مطهر تقي - منذ الثامن من هذا الشهر وبعد دخول المعارضة السورية بقيادة تنظيم النصرة(تنظيم داعشي) والإعلام العربي مهتم جداً بالحديث عن السجون المعروفة والسرية للنظام السوري بقيادة بشار الأسد الذي بداخلها وتحت طوابقها السفلية المتعددة ثلاثمائة ألف سجين وكذلك مهتم بشرح أساليب التعذيب الرهيب للمساجين من قبل النظام السوري التي لا مثيل لها في العالم بما فيها تعذيب السجون الإسرائيلية للأسرى الفلسطينيين التي هي ارحم من تعذيب سجون الأسد حتى اختلطت على المشاهدين الحقيقة مع التأليف الممنهج والمدروس وكأن الإعلام العربي المتسيِّد على الساحة الإعلامية العربية ينتقم من النظام السوري القومي العربي بصورة بشعة ويسخر امكاناته للتواصل مع المعارضة السورية ورموزها الإعلامية وكل حاقد على العرب في مختلف المدن الغربية للنقد والتجريح في نظام بشار وكذلك والده ونسي ذلك الإعلام تماما المجازر الإسرائيلية اليومية في غزة بل تغاضى عن احتلال إسرائيل للأراضي السورية في الجولان مؤخراً والغارات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان وتدمير سلاح الجو الإسرائيلي للسلاح السوري البري والجوي والبحري وإذا تناولها فبإستحياء، وبالمقابل نجد إعلام محور المقاومة بما فيها الإعلام الإيراني قد صمت الى حد كبير في دفاعه عن النظام السوري الذي كان أحد مكونات محور المقاومة بل نجده قد تحامل على النظام السوري ورئيسه بشار محملاً، إياه المسؤولية ونجد كذلك حميد رزق في قناة المسيرة يتهم النظام السوري السابق بأنه رفض فتح جبهة الجولان ضد إسرائيل بعد انطلاق طوفان الأقصى ونسي وغيره أن القوات الإيرانية وكذلك قوات حزب الله في سوريا بقيادة خبرائهما العسكريين كانوا شركاء مع الجانب السوري فيما يخص جبهة الجولان..
إنها مؤامرة أمريكية إسرائيلية استخدمت تركيا لتكون واجهتها وبتواطؤ ورضا روسي إيراني واضح..
أنني لا أدافع عن النظام السوري ومعاملته القاسية مع شعبه وانتشار الفساد بين قياداته ولكني أدافع عن سوريا العروبة والقلعة الشامخة التي كانت ضد الغرب لأكثر من ستين عاما بجانب بغداد العروبة التي لازالت تدفع ثمن الفوضى التي أسسها الغزو الأمريكي للعراق لما يقرب من ثلاثة وعشرين عاماً وستستمر تلك الفوضى..
وما يهمني ويهم غيري من أبناء الشعوب العربية هو سلامة الشعب السوري من الفوضى القادمة وسلامة الأراضي السورية من التقسيم ومن المؤكد وحسب المعطيات السياسية والعسكرية التي تشهدها سوريا اليوم أن مستقبل سوريا في ظل حكم المتشددين عقائدياً خطير وخطير جداً والسؤال المحير:
لماذا الملوك والرؤساء العرب لم يعقدوا حتى التاريخ أو يدعي ملك او رئيس لاجتماع قمة عربي طارئ يقف أمام ما حصل وما يحصل في سوريا والاخطار المحدقة بالدول المجاورة العراق والأردن وكذلك مصر والسعودية من عودة تنظيم القاعدة وداعش إلى تلك الدول وبتخطيط ومباركة أمريكية..
إنها الغفلة العربية والطاعة العمياء لأسياد العالم..
وداعا لآخر قلعة عربية تصدت للغرب المستعمر.
|