أ.د. أحمد مطهر عقبات* - يُعتبر الثلاثون من نوفمبر يوماً تاريخياً مهماً في حياة الشعب اليمني، الذي ناضل وضحَّى في سبيل إجلاء المستعمر البريطاني عن أرض السعيدة..
إن طموح المواطن اليمني منذ تواجد المحتل كان مشروعاً في تحقيق الحرية واستعادة السيادة على الأرض، مما أوجد زخماً نضالياً تعمَّد بالدم في سبيل الوصول إلى إعلان الاستقلال في هذا اليوم المجيد الذي أضحى عيداً وذكرى سنوية للاحتفاء به على مدى أكثر من نصف قرن..
كما تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن كافة المؤسسات والأفراد عبَّروا عن فرحتهم بيوم الثلاثين من نوفمبر من خلال الندوات والفعاليات الشبابية والكرنفالات والأغاني والأناشيد الوطنية التي أُذيعت عبر وسائل الإعلام المختلفة..
إن السيادة الوطنية ظلت على الدوام غير قابلة للمساوَمة برغم اختلال توازن بعض القوى السياسية في التعامل مع هكذا ملف.. فبينما كان الاستقلال الوطني طموحاً لا تنازُلَ عنه لأي سبب كان، إلا أن هبوب رياح التغيير خلال العقدين الماضيين وتصدُّع النسيج الاجتماعي وتبعثر المصالح السياسية وصراع السلطة والثروة قد جعل تحقيق هذه الأهداف مرتعاً للأطماع الخارجية بدعم القوى الطامحة بالمال والسلاح مقابل تنازل محتمَل عن السيادة عن الأرض، الأمر الذي أحدث إحباطاً معنوياً كبيراً لدى المخلصين للتراب اليمني..
وهذا يعني أن يوم الثلاثين من نوفمبر عيد الاستقلال يحتاج إلى دفعة قوية من الحماس الجماهيري للحفاظ على ديمومته وتجديد النضال من أجل طرد المستعمر الجديد المفترض والتخلص من إحباط حاضر اليمن في التعاطي مع السيادة الوطنية بالقدر الذيٍ يثبت للعالم ان الحرية والاستقلال متلازمتان في وجود الإنسان اليمني الذي لا يقبل الضيم أو التنازل عن حقوقه وسلامة أراضيه..
وعموماً.. فإن عواصف الأمواج السياسية القائمة على مصلحة أفراد أو جماعات لا شك ستنتهي؛ وستبلغ سفينة الوطن الموحد المرفأ الآمن، وستظل السيادة الوطنية عنوان طموح الماضي الذي تحقَّق يوم الاستقلال المُحتفَى به في ربوع السعيدة؛ كما أن إحباط الحاضر سيزول بفضل الإصرار على الحرية والتمسك بسلامة أراضي اليمن ووحدته الوطنية القادرة على الدفاع عن السيادة الوطنية من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
*عميد معهد الميثاق للتدريب والدراسات والبحوث
|