استطلاع/صفوان القرشي - منذ الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 م واليمن قيادة وجيشاً وشعباً يقف مسانداً وداعماً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة والتطهير العرقي على يد العصابات الصهيونية وبمشاركة ودعم عسكري وسياسي أمريكي بريطاني غربي وصمت وتخاذل عربي وإسلامي ودولي مخز.
اليمن وحدها التي تعتبر القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الأولى قولاً وفعلاً ظاهراً وباطناً.. لم تكتفِ بالمظاهرات وبيانات الشجب والتنديد بما تعمله إسرائيل من مجازر وتدمير وحصار وتجويع لملايين الفلسطينيين لكنها أعلنت دخولها الحرب بشكل مباشر وعبر مراحل بدأتها بفرض الحصار البحري على الموانئ الإسرائيلية وصولاً إلى ضرب مدن العدو بالمسيرات والصواريخ المجنحة التي أرّقت مضاجع الصهاينة.
هذا الموقف اليمني لم يرُق للإدارتين الأمريكية والبريطانية راعيتي الإرهاب الصهيوني مما دفعهما إلى شن عدوان غاشم على اليمن بهدف فك الحصار على إسرائيل ووقف الهجمات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية على دولة الكيان أملاً في دفع اليمن إلى تغيير موقفه الداعم لغزة من منطلق ديني وقومي وعربي وإنساني.
وفي مقابل هذا الموقف الأمريكي البريطاني المنحاز لإسرائيل والمتجرد من كل القيم والأخلاق الإنسانية والمتمرد على القوانين والأعراف الدولية، وفي ظل موقف النظام العربي والإسلامي المتخاذل والضعيف تبرز مواقف الكثير من
الأحرار في عالمنا العربي والإسلامي أشخاصاً ومنظمات وهيئات تمجد الموقف اليمني المشرف وتدين التخاذل العربي والإسلامي الشعبي والرسمي، وترى في التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية.
فما الذي يقوله هؤلاء عن اليمن، وكيف ينظرون للعدوان الأمريكي البريطاني عليها؟!
* البداية مع الإعلامية الأردنية هايدي مهدي والتي قالت: الموقف اليمني هو الموقف العربي الشجاع والمشرف ومحل فخر واعتزاز لكل الأحرار في العالم، وهو موقف ديني وأخلاقي وإنساني يؤكد على عظمة هذا الشعب وشجاعته التي لا تنكسر رغم كل التحديات والمخاطر التي تواجهها.
فاليمن لم يقف عند حد المسيرات والتظاهرات فقط كما لم يكتف ببيانات الشجب والإدانة كما هو حال الأنظمة العربية والإسلامية، ولهذا فاليمن يتعرض لعدوان أمريكي بريطاني كعقاب على موقفها الداعم والمساند لغزة وإجبارها على اتخاذ موقف مشابه لموقف بقية الدول العربية والإسلامية.
وأضافت: اليمن كسر حاجز الصمت والخضوع العربي وسجل موقفاً لن يمحى من الذاكرة الشعوب العربية وسيكتب التاريخ بحروف من نور أن اليمن الدولة العربية الوحيدة التي لم تقف متفرجة على إبادة الشعب الفلسطيني واتخذت قرارها الجريئ والشجاع في دعم غزة وخوض حرب مباشرة مع العدو الإسرائيلي ولم تلتفت إلى التهديدات الأمريكية والبريطانية التي وصلت حد شن عدوان عليها، ومع ذلك نرى اليمن تتصدى لهذا العدوان وتخوض معركة بحرية مع البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية بكل شجاعة، وللمرة الألف تثبت اليمن لكل الجبناء أن الإيمان بالله والإرادة أقوى من كل الترسانة العسكرية وجيوش الأرض.
واختتمت بالقول: اليمن اليوم يتعرض لعدوان أمريكي بريطاني صهيوني بسبب تضامنه ومناصرته للشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرض للإبادة على مرأى ومسمع من العالم المنافق الذي يغض البصر وبشكل متعمد عن كل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وخضوعاً للهيمنة الأمريكية والبريطانية يتم تجاهل القانون الدولي وكل القرارات التي تجرم إسرائيل بما في ذلك قرار محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية المتعلقة بوقف حرب الإبادة على غزة.
والمطلوب من كل الأحرار في العالم العربي والإسلامي إدانة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن والضغط على الأنظمة لاتخاذ مواقف أكثر قوة لوقف إبادة الشعب الفلسطيني من خلال خطوات عملية على أرض الواقع واعتبار الموقف اليمني نموذجاً يحتذى به لأي نظام حر.
* أما المحامية التونسية عائشة طرابلسي - عضو الهيئة الشعبية لمناصرة فلسطين - فقد قالت: وحده اليمن غرد خارج السرب العربي والإسلامي ولم يخضع للضغوط الأمريكية والبريطانية كباقي الأنظمة العربية والإسلامية التي عجزت بعد أكثر من عام عن اتخاذ أي موقف عملي فاعل لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في واحدة من أبشع جرائم العصر والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ومئات الآلاف من الجرحى على يد الجيش الصهيوني الذي يحرق الحرث النسل وبدعم عسكري وسياسي أمريكي غير محدود، يقابله خضوع وخنوع عربي وإسلامي غير محدود.
وأضافت: من المؤسف أنه حتى التضامن الشعبي العربي والإسلامي مع الوضع المأساوي في غزة فقد زخمه ولم نعد نرى تلك التظاهرات التي كانت تخرج بشكل شبه يومي رغم أن المجازر الصهيونية في غزة مستمرة وبشكل أكثر بشاعة، وهذا يمكن اعتباره مؤشراَ خطيراَ سوف ينعكس على القضية الفلسطينية برمتها طبعاَ باستثناء اليمن الذي مازال موقفه الشعبي المتضامن مع غزة في تصاعد متناغماً ومنسجماً مع الموقف السياسي والعسكري وهذا ما تؤكده التظاهرات الحاشدة التي تشهدها العاصمة اليمنية وباقي المدن عصر كل جمعة.
واختتمت بالقول: نحن في الهيئة الشعبية لمناصرة غزة نحاول أن نبقي هذه القضية في الواجهة من خلال الوقفات والفعاليات المختلفة, وفي ذات الوقت نؤكد دعمنا لليمن وقواته المسلحة وشعبه المناضل على مواقفه البطولية العروبية الأصيلة التي اتخذها تجاه نصرة غزة ومظلومية شعبها، وندين العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن والذي يعد خرقاًَ فاضحاًَ للقانون الدولي، كما ندعو الأنظمة العربية والإسلامية وبالذات أنظمة الخليج العربي إلى إعادة النظر
في مواقفهم السلبية تجاه ما يتعرض له شعب غزة من حرب إبادة وأن يحكموا ضمائرهم ويتذكروا أن هذه الدماء التي تراق كل يوم تحت سمعهم وأبصارهم سيسألون عنها يوم القيامة وأن صمتهم لن يعفيهم من تحمل المسؤولية أمام الله سبحانه والتاريخ.. ألف تحية لليمن وشعبها وقيادتها وجيشها.. ولا عزاء للجبناء المتخاذلين.
*من جانبها قالت الإعلامية اللبنانية نادين طبر – المكسيك: ما يجري في غزة من حرب إبادة وتطهير عرقي قبل أن يكون وصمة عار في جبين الصهاينة والإدارة الأمريكية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية، هو وصمة عار وخزي في جبين الأنظمة العربية والإسلامية التي عجزت عن وقف هذه الحرب الظالمة ورفع المعاناة عن ملايين الأطفال والنساء رغم قدرتها على ذلك إذ اخرجت من العباءة الأمريكية والبريطانية ورفضت الخضوع للهيمنة لرغبات واشنطن ولندن اللتين أصبحتا ومنذ السابع من أكتوبر 2023م شريكتين في هذه الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد الصهاينة المحتلين.
وأضافت: نحن ندرك أن مطامع إسرائيل لن تقف عند حدود لبنان وفلسطين وسوريا، بل ستمتد إلى الأردن ومصر والعراق والسعودية والإمارات المطبعة، فهذا حلم الصهاينة في تأسيس دولتهم من النيل إلى الفرات ولن يتخلوا عن هذا الحلم حتى ولو طبعت كل الدول العربية والإسلامية معها، لأنه وبكل بساطة تعتبر فلسطين والدول المحيطة بها وصولاً إلى السعودية والإمارات ملكاً لليهود بحسب معتقداتهم وتعاليم دينهم.
واختتمت بالقول: نجحت إسرائيل في تحييد حزب الله ولبنان وسوريا بعد سقوط نظام الأسد ولم يبق أمامها إلا اليمن الذي اثبت أنه شعب المدد وأرض الأبطال ومهد العرب, فإذا ما نجح الصهاينة وبدعم واشنطن ولندن في تحييد اليمن وإخراجها من المعادلة سيكون من السهل عليها تصفية القضية الفلسطينية وإبادة شعب غزة، ومن بقي منهم سيكون مصيرهم التهجير القصري، ولن تمانع الأردن ومصر من استضافتهم تحت الضغط الأمريكي البريطاني.
نحن كعرب نثمن المواقف الشجاعة لليمن والجيش اليمني الذي لم ترهبه حاملات الطائرات والبوارج الحربية من المضي قدماً في دعم غزة من منطلق إيمانه العميق بحقوق الشعب الفلسطيني ودفاعاً عن القدس، خاف العرب من اتخاذ موقف مشابه للموقف اليمني كما خافوا حتى من إدانة العدوان الأمريكي البريطاني على هذا البلد العربي.
وكل ما نرجوه ألا نقلل من العمليات التي ينفذها الجيش اليمني في البحر أو في إسرائيل ونكون منصفين ولو بالقول، رسالة موجهة للإعلام العربي وقناة (الحدث والعربية).. تحياتي لكل الشعب اليمني.
* إلى ذلك قال الدكتور ناصر بو مشناق – سبته: أي نظام عربي وإسلامي يعتقد أن صمته عن إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وسكوته عن الجرائم المروعة في حق هذا الشعب العربي المسلم وأن تودده ومبالغته في إظهار ولائه لأمريكا وبريطانيا ومن ورائهم إسرائيل سيعود عليهم بالخير وعلى أوطانهم بالسلام فقد وقع في الخطأ لأن الرضوخ والاستسلام وإظهار الضعف دائماً ما يقود إلى رضوخ واستسلام أكثر حد العبودية، وهو ما يغري ويثير مطامع الطامعين للسيطرة على هذه الأنظمة والاستحواذ على ثروات الشعوب ومقدراتها.
وأضاف: نحن في عالم تحكمه شريعة الغاب، ومن يمتلك القوة يحترم وينصف ويحصل على كافة حقوقه، وهذا الأمر لا ينطبق على الأنظمة العربية التي تعتمد على أمريكا وبريطانيا في حمايتها في مقابل النزول عند رغبات أمريكا وعدم معارضتها في قرار تتخذه بما في ذلك حماية إسرائيل وإعطاؤها كل الحق في القتل والتدمير والاستيلاء على مزيد من الأراضي العربية في طريق إعادة تقسيم المنطقة وفق الرؤية الإسرائيلية وبما يؤدي إلى قيام دولة إسرائيل الكبرى.
واختتم بالقول: العالم العربي والإسلامي يغط في سبات عميق ويد إسرائيل مطلقة بكل حرية لتقتل وتدمر وتعتدي دون حسيب ولا رقيب وفق مخطط أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية والتي بدأتها في غزة ولبنان وسوريا، والقضاء على أي تهديد محتمل لدولة إسرائيل.
الموقف اليمني كشف زيف ادعاء الأنظمة العربية والإسلامية التي تزعم دعمها وتأييدها للشعب الفلسطيني حتى ينال كل حقوقه المشروعة بما في ذلك قيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، باستثناء اليمن لا يوجد أي نظام عربي أو إسلامي يدعم الشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً، ولهذا فما يتعرض له اليمن من عدوان أمريكي بريطاني يأتي في إطار مخطط تمكين إسرائيل وتقسيم المنطقة العربية.. نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تضامن عربي وإسلامي لإخراج المنطقة من هذا المأزق قبل أن نجد إسرائيل وقد أقامت هيكل اليهود على انقاض المسجد الأقصى ونقول كانت هناك فلسطين، من واجبنا تأييد اليمن ومناصرته ورفض أي عدوان يستهدف هذا البلد العربي الأصيل.
* أما الدكتور إيهاب عرقوب – الجزائر – قال: في البداية أوجه تحية إعزاز وإكبار لليمن العزيز قيادةً وحكومةً وجيشاً وشعباً على هذا الموقف العروبي إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة، وهو الموقف الذي أعاد لنا الأمل بأنه مازال هناك في النظام العربي من يستطيع أن يقول لا لأمريكا وجبروتها وهيمنتها على الشعوب العربية، وألف لا للغطرسة والإرهاب الإسرائيلي في زمن الخضوع والمهانة والذل الذي تعيشه أمتنا العربية والإسلامية.
اليمن أثبت لكل أحرار العالم أنه لا شيء مستحيل أمام الإرادة والإيمان، ولا عجب في ذلك فأهل اليمن أهل الإيمان والحكمة ومن اليمن يأتي المدد والنصر لكل المظلومين والمقهورين.
وأضاف: العرب والمسلمون ومن أجل إرضاء أمريكا قدموا أطفال غزة ونساءها قرابين ورضوا لأنفسهم أن يكونوا شهود زور على جرائم إسرائيل ومارسوا لعبة الصمت والضحك على الشعوب من اجل تمييع القضية الفلسطينية ومنح الصهاينة كل الحق في القتل والتدمير ومصادرة الأراضي الفلسطينية واحتلال الأراضي اللبنانية والسورية وانتهاك سيادة القانون الدولي في تحدًّ واضح لكل المجتمع الدولي ولن تقف إسرائيل عند هذا الحد بعد أن تهيأت لها الظروف أكثر من أي وقت مضى لإبادة أكبر عدد من أبناء غزة وتهجير من بقي منهم.
واختتم بالقول: نحن على ثقة بأن اليمن سينتصر بعزيمة أبنائه المخلصين وسوف يتجاوز كل الصعوبات والتحديات والمؤامرات التي تحاك ضده فهو قلعة الصمود العربي الأخيرة في وجه إسرائيل وأمريكا.
وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تدرك خطورة المرحلة والمخطط الذي يستهدف إعادة تقسيم الشرق الأوسط وفقاً للرؤية الإسرائيلية الأمريكية التي روج لها (نتنياهو) وعرضه للخريطة التي تظهر حدود إسرائيل ويغيب منها اسم فلسطين في إشارة واضحة إلى أن الحديث عن قيام دولة فلسطينية لم يعد له وجود، وهنا يأتي دور الشعوب العربية والإسلامية لإفشال المخطط وعدم السماح بتمريره، ويبدأ هذا الدور بدعم ومساندة الموقف اليمني وإدانة العدوان الأمريكي البريطاني المتكرر على اليمن من خلال الفعاليات الجماهيرية والندوات لإظهار تأييدنا لهذا الموقف اليمني الشجاع الذي صار مثار فخر لكل إنسان عربي ومسلم حر وهذا أقل واجب نقدمه لليمن وغزة في هذا الزمن العربي الرديئ.
|