د. علي العثربي - عرض الباحث د. عدنان العثربي
صدر المجلد الثالث والعشرون، العدد الأول من المجلة الدولية لنشر الدراسات العلمية وهي مجلة دولية علمية أكاديمية ijssp محكمة تُعنى بنشر الدراسات العلمية في 15/10/2024م من عمان –الأردن،2707-5184 : issn، وقد تضمن الإصدار الجديد دراسة علمية مُحكَمة تحت عنوان: "المحاولات اليمنية لبلوغ الحكم الرشيد دراسة تحليلية خلال الفترة من 1962 إلى 2018م" استعرض فيها أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور/ علي مطهر العثربي، المحاولات الجادة التي بذلها اليمنيون منذ منتصف القرن العشرين وحتى 2018م .
وقال أستاذ العلوم السياسية في دراسته، إن آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا المعروف بتعصبه للمنظمات الصهيونية (آنذاك) أعلن الوعد الذي أصدرته حكومة بلاده ليهود العالم بإقامة وطن قومي لهم في الوطن العربي، وهي لا تملك الحق في ذلك وأعطت من لا يستحق سنة 1917م، ثم انتهجت الحكومة البريطانية سياسة (فرّق تسد) بين العرب والمسلمين، وبدأ ظهور الدول القومية في المكونات الجغرافية والبشرية للوطن العربي والعالم الإسلامي التي استلهمت النماذج الثوريّة الشيوعيّة والفاشية والنازيّة والرأسمالية الغربية، مما أدى إلى انتفاء استقلالية تلك الدول وأصبحت تابعة فكرياً وسياسياً وسيادياً ومادياً، الأمر الذي مكن القوى الاستعمارية من خلق الصراعات الدموية بين المكونات الجغرافية والبشرية في الوطن العربي وجعلت الحكام العرب ينشغلون بالحروب الدموية فيما بينهم؛ فيما أحكمت السيطرة على مقدرات الوطن العربي وسلبته السيادة والريادة..
وقال الدكتور/ علي مطهر العثربي، إن اليمن واحد من تلك الدول التي اكتوت بنار الصراعات الدموية التي غذاها الاستعمار البريطاني، وعمل على تشطير الوطن اليمني الواحد إلى شطرين قبل رحيله في سنة 1967م، وكان أحرار اليمن قد بدأوا حركة التنوير من أجل الوصول إلى الحكم الرشيد الذي يمكنهم من استعادة السيادة الواحدة على الوطن اليمني الواحد، حيث ظهرت الحركة الإصلاحية في بداية الأربعينيات من القرن الماضي في ظل النظام السياسي القائم آنذاك في المحافظات الشمالية من اليمن الواحد.
مشيراً إلى أن محاولات الوصول إلى الحكم الرشيد في اليمن المعاصر قد مر بمنعطفات تاريخية ومتغيرات دستورية وسياسية وفكرية سادت في كل تلك المنعطفات ، منذ الثورة اليمنية الواحدة سبتمبر وأكتوبر عامي 1962- 1963م.. ولعل كل تلك المنعطفات بظروفها ومتغيراتها قد أفرزت وسائل متعددة في المحاولة للوصول إلى الصيغة المناسبة للحكم الرشيد في اليمن رغم ما طغى عليها من طابع الانقلاب، والانقلاب المضاد سواءً أكان أبيض أم أسود ، إلا أنه لم يكن الوسيلة التي تعبر عن المستوى الحضاري والإنساني الذي عرف به اليمنيون منذ فجر التاريخ ، ورغم مساوئ هذا المسار إلا أن تجاربه قادت ذوي الفكر الاستراتيجي إلى التفكير الواقعي الذي يؤدي إلى الطريق السليم للوصول إلى الصيغة المناسبة للحكم الرشيد في اليمن المعاصر، فقد تحقق البعض من متطلباته منها نشوء المؤسسات السياسية الدستورية التي تُعد المفتاح العملي والعلمي لإرساء تقاليد العمل الشوروي الديمقراطي القائم على المشاركة السياسية التي لا تستثني أحداً ، ابتداءً من صياغة أسس الدولة اليمنية الحديثة وتحديد الملامح العامة للدستور اليمني على طريق استكمال متطلبات قيام دولة النظام والقانون التي كان ينشدها أحرار اليمن والتي قامت من أجلها الثورة اليمنية ورسمت أهدافها الستة..
كما أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن الجهود المبذولة التي انطلقت من الجذور التاريخية والتراث الفكري والديني والثوابت الوطنية القائمة على المشاركة السياسية الواسعة والتي لا تستثني أحداً من القوى السياسية الفاعلة منذ نشوء الإمبراطورية اليمنية المعينية الأولى وحتى قيام الدولة اليمنية الحديثة في 22 مايو 1990م مازالت في طريقها للوصول إلى المبادئ الأساسية للحكم الرشيد ، على اعتبار أن تلك المبادئ هي اللبنة الأساسية التي ينطلق منها اليمنيون إلى عهد جديد تتحقق فيه وحدة الدولة وتتعزز فيه السيادة الوطنية المطلقة للدولة اليمنية القادرة والمقتدرة والواحدة والموحدة وتكتمل فيه كامل مبادئ الحكم الرشيد..
وبيَّن الدكتور العثربي أن واقع الحياة السياسية في اليمن مثقل بتركة كبيرة من المعوقات والصعوبات التي اعترضت مسار الوصول إلى صيغة الحكم الرشيد ووقفت حجر عثرة أمام استكمال أهداف الثورة اليمنية التي وضعها أحرار اليمن في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م، فقد تضاعفت العراقيل ومنها استمرار تحالف العدوان القديم الجديد ضد سيادة الجمهورية اليمنية في 26 مارس 2015م |