د. عبدالوهاب الروحاني - انهيار العملة الوطنية، انتشار البطالة وتفشّي المجاعة، عدم القدرة على ضبط السوق المالية والاقتصادية، العجز عن الإيفاء بأبسط الالتزامات الداخلية والخارجية في أي بلد، هي مؤشرات فشل حكوماتها، زعاماتها.. قاداتها..
وحينما تفشل الزعامات أو القيادات المحترمة تعلن عن فشلها وتغادر المشهد، أي تحافظ على ماء الوجه وتترك الساحة للأقدر والأكفأ، ثم تُحال للمساءلة.. بالتأكيد يتم هذا في البلدان التي تحكمها أنظمة وقوانين، ويديرها قادة ومسؤولون يحترمون أنفسهم، أما في البلدان التي تحكمها البندقية وتسيطر عليها عصابات "الفيد" كما هو الحال في يمننا المنكوب فقادتها لا يخجلون، ولا حتى يفكروا في أن يخجلوا ولو لمرة واحدة كل عشر سنوات من الفشل الذي يلاحقهم..
الريال اليمني ينهار في سوق لقمة عيش المواطن لحظة بلحظة، والحكومات المستأجَرة مشغولة بمزيد من "الفيد"، والمتاجرة في العملة الصعبة، ثم التصوير والخطابات ونشرات الأخبار، التي هم يتابعونها وحدهم.. لأن الشعب يتضور جوعاً، مشغول بالبحث عن لقمة العيش، وليس لديه كهرباء ولا تلفزيون حتى يتابع أكاذيبكم ومهازلكم..
الانهيار
بصفاقة ووقاحة يشكي بعضكم ويبكي من استمرار انهيار قيمة الريال، وأنتم جميعكم تعرفون من تسبب في انهيار العملة الوطنية؟!
▪︎ هم أنتم من ينهبها من جيوب الناس..
▪︎ هم أنتم من يتصرف بميزانيات الدولة لجيوبهم وجيوب أولادهم..
▪︎ أنتم من يتحكم في سوق العملة، ويشتريها ويهرّبها لدعم أرصدته ومشاريعه في الخارج..
▪︎ أنتم من يتابع حركة التجارة عبر صعود وهبوط البورصة في السوق العالمية..
▪︎ هم أنتم من يقول إنه يحارب من أجل إنقاذ الشعب وتأمين احتياجاته..
هذه حقائق يعرفها الجوعى من أبناء شعبنا.. ويعرف خباياها جيداً رؤساء وأعضاء مجالس القيادة والرئاسة، والنواب والشورى.. اسألوهم - إنْ شئتم ..!!
الذين يغرّدون على "إكس" و "فيسبوك" ويقولون إن الأمور "سمن على عسل"، هؤلاء هم، هم أنفسهم، الذين يخطبون في الأعياد والمناسبات، ويغطون الشاشات بأوداج منفوخة وابتسامات عريضة، ويهنّئون "شعبهم العزيز" بالحال الذي أوصلوه إليه..!!
ختاماً..
نقول لمن يمسك بخناق شعبنا المسكين، وينهبه ويجوّعه، وينتهك حرماته ويصادر حقوقه: لو أنكم كقيادات للاقطاعيات الصغيرة الموزعة على طول البلاد وعرضها اكتفيتم بما حصدتموه من أموال الشعب، ودفعتم الضرائب القانونية للدولة، ثم تفضَّلتم وأقرضتم البنك بجزء من أرباح مدخراتكم واستثماراتكم في الخارج لغطيتم العجز الذي تشكون منه، ولحميتم مصالحكم واستثماراتكم ومشاريع فشلكم..
نحن هنا نتمنى عليكم ونقول لو..، ولن تفعلوا.. الحال المؤسف سيستمر، ومعاناة الناس في بلدنا المنكوب ستستمر.. ولمن يسأل عن الحل، فهو ببساطة في التخلص من هذه الاقطاعيات، والعودة لوعاء سياسي واقتصادي موحد يحكمه نظام وقانون..
والأمر لله من قبل ومن بعد..
|