موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


بريطانيا تسعى لعودة نفوذها في اليمن من خلال الإمارات والسعودية - توقف كلّي لخدمات الدفاع المدني في غزة - صنعاء تزف بشرى للمعلمين - هيئة محلية توافق على مشروع قانون الاستثمار الجديد - الرهوي يشيد بالحراك العلمي في جامعة صنعاء - الأمين العام يعزي عبدالحكيم العبيد بوفاة والده - سقطريون لـ" الميثاق" : لا بد من مواجهة المحتل وطرده من أرضنا - 30 نوفمبر.. بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية في العالم - المجيدي: لن تمنعنا الظروف من تحقيق الانتصار وإعادة السيادة والاستقلال لأرضنا - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة محمد خالد الأغبري -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 27-نوفمبر-2024
د. محمد عبدالجبار المعلمي -
أيام قليلة تفصلنا عن يوم الثلاثين من نوفمبر، عيد الجلاء الذي كان وسيبقى ذكرى خالدة تحتل مكانة عظيمة في وجدان اليمنيين وعقولهم وضمائرهم.. إنه في ظل هذا اليوم المجيد من تاريخ الشعب اليمني للعام 1967م شهد رحيل آخر جندي بريطاني عن عدن بعد أن عاشت حقبه زمنية مظلمة تحت نيران الاستعمار البريطاني المستبد الطاغي.. وفي كل عام من ذلك التاريخ يحتفل الشعب اليمني بعيد الجلاء والذي جاء تتويجاً لنضال مرير وتضحيات جِسام قدمها أبناء اليمن على طريق الخلاص من المستعمر الباغي وتحرير الأرض والإنسان من جبروته وهيمنته وطغيانه..
30 نوفمبر 1967م كان يوم الخلاص الأخير بالنسبة لليمنيين من الاستعمار البريطاني بعد نحو أربع سنوات من الكفاح المسلح عقب اشتعال ثورة 14 أكتوبر 1963م؛ في ذلك اليوم بدأ الثوار مساراً جديداً لتحقيق بقية أهدافها التي هي مهمة شاقة أكبر من أجل تتويج مسيرة النضال الشاقة..
كان طرد المستعمر والاستقلال الوطني ومن ثَم الوحدة الوطنية أبرز أهداف ثوار 14 أكتوبر، وعلى هذا كافحوا وقاتلوا بإمكانياتهم المحدودة أمام جبروت الإنجليز الذين كانوا القوة المستعمرة الأكبر حينها، لكنها كانت تجر خيبتها في المنطقة بعد اندلاع ثورات في معظم الدول العربية..
شكَّل الاستقلال الوطني المجيد في 30 نوفمبر 1967م الذي نحتفي به هذه الأيام منعطفاً مهماً في مسار الحركة الوطنية اليمنية، وانتصار الثورة المباركة 26 سبتمبر و14 أكتوبر متوّجاً وحدة نضال وكفاح أبناء الوطن الواحد رغم التشطير حينها، برحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن، ويُعتبر ذلك اليوم المجيد المحطة الأبرز تاريخياً ووطنياً للعبور إلى مرحلة التحرر والاستقلال والوحدة..
وكان انطلاق شرارة ثورة 14 أكتوبر في زمن قياسي بعد انطلاق ثورة 26 سبتمبر تأكيداً لواحدية الثورة ووحدة الآمال والتطلعات لأبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه لتتوج سنوات الكفاح والنضال في الـ 30 من نوفمبر 1967م برحيل آخر جندي بريطاني وإعلان استقلال جنوب اليمن حينها..
وخلال أربع سنوات من الكفاح للتحرير قدم أبناء الجنوب اليمني أعظم التضحيات في سبيل الخلاص من جحيم المستعمر البريطاني بمشاركة جميع الأطياف والتوجهات والتكوينات من الفعاليات الطلابية والشبابية والنقابية في مسيرة النضال من خلال المظاهرات والإضراب والكفاح المسلح، تكللت في العام 1967م بإعلان استقلال الجنوب اليمني وتحرره، وكان الثلاثون من نوفمبر هو يوم الحرية والاستقلال لتعم الفرحة كل قرى ومدن اليمن شمالاً وجنوباً..
يُعتبر الـ 30 من نوفمبر 1967م بمثابة منعطف تاريخي غير مسبوق تُوّج باستقلال أرض الجنوب وإعلان دولته الوطنية على خليج عدن بعد (129 عاماً) من استعمار التاج البريطاني، كما يمثّل واحداً من أعظم الأيام الوطنية في تاريخ الجنوب، حيث جاء تتويجاً لنضال وتضحيات الشعب اليمني على مدى (129 عاماً) منذ أن وطأت أقدام جنود الاحتلال البريطاني مدينة عدن في 19 يناير 1839م بقيادة القبطان (هنس) بعد مواجهة غير متكافئة من القوات الغازية والصيادين الجنوبيين وحامية قلعة جزيرة (صيرة) وما تلاها من انتفاضات وهَبات شعبية ضد الاحتلال..
وأخيراً تكللت تلك التضحيات بالنجاح والانتصار العظيم في عام 1967م والذي تمثل في إعلان استقلال الجنوب اليمني وكان الـ 30 من نوفمبر هو يوم الحرية وعيد الجلاء والاستقلال، وذكرى عزيزة على قلوبنا ولم ولن تُمحى أبداً من ذاكرة الشعب؛ فما من يوم أعظم من يوم هذا الانتصار المشهود الذي حققه اليمنيون في تلك اللحظات الجليلة من تاريخه المتجسّد في رحيل آخر جندي بريطاني مهزوم من أرض عدن في جنوب اليمن في الـ 30 من نوفمبر 1967م..
كانت وما زالت الوحدة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي مشروع قوة لأي أمة من الأمم المختلفة كلياً في الأساس، وهذا لا ينطبق مطلَقاً على اليمن، فهي أمة ودولة واحدة عبر التاريخ، وكل التباينات والاختلافات كانت مشاريع عابرة للقيمة الأساسية والمبدأ النضالي الراسخ؛ ففي الثورات اليمنية سواءً ضد الإمامة أو المستعمر تم إنجاحها في نضال مشترَك، وربما أيضاً كان مشروع الأمة العربية الواحدة التي انتفضت مجتمعةً ضد المستعمر؛ ففي خطاب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بمدينة تعز حيث قال: أنتم شعب يمني واحد أراد الاستعمار أن يفرق بينكم وأراد أن يجعلكم شِيَعاً وأحزاباً، ولكن إرادة الله وإرادتكم كانت فوق إرادة الاستعمار، ولم يفلح الاستعمار ولم تفلح الرجعية (الإمامية) في أن تقسمكم وأن تفرّق بينكم، وكان الزعيم الاشتراكي الراحل عبدالفتاح إسماعيل (كان رئيساً لجنوب اليمن) يرى أن البلاد بحاجة ماسة إلى وعي حقيقي بخطورة المفاهيم التشطيرية التي غرسها الاستعمار والإمامة والإقطاعيون.. من جانبه كان يرى رئيس حكومة ما بعد ثورة 26 سبتمبر الراحل محمد أحمد نعمان، أن الوحدة اليمنية أمٌّ لكل اليمنيين وينبغي التعامل معها على هذا الأساس، لا يمكن إلا أن نحبها مهما كانت وبأي شكل وُجدت، فهي قدرنا الذي لا يمكن أن نوجد بدونه..
في الحقيقة شكلت تلك الرؤى المشترَكة للزعامات التاريخية في اليمن النواة الأساسية للنضال الوطني المشترَك من أجل تحقيق الوحدة الوطنية في 22 مايو 1990م باعتبارها المنجز الأعظم الذي ممكن أن يُقدم لليمنيين من زعاماتهم سواءً في الشمال أو الجنوب حيث كانت هدفاً مشترَكاً..
نلاحظ هذه الأيام عودة مشاريع التقسيم والانفصال بذات الأوضاع غير المستقرة لليمن في الصراع والحرب، فتلك البيئة هي من هيأت للأجندة الخارجية العمل بحرية على مشروع إعادة اليمن إلى التقسيم والنزاعات المناطقية التي ربما تبرز كرديفٍ لحالة الفوضى السياسية في البلاد وعودة الاحتلال بنسخة جديده وبأيدٍ عربية وبمساعدة أدوات محلية يمنيه رخيصة..
ويبدو المشهد أكثر وضوحاً حينما يتجول المندوب الإماراتي بأريحية كاملة في عدن وسقطرى، ويعيثون بمقدرات وتاريخ وحضارة اليمن؛ فيما يُطرد اليمنيون من أرضهم بحجة أنهم مستعمرون لأرض الجنوب، كل هذا سيدفع اليمنيين للبحث عن سبيل لإعادة الاعتبار للسيادة والاستقلال وتحرير القرار اليمني من الهيمنة الأجنبية.. فهل يفعلون؟..
وأخيراً فإن الخلاص من كل هذه المشاريع هو بتوحُّد اليمنيين والتصالح والتعايش بين أبناء الوطن الواحد، فالوطن مِلْكٌ للجميع ويتسع للجميع، والتفرغ لحماية البلاد من الاستعمار الجديد ومشاريع التقسيم الجديدة، والمحافظة على الوحدة الوطنية المنجز العظيم الذي يمثل مصدر فخر وعزة وكرامة لكل اليمنيين المخلصين المحبين لوطنهم وينتمون إليه شمالاً وجنوباً؛ ما عدا ذلك فسوف يتمكن المتربصون باليمن شراً من تنفيذ مخططاتهم الخبيثة لتقسيم اليمن وعودة اليمنيين للحروب والتناحر فيما بينهم، ولن تستقر اليمن إلا باتفاق اليمنيين والمحافظة على وحدة اليمن أرضاً وإنسانا،ً وأن نجعل اليمن في كل الاعتبارات ولا شيء يعلو على اليمن الذي يجب أن نحافظ عليه ونصونه ونذود عنه ونحافظ على استقلاله وسيادته.



*عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
رئيس فرع المؤتمر بالدائرة الخامسة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي

نوفمبر فخرنا
أ‌. نور باعباد*

في ذكرى الاستقلال
اياد فاضل*

بن همام.. رجل الدولة الذي قاوم تمزيق البنك
د. عبدالوهاب الروحاني

عيد الاستقلال بين طموح الماضي وإحباط الحاضر
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
د. أحلام البريهي

فجر الانعتاق من الغطرسة الاستعمارية
عبدالقادر مأمون الشاذلي

رافع الرأس إلى سماء الوطن
يحيى الماوري

ذكرى الاستقلال.. يوم رد الاعتبار للأمة العربية
فؤاد عبدالله حسين بن عطاف*

الاستقلال المجيد
نبيل الجماعي*

من ثورة ردفان إلى ملحمة الجلاء والاستقلال.. دروس وعِبَر
أ.د/ حميد عوض المزجاجي*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)