خالد قيرمان - التقيته صدفة ذات يوم من أيام ديسمبر الشديد البرودة عام 2021م وأنا في طريقي لحضور فعالية ببيت الثقافة بشارع القصر؛ كان قد انتهى على التو من النظر إلى عناوين الكتب المنثورة على الرصيف المحازي للنافورة بميدان التحرير، وما أن لمحني حتى قال أوووه قيرمان كيف الحال؟ "وكان صديقي في الفيس " فأجبته بمرح أوووه دكتور عبدالباري دغيش يا مرحباً، وصافحته.. فقال لي إلى أين؟ قلت بيت الثقافة، فقال؛ يا سبحان الله نفس الوجهة.. وبينما نحن نمشي ونبحث عن كلام ندردش به حتى نصل، بادرني بالقول، قيرمان كأنه لقب تركي، قلتُ حرااام عليك بل يمني وله أصول متجذرة من آلاف السنين في وادي النعيم "البلاد" ناحية شبام كوكبان..
الغريبة أنت يا دكتور كيف دغيش من عدن وزيد من دار سعد و(بياضي) ؟، فقال وما الغرابة في ذلك؟، قلتُ أنت داري أن بيت دغيش من غُبّ صنعاء القديمة من حارة الزمر؟، ذكَّرتني بالمرحوم إسماعيل دغيش، قال أيش أيش قلتُ غُبّ "برفع العين" يعني أيش غُبّ؟، قلتُ يعني للتأكيد من أصل صنعاء؛ قال مازحاً؛ قلت لك تركي قلت لا ؟!
ثم قال: من هو إسماعيل دغيش؟، قلت الله يرحمه كان صديقاً عزيزاً، كم كان يعجبه يعزم أصحابه يجوا يخزنوا عنده.. كان معه ديوان رأس البيت بنوافذه المطلة على الزمر وحارة معمر، يا سلام كم كان يعجبه الفِهنة، كان مطَيْرِف،
قال؛ ياسلام أنت عارف إن كلمة مطيرف جاءت من الطريقة المطرفية وهي جماعة زيدية لكنها كانت محاربة.. قلتُ: وليش حاربوها؟، فردَّ ضاحكاً لأنهم كانوا مطيرفين!.. ووصلنا القاعة..
رحمة الله تغشاه لقد كان البرلماني الوحيد الذي لم يبرح العاصمة صنعاء حتى وافته المنية.. كان يمثّل الدائرة 28 بمديرية دار سعد – محافظة عدن، وكان مرشح المؤتمر الشعبي العام..
كان مثقفاً مُلماً بشيء من كل شيء، وكان برلمانياً لا يخاف في الحق لومة لائم..
تعازينا لأسرته الكريمه وكل أصدقائه ومحبيه.. "إنا لله وإنا إليه راجعون"
|