عبدالسلام الدباء* - في صفحات التاريخ الثوري اليمني، يبقى اسم مصر محفوراً في وجدان كل يمني، باعتبارها رفيق النضال والداعم الأكبر لثوراتنا المجيدة، 26 سبتمبر و14 أكتوبر..
تحية إجلال وعرفان لبلد الكنانة، التي لم تكن مجرد دولة شقيقة فقط، بل كانت عموداً من أعمدة البيت العربي الواحد، حاملةً على أكتافها هموم كل الشعوب العربية، وهموم اليمن وأحلام شعبه في الحرية والوحدة..
وسط احتفالاتنا بذكرى ثورة سبتمبر المجيدة، نعود بذاكرتنا إلى تلك اللحظات المفصلية في تاريخنا، عندما قامت ثورة 26 سبتمبر بقيادة الشاب الشهيد البطل/ علي عبدالمغني، والذي قال عنه الزعيم/ جمال عبدالناصر، أنه لم يبكِ في حياته إلا مرتين الأولى عند انفصال سوريا عن مصر، والثانية عندما سمع نبأ استشهاد قائد ثورة اليمن الشاب/ علي عبدالمغني - رحمه الله..
لقد كانت مصر، بقيادة زعيمها العربي الكبير/ جمال عبدالناصر، سنداً قوياً لثورتنا اليمنية المباركة منذ اللحظة الأولى، ودافعت عن حقنا في الحرية والاستقلال، منذ 26 سبتمبر 1962م إلى 14 أكتوبر 1963م وحتى حصار صنعاء في نوفمبر 1967م، ولا يزال الدور المصري المؤازر لليمن واليمنيين رسمياً وشعبياً مستمراً حتى اليوم..
إن دور مصر ومواقفها المسانِدة لليمن لم تكن في يوم من الأيام مجرد مسانَدة أو دعم عابر، بل كانت التزاماً كاملاً تجاه كل القضايا العربية والقضية اليمنية على وجه الخصوص، وقد حملت مصر في سبيل ذلك على عاتقها ما لم تكن لتتحمله أي دول كبرى..
فقد واجهت مصر في سبيل ذلك عداوات واسعة، من بعض القوى العربية، ومن إسرائيل ومن الغرب، ما أدى في النهاية إلى شن عدوان يونيو 1967م لمحاولة تحجيم دورها القومي العربي..
ورغم كل هذه التحديات، لم تتراجع مصر عن موقفها، بل واجهت كل هذه الصعاب بنزاهة وإصرار، ودافعت عن ثورتنا كما لو كانت ثورتها، فأصبح من واجبنا، نحن أبناء اليمن، أن نظل أوفياء لهذا الدور المصري العظيم، وأن لا ننسى فضل مصر وشعبها، فلولا دعمهم، لما وقفت ثورة 26 سبتمبر شامخة، ولما تحرر جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني..
وفي اليوم الذي نحتفل فيه بذكرى ثورتنا اليمنية، نجدد العهد بأن نظل الأشقاء الأوفياء لمصر العربية ولتاريخنا المشترَك، وأن نحمل شعلة الوفاء للثورة والوحدة اليمنية، حامين ومدافعين عن آمالنا في بناء يمن ديمقراطي جديد في وطن موحد يتسع لكل أبنائه.
*مستشار وزارة الشباب والرياضة
|