محمود ياسين - لسنا خلية سرية تستحق الملاحقة ولا احنا جبهة الصمود الأخيرة والجديرة بالمساندة؛ نحن فقط كُتاب نحاول الدفاع عن المتبقي من حقوق للناس ونحاول حمايتهم بالكلمات ووفقاً للممكن، على درجة من المِراس حيناً، والحذر أحياناً، واستلهام الحكمة في هذه المحاولات مع إدراك والتزام بـ : لن نتخلى عن مبادئنا ولا عن الناس وفكرة الدولة، لكننا لن نتخلى عن أمننا الشخصي؛ محاولات بمعزل عن فكرة مُناجَزة السلطات بل لفت انتباهها ولو بكلمات قاسية، وبمعزل أيضاً عن البطولة والفداء..
السجناء مثلاً، هم بحاجة إلينا نترافع عنهم كمظلومين وليس كأبطال كانوا على وشك "زعزعة السلطة"..
هذه مصائر إنسانية أثمن من أن يتم هدرها توظيفاً أو مغايضة..
نظل هنا نفارع ونهدّئ ونحاول مخارجة الناس من تعبهم، ذلك ما يجعل الحياة ممكنة بدرجة ما..
هناك بدهية يجب الإشارة إليها للطرفين، الأولى أنه من اختار البقاء اختار الممكن في حدوده الأقل والنضال في تلك المساحة، وأن بوسعه إحداث فارق وإلا كان -وقد قرر المناجزة حتى الموت- ليغادر بدلاً من البقاء مجازفاً بحياته وحياة أسرته لأجل دعم مادي من الخارج.. فتعقَّلوا وميّزوا..
أما البدهية الثانية فهي لأصحابنا في الخارج، كل ما تحدثنا لسلطات صنعاء بمنطق وحجج قلتم: هؤلاء مجانين لا يصغون لأي منطق..
وكيف؟
لا هذا ولا ذاك، هناك مربعات يسعنا التحرك فيها لأجل بلادنا وفي حدود قدرتنا على الاحتمال، وطاقتهم على الإصغاء..
وربك المعين وهو وحده يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور..
نحن نحاول في حدود الممكن؛ فليتوقف الجميع عن منحنا تهمة مروعة أو نيشان تضحية..
الدنيا عوافي.
|