اليمن قد هبرونا وهبروا السعودية والإمارات..
*أنتم تتكلمون عن الجماعة المغرر بهم،..
هناك بسطاء والشعب اليمني عاطفي ويحب بسرعة وينسى بسرعة.. لا بد أن نكون كباراً بكبر اليمن.. أعطيك مثالاً الأخ قائد الثورة بعد أحداث ديسمبر المؤسفة لوما جاء عفو عام في نفس الشهر كان احنا في شراكة، لا بد أن نكون في المجتمع عوناً لهذا الرجل، هذا شخص متسامح..
*يعني أستاذ غازي هناك عفو عام...
**هناك عفو عام لكن أنا لو كنت مسؤولاً أو رئيس المجلس السياسي وأمنح العفو، لا.. لكن الناس تثق في كلام السيد.. خذها مني باختصار.. لكن لا بد تهيئ له ادعو لمصالحة وطنية، ابدأ أولاً اسحب البساط من تحت العدو؛ حينها ليس لأحد عذر.
*بالنسبة للداخل كيف يمكن أن نحمي ما أنجزه الشعب من انتصارات؟
**هي محمية أولاً بفضل الله ثم بتضحيات الشعب وجهود القيادة السياسية، وهذه ليس فيها أي إشكال.. الإشكالية في بعض وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات العدو، التي تعمل من الحبة قُبة، كما يُقال، وهذا يحتاج أولاً منا في صنعاء الهدوء، لأنه في الحقيقة لا يوجد أي شيء مما يُنشر أو يُقال، فاليمن عيوننا، وما في أحد يريد أن يعور عينه.. لذا لا يوجد أي إشكالية في هذا، لكن يفترض أن أي أحد يخالف القانون يتحمل المسؤولية. فالدولة على سبيل المثال تعمل حفل بمناسبة 26 سبتمبر اللي بيحضر أهلاً وسهلاً.. وبلاش نزايد على الجمهورية اليوم كل واحد معه 30 كيلو ويقوم يسوي له احتفال، لكن اتحداهم يحتفلوا في عدن، لا يمكن، فأصحاب الإصلاح سووا لهم حفل في مأرب وأصحاب الساحل معهم شوية سووا لهم حفل وكل واحد يمجّد صاحبه، وهذه هي الخلاصة.
*يعني المذاق الوطني في صنعاء؟
**قلت لك صنعاء الأم لكن لا بد من الهدوء، الحاكم والمحكوم، ونعرف أن الجبهة الداخلية حدقات عيوننا لا نضيعها.. فمثلاً نحن كدولة لا يكون عندنا توجس من الكلام، في الأخير هو عبارة عن كلام، لايسقط دولة ولا تضحيات شعب؛ فلماذا نعطي الشيء أكبر من حجمه..
*تعتقد أن بعض التوتر يتم التعامل معه..؟
**حقيقة التوتر عند مجموعة أشخاص بسطاء.. ولا أدري هل لأنهم لا ينامون أو من جلوسهم على الانترنت ويسمعوا أخبار من هنا أو هناك ويعملوا قلق لأنفسهم.. أما نحن فالحياة طبيعية عندي عندك عند قواعد المؤتمر وقواعد أنصار الله، أقصد أنه لانؤجّج الوهم.. عندنا مثل في البدو يقول "قوم يا حمَّال حمّلني غرارة فوق ظهري"، يعني نحمّل حالنا أشياء ليست موجودة أصلاً..
*قلت إن الدولة تنظم احتفال لـ 26 سبتمبر..
**طبعاً سنحتفل بسبتمبر وأكتوبر ومايو، هذه احتفالات وطنية دفع آباؤنا تضحيات كبيرة وآلاف الشهداء، مثلما الآن نقاتل التحالف منذ عشر سنوات، نقاتل ونعتبرها نصراً وعيداً..
بالمناسبة أخي محمد، الأمن موجود والجيش موجود وقاتلنا العدوان، ونريد الحكومة الجديدة تبدأ بالتنمية، وأعيادنا الوطنية ستمضي باستمرار، وليس هناك داعٍ للتوترات والضجيج، ومن ارتكب شيئاً يتحمل مسؤوليته، فـ"كل شاةٍ معلَّقة برجلها"، كما يقول المثل.. حتى الاخوان الذين احتجزوا قبل أيام، على الدولة أن تطلق سراحهم اذا لا يوجد عليهم شيء، ولا بد أن تكون هناك شفافية، أنا ما أحبس شخصاً وأتركه في الحبس ولا أعرضه على نيابة..
*أنت الآن أعطيت معادلة ممتازة، أن من خالف القانون يتحمل مسؤولية نفسه..
**نعم يتحمل مسؤولية نفسه، وتكون هناك شفافية، ولا أحجزه خمسة أشهر وأقول إنه سوَّى ما سوَّى.. يا أخي نحن الآن لا يحملوننا ولا يحملون الوطن شوية مرتزقة في الخارج يدفعوا لهم فلوس، وإلا عندنا هنا في اليمن عندهم توتر أمني ما أدري ايش وبرضه معاهم مصالح فيها.. اليمن أبقى مننا كلنا.. والتضحيات التي قدمها شعبنا من أقصاه إلى أقصاه لن نضحي بها من أجل فلان أو فلانة..
*طبعاً اليمن قوي عمل إنجازات، قاوم في الجانب العسكري..
** يا رجال نحن نقاتل الأمريكان فما بالك بالسعودية ولا الخليج.. نحن بدأنا القتال مع المرتزقة ثم مع السعودية والإمارات، بعدين تطورنا ووصلنا إلى أمريكا وإسرائيل.
*يعني اليمن وصل إلى مرحلة القوة..؟
**بوجود الشعب اليمني.. ولا يمكن أن تبقى قوياً إلا إذا كانت جبهتك الداخلية محصنة، ونحن وأنصار الله والشعب اليمني عموماً لايمكن أن نضحي بالجبهة الداخلية إطلاقاً وعلى مسؤوليتي.. إذا أحد لديه توجس يعطينا اسماً من القيادات يقول فلان أخذ فلوس من السعودية أو من الامارات او حتى من أنصار الله.. يعطونا أسماء ويبشروا إذا كانوا من القيادات.. أما من القواعد فليس لنا علاقة.. أقول لك لماذا ليس لنا علاقة بالقواعد لأن شركاءنا وإخواننا وحبايبنا في أنصار الله ما خلونا نتحرك في المحافظات أو غيرها، فكيف تريد مني أضبط لك واحد مثلاً في ريمة أو أي مكان، وفرع المؤتمر في ريمة مغلق..
هذا غير منطقي.. لكن نحن نتحمل لأجل اليمن ودماء الشهداء..
*الجبهة الداخلية خط أحمر.. هذا رأي المؤتمر الشعبي العام، والرأي الوازن للقوى السياسية.. هناك من يلومكم أنتم وأنصار الله أنكم لا تجتمعون..؟
** نحن نجتمع كل أسبوع أو كل عشرة أيام نحن والأخ على القحوم، لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك في الإعلام، وتتم مناقشة كل الأشياء، والأجواء إيجابية، ومعنا الأخ الشيخ صادق والأخ قائد الثورة هما حجر الزاوية لنا جميعاً.. ونحن في المؤتمر لدينا قيادة حكيمة ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس واجهة سياسية واجتماعية ورجل ناضج.. وأنصار الله معهم السيد قائد الثورة وهو لليمن كلها.. لكن هناك اختلاف أحياناً في وجهات النظر.. واختلافنا في إدارة الدولة، لكن الآن هم يديرونها ونحن سنكون عوناً لهم..
*في السياسة طبيعي التباين في المواقف.. لكن لدينا مشكلة في التواصل الاجتماعي.. كيف نضمن الحرية وفي نفس الوقت تكون حرية منضبطة..؟
**مشكلتنا في اليمن الجانب الأخلاقي، بالنسبة لي أحياناً أتابع هذه الوسائل، ولأنها كلها تخديرة قات، أرى بعض الأشياء أو الكتابات أستحي أن أقول إن كاتبها شخص يمني.. اللي يشق الصف، واللي يدخل في الأعراض، هذه ماهي أخلاقنا.. هذا المجد الذي صنعه الأبطال..
وهذا جالس مخزن عند زوجته وينشر أخباراً كاذبة، المفروض هؤلاء لا يكون لهم قبول سواءً من المؤتمر أو من أنصار الله أو من الأحزاب.. وعلى فكرة لو تجي تشوف أصحاب هذه المنشورات تجدهم من الناصري والاشتراكي والبعث؛ لكن في الأخير الدولة مسئولة عنهم إذا عليهم شيء تحاسبهم، وإذا ما عليهم شيء تطلق سراحهم.. والتهباش ماله داعي.. فالقانون محجى للحاكم والمحكوم.
*بالنسبة للخروج من هذا العدوان، هناك خفض تصعيد مع السعودية.. هل أنت مع فتح الأبواب أمامها..؟
**أقول لك صراحةً، السعودية جنبنا وقد بلانا الله بها، ولذلك لا بد أن ندخل في علاقة.. وهذا طبيعي؛ لكن كيف نستفيد من هذه العلاقة ونحن أقوياء، نفرض شروطنا في المعادلة.. لكن السعودية الآن ما عاد القرار بيدها بل بيد أمريكا وإسرائيل.. المنطقة مقبلة على وضع صعب جداً.. كان هناك مشروع الربيع العربي الذي عبث بالمنطقة، والآن هذا مشروع جديد، التقسيم من جديد مشروع إسرائيلي أمريكي..
*أريد منك في ختام اللقاء أن توجّه رسالتين.. الأولى للسيد عبدالملك الحوثي والأخرى للشيخ صادق بن أمين أبو راس..
** أولاً أهنئهما بالعيد، وأرجو مزيداً من اللقاءات بينهما لأنها تضبط الإيقاع.. وشكراً لكم.. |