احمد عبدالله المجيدي - لم يكن شعبنا اليمني العظيم في اي يوم من الايام ، مستكينا للظلم راضيا بالذل ، و لذا سوف يجد الباحث ان تاريخ شعبنا سلسلة من الانتفاضات و الهبات القبلية و التمردات والثورات في الشمال و الجنوب على السواء .و كانت ثورة 26 من سبتمبر 1962م و 14 من اكتوبر 1963م التتويج المنطقي لارادة شعبنا و كفاحه الطويل ، و كانت الثورتان ترتويان دائما من تضحيات ودماء واحدة ، و كان انتصار الاولى يعني تمهيدا لانتصار الثانية .
و لا يستطيع احد ان ينكر ان ابناء الجنوب هبوا مع إعلان الثورة والجمهورية في صنعاء جماعات و فرادى للدفاع عن الثورة السبتمبرية و الجمهورية الوليدة . تقاطروا من مختلف المناطق:
من ردفان و الضالع و الصبيحة و يافع و لحج و الحواشب و دثينة و أبين وحضرموت وشبوة والمهرة و عدن ، و ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والبطولة و استشهد من استشهد منهم بكل إباء مقبلين غير مدبرين في ساحات الشرف و الكرامة .
وكانت الجمهورية في الشمال هي العمق الاستراتيجي لثورة ال 14 من اكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني لبلادنا الذي استمر اكثر من قرن وربع القرن ، دون ان نغفل دور مصر عبدالناصر و دعمها اللامحدود للثورتين في الشمال و الجنوب .
و لقد كانت ثورة أكتوبر من أعظم الثورات التحررية في القرن العشرين نال بموجبها شعبنا العظيم استقلاله الوطني المجيد بعد اربع سنوات من العمل الفدائي المسلح و العمل السياسي و النقابي و الإعلامي الذي تشاركت فيه كل قطاعات الشعب من عمال و فلاحين و شباب و طلاب و مثقفين و نساء .. الخ في المدينة و الريف على السواء .
فهنيئا لشعبنا العظيم ذكرى ثورته المجيدة 14 إكتوبر 1963م في عامها الواحد و الستين .
و عاش شعبنا اليمني العظيم عزيزا ابيا على ارضه . |