عبدالسلام الدباء * - يقف الصحفيون والإعلاميون في ساحات الحروب والنزاعات، في مواجهة مخاطر هائلة لنقل الحقيقة إلى العالم، غير أن عملهم الشجاع هذا قد يكلّفهم حياتهم أحياناً، فهم ليسوا مجرد شهود بل أبطالاً يؤدون واجبهم رغم كل شيء، مما يجعلهم هدفاً مباشراً للجهات التي تسعى لإخفاء الحقائق والانتهاكات الجسيمة..
وحين يكشف الاعلاميون عن الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين، فإنهم يصبحون عُرضةً للاستهداف المتعمَّد كوسيلة قمعية لتكميم الأفواه وإسكات الأصوات الحرة، وهذا الاستهداف الممنهَج يسعى لفرض حاجز من الخوف، كي تتمكن تلك الجهات من تمرير ممارساتها بعيداً عن الرأي العام والضغط الدولي..
من بين الأمثلة الأبرز لهذه السياسات القمعية، تأتي ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي دأبت على استهداف الإعلاميين بطرق متعددة، ابتداءً من الترهيب والاعتقال ووصولاً إلى القتل المباشر، وكل ذلك في مسعى لطمس أي محاولة لفضح ممارساته وجرائمة البشعة ضد الشعب الفلسطيني..
وقد تجلَّت هذه السياسة الصهيونية مؤخراً عبر قصف مقار إقامة الصحفيين في جنوب لبنان، ما أدى إلى استشهاد الإعلاميين غسان نجار ومحمد رضا من قناة "الميادين"، والمصور وسام قاسم من قناة "المنار".. هذه الجريمة ليست حادثة منفردة، بل هي جزء من سلسلة استهداف طويلة تسعى لتخويف الإعلاميين، وتحييدهم عن توثيق ونقل الحقيقة..
إن استهداف الإعلاميين هو جزء من المعركة الأوسع على الحق في الحصول على المعلومات ونقل الحقيقة.. والإعلاميون يدفعون ثمن الحقيقة يوماً بعد يوم، في محاولة لنقل حقيقة ما يجري إلى العالم، وفي ظل هذا الثمن الباهظ، يبقى واجب المجتمع الدولي حماية الصحفيين وضمان محاسبة المعتدين، لأن التضحية بحياة الإعلاميين ليست مجرد أرقام تُضاف إلى قوائم الشهداء، بل دعوة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم المستمرة.
*مستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية
|