موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


صنعاء.. صدور قانون مرتبات موظفي الدولة - صنعاء: موقفنا واضح بشأن خارطة الطريق - البرد القارس يقض مضاجعهم ويزيد معاناتهم ..نازحون ومشردون يواجهون الشتاء - صنعاء تستهدف هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي - حصيلة شهداء غزة تتخطى الـ45 ألفاً - إحالة متهمين في قضايا فساد إلى النيابة - اجتماع طارئ في صنعاء.. الداخلية: اليمن يمر بمرحلة خطيرة - لبوزة يعزي بوفاة المناضل فضل اليافعي - لجنة الأقصى تدعو لخروج مليوني الجمعة - الرهوي يدعو أبناء حضرموت لطرد الاحتلال -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 17-ديسمبر-2024
د. عبدالوهاب الروحاني -
كتبت هذا العنوان على حائطي يوم فرار الرئيس الأسد وسيطرة المعارضة السورية على الوضع ببلدهم في 6 ديسمبر الجاري (2024م).. كلمات مفككة ومختصرة لكني وجدتها موجعة بمقابل البهجة التي ظللت سماء سوريا، وارتسمت في عيون ملايين ممن طالهم طغيان الحاكم وجبروت السلطة.
سوريا.. قصة لم تنتهِ، كلمات، لم تكن لهدف التقليل من فرحة السوريين باسقاط احد اعظم طغاة العصر العربي، فالوجع واحد، وطغاتنا كلهم عظماء في قهر شعوبهم في المشرق والمغرب .. كلهم يحكمون بالحديد والنار، وكلهم مشاريع تجويع، وتشريد، وسجون ومعتقلات ممتلئة بالابرياء والمظلومين.. شُبهةٌ من لاَ شْبهة له عند اجهزتهم تقوده حتما للخطف والاعتقال والتعذيب فالموت.
كلهم يقتلون بتهمة وبدون تهمة .. شعارهم الوحيد الذي يحفظونه من القرآن الكريم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وهي الآية الوحيدة التي يحفظونها، وبها يعدون العدة ويجمعون العتاد ويتسلحون ليس لمواجهة من يدنس ارضهم وينتهك سيادة بلدانهم، وانما لقمع شعوبهم، وانتهاك حقوقهم، ومصادرة حقهم الرباني في العيش والحياة الامنة.
سوريا قلب الأمة وجوهرة الشرق.. حينما اختل نظام الجمهورية فيها اختل في كل الجسد الجمهوري العربي، وساد فيه نظام العصبية والتوريث، وحينما ازدهرت اجهزة القمع فيها انتشرت التجربة وساد التماثل، فصار الرؤساء أصناما ومقدسات لا تمس، وسقطت في ظلهم الدساتير، ونصوص الحقوق والحريات، وبقيت الاعلام والاناشيد الوطنية يتيمة تغرد لوحدها في سرب الشعارات.

تجربتنا الأليمة:
وهنا اقول لكم لماذا سوريا "قصة لم تنتهِ"؟!
لان تجربتنا مع الفوضى "الخلاقة" بينة ولا تحتاج الى شرح ولا الى تفصيل؛ فالعالم الذي تحالف وهلل لإسقاط النظام والدولة في العراق هو نفسه الذي هلل لتعميم الفوضى وإسقاط الدول في اليمن، وليبيا، والسودان ، وهو نفسه الذي وعد بتعبيد الطريق للحل، لكن ما ان فرغنا من تدمير كل شيء فينا قالوا نحن لا نحل المشاكل، وانما نسوي الملعب.
لن اخوض فيما جرى في كل بلد عربي مزقوه او حاولوا، ولكني ساعرض برؤوس افلام تجربتنا في اليمن .. التي بدأت في 2011م ولم تنتهِ؛ كانت - ولا تزال – مريرة ومدمرة.. هب الجيران ودول العالم والإقليم بمبادراتهم مذعورين و"مستبشرين"، واشتروا ذمم الكبار والصغار بالخطط و بالاموال المدنسة، واصبح الوطن فريسة في أيديهم.
- هب العالم والأمم المتحدة، ومنظمات الحقوق والحريات وصفقوا للتغيير والفوضى، وكان العالم معنا ومن حولنا يقطر انسانية ووعودا ودعما وتهليلا ومبادرات.. وبعد عشر سنوات كانت النتيجة كما ترون..!!
- خرجنا في 2011م لإسقاط النظام وسقطنا واسقطنا النظام.. وسقطت الدولة.. وكان القتلٌ والتخريبٌ والتجويع، وقطعُ الطريق وتمزيق الوطن، وتشريد شعب بأكمله.
- كنا وطنا موحدا بعلم واحد ونشيد واحد، ودستور واحد ومؤسسات دستورية موحدة، فمزقوا الوطن والدستور، ومزقوا المؤسسات كما مزقوا العملة.. رمز السيادة الوطنية.
- اصبحنا اكثر من شمال وجنوب، صارت عندنا (مقاطعات) شبه دويلات منفلتة ورؤساء صدفة، واعلام ترفع.. منها للاستقلال، ومنها للحكم الذاتي، ومنها للانضمام لدويلات مجاورة مستحدثة طارئة.. وصار عندنا اكثر من رئيس وأكثر من زعيم.
القصة لم تنتهِ:
في سوريا، القصة اليوم تتكرر، فرحنا جميعا بفرار بشار، وسيطرة الجيش الحر.. ونسمع التهليل والتكبير من البيت الابيض الى الاليزيه الى مجلس العموم البريطاني، واسبانيا والمانيا، والمنادات الحنونة لدعم النظام الجديد، وتأييد خطواته، وسحب الجيش الحر، وجبهة النصرة، وكل الفصائل الدينية المسلحة من القوائم السوداء وتلك خطوات بديعة ورائعة.. كلنا صفقنا لها وهللنا وكبرنا ولا نزال نصلي حمدا لله على هذا النصر المبين، وعلى نجاح الثورة البيضاء ..لكن بالمقابل ماذا جرى؟!
بالمقابل وفي لحظة الانتصار والنشوة اعطى العالم المهيمن الاشارة لاسرائيل، ليس فقط لان تحتل الجولان، وانما لان تدمر كل قدرات سوريا العسكرية، وتضرب في العمق السوري في اوسع هجوم جوي لها كل المطارات والقواعد العسكرية البرية والبحرية، ومنشآت الطاقة الحيوية، وكل ما له علاقة بالدفاع ودمرت كل شيء لتصبح سوريا دولة منزوعة السلاح على حدود الكيان الاسرائيلي.. تنام كما فعلوا مع لبنان وكما فعلوا مع العراق واليمن ويفعلونه مع السودان ايضا.
القصة في سوريا لم تنتهِ .. لان في سوريا اكثر من عشرين فصيل وجبهة وقوة اسلامية، وغير اسلامية، وكلها لها رأي وموقف، وكلها قاتلت النظام ايضا، ولن تسلم لطرف دون طرف.. يعني لا تزال النار تحت الرماد، والمسألة وقت..

سايكس بيكو جديد:
في سوريا الوضع معقد وشائك، الاكراد يريدون دولة، الأتراك يريدون سوريا ذليلة خاضعة بلا مشاكل على حدودها، ايران ادت دورها في غزة ولبنان وسوريا وانسحبت مقابل ضمانات بعدم ضرب منشآتها النووية، ورفع تدريجي للعقوبات، والحفاظ على مصالحها، وهي تعرف أين مصلحتها.
ما يحري اليوم هو سايكس بيكو جديد في المنطقة، مصالح الدول تتحكم في مساراتها.. روسيا تخلت عن الاسد مقابل بوادر حل يلوح مع مجيء ترامب في اوكرانيا، والاحتفاظ بقواعدها وتواجدها في سوريا، وهي ترتب مع النظام الجديد وتتواصل معه عبر "الوسطاء" كما قال لافروف.
سوريا مرشحة لسيناريو جديد.. طوائف واعراق واقليات وفصائل مسلحة متوثبة للاقتتال، والدولة العميقة في الطريق.. والقوات الامريكية تقول إنها تضبط الحركة في المشهد السوري، وكما يقولون "المتغطي بغيره عريان".
ثم تعالوا الى الاهم، فرق استخباراتية امريكية- بريطانية -اسرائيلية تتوافد اليوم على سوريا، واللعبة لا بد ستسخن وما حصل من تدمير في العراق وملاحقة وقتل للعلماء (ربما) تنتظره سوريا.. إلا إذا حدثت المعجزة والنصر المبين.. فيد الله وإرادته ستكون مع السوريين.
وياربنا لا تخيب ظننا..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
سوريا .. قصة لم تنتهِ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

صادق الوعد
توفيق الشرعبي

الوطن العربي والمنطقة في دائرة الخطر بعد سقوط سوريا
أحمد عبدالرحمن

أُمُّ النَّـكَبات
جميل الجعدبي

قلعة العرب الأخيرة
أحمد الزبيري

الزلزال السوري
علي ناصر محمد *

زيد أبو علي
محمد الدلواني

أيهما أثمن.. الحرية أم الوطن ؟!
عبد السلام الدباء

استراتيجيات الأطماع "الصهيو-أمريكية" المدمرة.. تفكيك الدول العربية واحتلالها
عبدالله صالح الحاج

المخطط الغربي للحرب العالمية الثالثة
سعيد مسعود عوض الجريري*

ما يجري أوسع وأكثر رعباً مما تنقله عدسات الجزيرة وأخواتها عن سوريا ما بعد الأسد !!
محمد محمد المقالح

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)