أحمد الشاوش - المواطن يشكي.. الرئيس يشكي.. الحكومة.. رئيس الحكومة.. الوزراء.. الوكلاء.. مديرو العموم.. الموظفون.. التجار.. رجال الأعمال.. الأطباء.. المهندسون.. الفنانون..
المشرفون غاضبون.. القضاة تائهون.. المحامون.. العساكر يصرخون.. المعلمون ينهارون.. المؤجرون.. المستأجرون.. الأطفال.. الشباب.. النساء .. الرجال..
الكل يشكي من الفساد والكساد والبطالة.. أصحاب المحلات والدكاكين والبقالات والمطاعم والبوافي والأسواق والسوبرماركات وقاعات الافراح والمناسبات والبسطات يكادون ينفجرون.. ليش .. لياه .. لموه الله أعلم!!؟
الأمم المتحدة تشكي.. مجلس الأمن يشكي.. الاتحاد الأوروبي يبكي.. مجموعة البريكس.. دول الخليج.. الشرق الأوسط.. الشرق الأدنى.. المبعوث الأممي لليمن.. المنظمات الدولية.. حقوق الإنسان!!؟ ..
أزمات العالم تتوسع بسلاح واستراتيجية الفقر والجوع والمرض والانقلابات والثورات والحروب والمواجهات الممولة والبعض يذرف دموع التماسيح والمواطن الجائع والفقير والنازح والمشرد والعاطل والمهاجر يبكي حتى الانفجار..
وعلى قول المثل "لا تشكي لي أبكي لك".. صار الشكى والبكاء والأنين والالم والحزن والمجابرة والنجاح والفشل يعكس حقيقة الوضع القائم وخروج منظومة الحكم في اليمن عن منطق العقل والحكمة والعدالة وسن الرُشد السياسي مثلها مثل الكهرباء التي كانت تشتعل وتطفئ بخبطة "كلفوت"، ومن وراء كلفوت في غياب الوازع الديني والأخلاقي والوطني وتطبيق القانون ..
اليوم لدينا آلاف الكلافيت والشلافيت الذين لايؤمنون بدولة ولا بشرع ولا قانون ولا أخلاق ولا أخوة ولا جورة ولا صداقة ولا عروبة ولا إسلام وإنما بالقوة والبطش والمال والثروة والتبعية والاستقواء بالدول الإقليمية والدولية، لذلك كم نحن بحاجة ماسة إلى ضبط إعدادات المصنع والرجوع إلى القِيَم الفاضلة والسامية؟..
المواطن اليمني المنكوب وفي رواية الملطشة من قبل كل تجار الحروب والتجاذبات السياسية اليوم في كل ربوع اليمن كلما سمع الرئيس أو رئيس الحكومة والوزراء يدلي بتصريح أو خطاب أو يسمع ويقرأ اشاعة بأن الامور قربت تنحل طار من شدة الفرح، وما أن تنتهي الكذبة حتى يصاب بالإحباط والاكتئاب والحزن وعدم الثقة والتخوف من الحاضر والمستقبل في ظل ألاعيب شياطين السياسة والأجندة المشبوهة حتى أصبح لسان حاله يجسد المثل المصري "جاءت الحزينة تفرح مالقيت لها مطرح"..
يتساءل المواطن الشريف ..ايش القصة .. ماهو سبب الانهيار العجيب .. ما الذي جرى ويجري في اليمن .. كيف كنا وكيف أصبحنا وفي ذمة من، ولماذا هذا الظلم والطغيان والاستبداد والاجتثاث والانتقام وزرع بذور الفتنة والكراهية بين أبناء الشعب اليمني الواحد ؟
لماذا الإصرار على سياسة الإفقار والتجويع والبطالة ومصادرة الحقوق الدستورية والقانونية والمرتبات والضمان الاجتماعي؛ ولمصلحة من الانهيار الاقتصادي وحالات الكساد وارتفاع الدولار بشكل جنوني وانهيار الريال اليمني بصورة مخيفة واشتعال الأسعار وإغراق التجار بالجمارك والضرائب والرسوم والنقاط والمتهبشين وتحميل التاجر، المواطن الزيادة وخراب البيوت وإلى متى كل هذا الجنان ..
أخيراً .. نأمل من جميع القوى والنُخب المتصارعة على السلطة هنا وهناك ومن عاد فيه خير لنفسه وأهله ووطنه وخوف من الله وكل مواطن وتيار سياسي وفكري، استحضار الضمير ووقف تسويق الحقد والكراهية والفتن والظلم والفساد والاستبداد وإطلاق المحتجزين وسجناء الرأي والاستفادة من النصائح والنقد البناء بدلاً من لغة التخوين والتخويف وفتح صفحة جديدة مع المواطن الصابر والمغلوب على أمره ونشر قِيَم التسامح والتعايش حفاظاً على النسيج الاجتماعي اليمني وتعزيز الوحدة الوطنية والمِضِي في التنمية وتقديم الخدمات للمواطن وصرف رواتب موظفي الدولة للوفاء بالتزاماتهم الأسرية بدلاً من الجحود بنعمة الله والانتظار لصدقات الدول الإقليمية والدولية على حساب القرار والسيادة الوطنية.. فهل من رجل رشيد لامتصاص الغضب الشعبي.. أملنا كبير.
|