موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


"الأقصى" تدعو لخروج مليوني عصر الإثنين - تضرر 196 ألف معلم ومعلمة في اليمن - 41825 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - رئيس المؤتمر يعزي البرلماني أحمد صوفان - 12 غارة عدوانية على صنعاء والحديدة وذمار - مسيرة مليونية بصنعاء.. مع غزة ولبنان معركة واحدة - الشريف يعزي الشيخ مجاهد طلان بوفاة شقيقه - جيش الكيان الصهيوني يسقط قنابل فوسفورية على لبنان - الطيران اليمني المسير يصيب هدفا هاما في فلسطين المحتلة - ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41,788 شهيدا -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 29-سبتمبر-2024
بقلم/ مرعي حميد -
تبقى أهداف الثورة اليمنية الخالدة "سبتمبر وأكتوبر" وعلى الدوام وفي كل المراحل غايات وطننا اليمني المجيد وشعبنا اليمني العظيم، فإن تحققت فهو يبتغي تعزيز ما تحقق وترسخه والحفاظ عليه.. وإنتعثر تحقيقها ووضعها في سياق التطبيق فهو يبتغي تحقيقها والظفر بها ابتداءً أو من جديد.
وفي هذه المرحلة التي يمر بها الشعب والوطن اليمني ما أحوجنا لتذكر أهداف الثورة اليمنية المجيدة.. واستيعابها فهماً وإجراكاً..
الثورة اليمنية في شمال اليمن وفي جنوبهقامت لتحقيق ذات الأهداف الستة، ولذا نجد التحرر من الاستعمار من ضمن الهدف الأول وقد كان الاستعمار أو بالأصح الاحتلال جائماً على الشطر الجنوبي لا الشمالي..

الهدف الرابع
4- إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل، مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف..

التنمية المجتمعية، تنمية الإنسان، أو التنمية البشرية بالمفهوم الحديث من ضروريات الازدهار الوطني العام والفردي، والنص حدد بوضوح مجتمعاً بثلاث معالم سلوكية فعالة وبنَّاءة وراشدة..

مجتمع ديمقراطي مؤمن بالديمقراطية كأسلوب وحيد في الحكم والممارسة السياسية بما في ذلك تأسيس الأحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية والانضمام الطوعي لها والنشاط في صفوفها من دون اختلاف يهدم وشائج المودة بين الناس، وإنّما التنافس الإيجابي الهادف خدمة الصالح العام وتحقيق المزيد من التنمية العامة والازدهار الوطني ومن دون التعصّب إلا للحق وللخير يتحقق للمجتمع..

وهو مجتمع تعاوني يتكاتف ويتضامن أفراده مع بعضهم البعض في القيام بما يصلح الحياة العامة والحياة العائلية والشخصية لكل منهم في المجال الديني الإسلامي والمجالات الخدمية والإنتاجية والثقافية..

وهو مجتمع عادل لا يُظلَم فيه أحد بأي طريقة وبأي مقدار، مجتمع هدف أفراده التمتع بالعدل والحصول على العدل في كل شأنهم، وامتناعهم عن أن يكونوا سبباً في حصول ظلم لبعضهم البعض، مجتمع العدل فيه القيمة الرائجة، والظلم الممارسة المرفوضة من أي أحد تصدر سواء من عموم الناس أو من خاصتهم من أصحاب المناصب العامة أو المناصب الاجتماعية و الوجاهات التي لها اعتبار خاص يحترمه الناس..

وهو مجتمع تعاوني يتكاتف ويتضامن أفراده مع بعضهم البعض في القيام بما يصلح الحياة العامة والحياة العائلية والشخصية لكل منهم في المجال الديني الإسلامي والمجالات الخدمية والإنتاجية والثقافية..

وهو مجتمع "مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف"، فالإسلام دين الشعب اليمني المُسلم وهو المنهج الأصلح ليسعد الناس في حاضرهم وفي مستقبلهم، ويستقيم لهم أمر معاشهم وأمر معادهم.. وهو ليس مُجرّد قناعات نظرية بل وممارسة تطبيقية تجد صداها في تحويل تعاليم الإسلام ونصوصه إلى قوانين وأحكام تُنظم حياتهم الجمعية العامة وحياتهم الشخصية.. إنّه التجسيد الحي لتوجيهات الإسلام السامية وتعاليمه الراشدة والعادلة، وبالتالي الحياة الآمنة الكريمة المُستقرة وهذا ما ينشده كل إنسان سَوِيٌّ لنفسه ومن نفسه، ومن الآخرين وللآخرين..

الهدف الخامس
5- العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة..
اليمن المعلوم اليوم من صعدة إلى المهرة هو اليمن في كتب الجغرافيا العربية منذ القرون الخالية ولا يزعم غير هذا إلا ساعٍ لفرقة يحقق من خلالها أهدافاً شخصية تُعرّض مصلحة اليمن واليمنيين للتهديد، كل أبناء شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه اجتمعوا على كلمة الوحدة وعلى قضية الوحدة وآمنوا بواحدية الأرض اليمنية، وحين برز دُعاة الأنانية والحقد والأثرة والشُح واللهاث المحموم خلف المصالح الشخصية وخدمة المُغرضين المتربصين بالوطن برزت الدعاوى المُغايِرة للثقافة الوحدوية اليمنية..

وقد قامت الثورة اليمنية في الشمال والجنوب في ظل التفرقة القسرية التي أنتجتها أنظمة حكم كانت تبحث فحسب عن مصالح سَدَنَتِها وكانت تجدها في تفرقة الشعب، ولكن من الأمر المرفوض كذلك اتخاذ الوحدة وسيلة لتحقيق مصالح أنانية لا تتحقق إلا بها، فالوحدة قيمة عُليا وحالة سامية وضرورة وطنية، وكل تَعَدٍّ على وحدة اليمن أو لجوءٍ إليها لتحقيق مآرب أنانية مرفوض جملةً وتفصيلاً وسلوك مرذول من أي صدر..

الوحدة اليمنية قوة بيد الشعب اليمني وحقٌّ له من جملة حقوقه في ظل قيادة وطنية صادقة مع الشعب ومع الوطن، قيادة تؤمن بأهداف الثورة اليمنية وتصدر عنها وتنطلق منها كثوابت وطنية لا محيد عنها ولا تفريط فيها ولا تَخَلّيَ عنها ولا تنازل ولا إفراغ لها عن محتواها الوطني الأمين، وكل إساءة من قيادة سياسية للشعب فلا تتحمل وِزرها الوحدة بأي حال من الأحوال وإنما من يتحملون المسؤولية السياسية.. وقد توصَّل اليمنيون إلى طريقة يمنعون فيها مثل ذلك التغوُّل منعاً نهائياً، ألا وهي طريقة الحكم الاتحادي الذي يتم فيه الحفاظ على الوحدة اليمنية كحق للشعب اليمني، مع وجود اليمن في ستة أقاليم تضمن منع التغوُّل وعقلية التوحُّش السياسي والمالي وتكبحها وإلى الأبد.. ولقد تجاوز الثُّوار السبتمبريون والأكتوبريون عتبة الوطن اليمني الواحد ليطمحوا بوحدة عربية عادلة تجمع شتات العرب وتضمن قوتهم وتُعيد لهم هيبتهم وكرامتهم وتطرد كل قوة احتلال على أرضهم الواحدة ووطنهم الواحد الوطن العربي المجيد..
ومن هنا تأتي أهمية كل تعاون عربي مُشترَك من أجل خير الشعوب لا من أجل مصالح الحكام على حساب مصالح شعوبهم..

الهدف السادس
6- احترام مواثيق الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي، وعدم الانحياز، والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم..

اليمن كما هو جزء من الوطن العربي فهو لا ينفصل عن كونه دولة من دول العالم يرتبط بها بالضرورة ويرتبط به العالم لا سيما لعامل موقعه الاستراتيجي على طريق التجارة العالمية الرابط بين الشرق والغرب.. ليس اليمن بمعزل عن العالم وهو يتعاطى معه بإيجابية..
احترام مواثيق الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية.. هكذا كان مُبتدأ نص البند السادس من أهداف الثورة؛ والأمم المُتحدة مقصود بها منظمة الأمم المُتحدة، وهي مُنظمة دولية رسمية مُعترَف بها وهي بمثابة الحكم السياسي الدولي الذي ينظر في النزاعات والمنازعات بين الأمم ويسعى إلى حلّها بعدالة وإنصاف ونزاهة، وهذه هي الطبيعة الأصلية للمنظمة الدولية، وهي تسعى لضمان الأمن والسلام العالمي وتعزيز العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادَل والمصالح المُتبادَلة المشروعة..

وقد جاءت الثورة مُعلنةً احترامها لميثاق الأمم المتحدة، وهو النظام الذي قامت وِفْقَهُ وفي إطاره حين تم إعلانها عام 1945م على إثر نهاية الحرب العالمية الثانية التي طالت آثارها التدميرية والسلبية معظم دول العالم.. وشمل النص احترام مواثيق "المنظمات الدولية" وهي منظمات مُتفرّعة عن المنظمة الأم كاليونيسيف واليونيسكو والفاو تعمل معاً على تحقيق الكثير من الأهداف الإنسانية الصحية والثقافية والغذائية..
"والتمسّك بمبدأ الحياد الإيجابي، وعدم الانحياز" حينما قامت الثورة اليمنية مطلع الستينيات كان العالم منقسماً إلى ثلاثة أقسام المحور الغربي "الرأسمالي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمحور الشرقي "الشيوعي" بقيادة الاتحاد السوفييتي.. وحتى لا تُحسب اليمن على طرف فيناصبها العداء الطرف الثاني جاء هذا النص ليضع اليمن ضمن القسم الثالث وهو محور الدول غير المُنحازة لأيٍّ من الطرفين أو محور الدول المُحايدة في الصراع فهي قد حادت عن لهيب الصراع الذي كان حاصلاً بين المعسكرين الغربي والشرقي، ويعني هذا أنها تحتفظ بعلاقات صداقة مع دول كلا المحورين المتصارعين دون أن تكون محسوبة على أيٍّ منهما فهي تقيم علاقات مع دول المعسكرين على أساس الاحترام المتبادَل والمصالح المشترَكة، فاليمن بطبيعة الحال لا تستغني عن المصنوعات والمُنتجات المتنوعة أينما وُجدت، ووجدتها مُناسبة لها من دون اعتناق الأفكار الرأسمالية أو الشيوعية الاشتراكية التي كانت سائدة في تلك الدول، ولكن اليمن في غِنَى عن الدخول في أتون ذلك الصراع المحموم أيديولوجياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً.. وقد انضمت اليمن لمنظمة عدم الانحياز عقب الثورة المجيدة، وهي منظمة تجمع الدول وتُنسّق سياستها وتحدد مواقفها العامة والخاصة من مُجمل القضايا العالمية التي تهم كل الدول والأمم والشعوب..

"والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم"..
وهذا هو محتوى السياسة الخارجية للجمهورية الوليدة على المستوى الدولي، والسلام حاجة لا غِنَى عنها لكل دول العالم وشعوبه لينعم الجميع بالأمن وليحقق الجميع التنمية ويبعدوا شبح الحروب والخراب والدمار ويتوقفوا عن صرف المبالغ الباهظة في الحروب البينية غير المُباشرة بين الدولتين العظميين "الحرب بالوكالة"..
وإذا كان السلام هدف ليسود بين حكومات دول العالم، فإنّ التعايش السلمي مبدأ مهم وحيوي أن يسود بين شعوب دول العالم فهو ضرورة ليترسخ لدى الجميع نهج التعايش الذي يزدهر في ظله التعاون والتفاهم والتثاقف ويزدهر التعاون العلمي والمعرفي والتكنولوجي، وتنشط التجارة العالمية ويتعزز الاقتصاد العالمي بعيداً عن سمات الاحتكار والهيمنة ومدّ النفوذ لنهب خيرات الآخرين واستغلال عرقهم وشقاهم لينمو ويزدهر سواهم..

لقد جاءت الثورة اليمنية المجيدة لتؤكد في أهدافها على هذا الارتباط الوثيق بين الأمم والحكومات، ولتضع عناوين عريضة مُحددة له ومُنظِمة كانت هي من مُجمل معالم السياسة الراشدة في تلك الفترة وعلى الدوام..

وختاماً:
جيدة هي ذكرى الثورة لا تُنسى، وهي مناسبة لتذكُّر أهداف الثورة ولتحقيق المزيد من فهمها وللدعوة لتطبيقها والحفاظ على ما تحقق منها وللذود عن مكاسبها ومناسبة لنقف عند مدى تحقُّق أهداف الثورة المجيدة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
26سبتمبر.. ثورة كل اليمنيين
الفريق - الدكتور/ قاسم محمد لبوزة نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
26 سبتمبر 1962م الذي طال انتظاره
علي ناصر محمد

الوفاء الثوري
راسل القرشي

شراكة من أجل الثورة والوطن
أ/خالد علي ناصر المفلحي*

"الثور".. القامة التي لم تنحنِ
د. عبدالوهاب الروحاني

تلويحة وداع متأخرة للصديق والأستاذ حسن عبدالوارث
أحمد عبدالرحمن

هي ثورة اليمن
عبدالرحمن الصعفاني

الزبيري.. روح الجمهورية
مروان عمران محمد محمود الزبيري

لماذا قامت ثورة 26 سبتمبر ؟
مبارك حزام العسالي

قراءة متجدّدة في ثورة سبتمبر
د. طه حسين الهمداني

الجبال لا تموت
د. حمود العودي

النضال قيمة عالية
عبدالرحمن بجاش

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)